قلب التنين ، الجزء الثالث من سلسلة دماء الشمس

الفصل الثامن

الفصل الثامن

دخل كايل وآرُن مكتب الملك الّذي كان بإنتظارهما مع والدته الجالسة عند الطاولة المستديرة بصمت وحيرة ،  تستشعر وجود أمرٍ مريبٍ قادم. 

وضع كايدين المجلد أمام آرُن مفتوحاً على جزء معين ، تقريباً الجزء الأخير منه يشير له كي يبدأ بالقراءة من مكان معين ومن ثم عاد وجلس بجوار سيلين الغافلة عن محتوى المصيبة القادمة، لم يتجرأ على إخبارها بشأنها خوفاً من ثورتها ورفضها تاركاً القرار لآرن. 
نعم، إنّه يعرف بأنّه يحمّل ابنه عبئ عظيم جداً ولكنه للاسف الوحيد القادر على تنفيذ الاعدام بحق سما، وإذا رفض أرن سوف يعرض قومه والانس لخطر عظيم. 

حدّق آرُن بالكلمات المصفوفة أمامه بصدمة ، قرأها مرّة ومرتان وثلاث ، رفع رأسه يجول بنظره بين أخيه الذي لم يجرؤ على النظر اليه منذ أتى به من الأعلى ، والدته التي يبدو عليها أنّها تنتظر معرفة الحاصل ، ووالده الذي يناظره برجاء وتوسّل أن لا يخطئ الإختيار.
عاد بنظره إلى المجلد

بتاريخ ما قبل التاريخ
وأخيراً تمكّنا من وضع للوسيفر الساقط بنفسه ، حامل مفاتيح أبواب الجحيم إلى الأرض بسبات نرجو أن يكون أبدياً.
للوسيفر الملعون العاصي والمتمرّد المسترسل بتجنيد مخلوقات الأرض واعداً إيّاهم بالخلود الوهمي .
وأخيراً وبعد تجارب فاشلة لا تُعد ولا تُحصى نجح عدد لابأس به من المشعوذين والمشعوذات بتنفيذ تعويذة أوقفت للوسيفر عن الإسترسال بنشر وبائه على الأرض عبر إيقاف قلبه ووضعه بحالة من السبات الأبدي .
وبمساعدة ملك جبّار تمكّنا من سجن نسله وأتباعه بأرض الظلمات التي لم يطأها إنسٌ ولا جان ولا يملك مفاتيحها أو يعلم بموقعها الاّ للوسيفر الراقد بسباته.
ولكن يأسفنا القول أنّه بالرغم من نجاحنا الساحق هذا الاّ اننا إضطررنا كي ننفّذ تلك التعويذة أن نطبّق قانون الطبيعة العام الّذي يحتّم علينا أنّ نخلق لكل داء دواء لا محال ، لذا أُجبِرَ المشعوذون بهدف اتمام ونجاح تنفيذ طقوس تعويذة سبات للوسيفر إلى ربطها بتعويذة إيقاظ سوف يتحقق عبر قلب التنين.
قلب التنين سيولد بذات الحقبة التي سيولد فيها الشمس والقمر «كايل وآرُن » بين أضلاع أنثى تحمل وشمه منذ الولادة ، يكون جزء منها، مجبولٌ مع جيناتها، قلب التنين هو مفتاح عودة للوسيفر وإستيقاظه من سباته وبكل تأكيد عودته لن تكون عودة حميدة أبداً ، بل ستجلب معها دماراً وكوارث تشمل كل مخلوقات الأرض دون استثناء، إذا عاد سوف يعود معه الفساد والأوبئة والكوارث.
السبيل الوحيد لإيقاف للوسيفر هو عبر تدمير ذلك القلب قبل ان يصل الى للوسيفر.
السبيل الوحيد للقضاء على قلب التنين هو عبر إنتزاعه من مضجعه من هيئة التنين والوحيد القادر على رؤية هيئة التنين هو توأمها الشمس«آرُن »
على الشمس أن يعلم مدى خطورة بقائها على قيد الحياة وأنّ السبيل الوحيد لإيقاف للوسيفر هو عبر فناء ذلك القلب دون تأخير .
للوسيفر كل ما يحتاجه من تلك الانثى هو قلبها ودمائها ، إذا وصل اليها لن يتمكن أحد أو شيئ على وجه هذه الارض من إيقافه هذه المرّة إلى أن يحين موعد اليوم المنتظر.
لقد فعلنا ما بوسعنا ليعم السلام على هذه الأرض راجين من خلفائنا أن يبادروا بالمثل لأنّها أمانة وضعت بين أيدينا كي نحافظ على التوازن بين مخلوقاتها إلى أن يحين الموعد المنتظر لفنائها وعودتنا إلى مقرّنا الرئيسي والأبدي من جديد .