الفصل العاشر
طرقت داليا باب غرفة رايان وإنتظرت ، قلبها يعصف داخل صدرها ، تشعر بالخوف والذعر إذ تم إعلان حالة الطوارئ استعداداً للحرب ورايان سيذهب مع والدها للقتال ولا تريده أن يذهب دون أن تودّعه.
خرج رايان من الحمّام مبلل الشعر ،عاري الصدر وحافي القدمين يسمع طرقات الباب الطفيفة ، توجّه اليه بخطى سريعة ظنّاً منه بأنهم يستعجلونه للإنطلاق ليُفاجأ بداليا خلفه التي رفعت بصرها المضطرب اليه تناظره برجاء «داليا !!! ماذا تفعلين هنا؟؟ »
سألها يتفقد الردهة خلفها خوفاً من هجوم مفاجئ من والدها وهي حنت رأسها تتسلل من تحت ذراعه إلى غرفته متوغلةً نحو الداخل ، وقفت وسط الغرفة تنتظر اقترابه بينما هو وقف متردداً لبرهة مقرراً بعد لحظات إغلاق الباب والذهاب اليها قبل أن يكتشف أحدهم هفوتها الشنيعة.
« يجب أن تخرجي من غرفتي ، لا يجوز بقائك هنا »
« أكنت تفكر بالذهاب الى المعركة دون أن تودعني ، لماذا تتهرب دائماً مني ؟ لقد كنت صديقي الوحيد، ماذا أخطأت معك كي تنفر مني هكذا؟ أوتظن بأني لا أشعر ببعدك وتغيرك ومزاجك الذي ينقلب رأساً على عقب حين تراني، أما عدّت تحبّني »
إنتفض قلبه بين أضلاعه لنبرة صوتها الحزينة والمتألّمة ، ماذا يخبرها ، هل يخبرها بأنّ والدها هدّده بعدم الإقتراب منها ورفض تسميتها له وما يزال يرفض تقرّبهما حتى بعد أن اكتشف بأنّها توأمته؟
انه يعلم مقدار حبّها لداميان، بطلها ومثلها الأعلى، لا يمكنه أن يكسر خاطرها عبر اخبارها بسبب جفائه وتهربه منها.
تصلب جسده يشتعل كيانه برغبة جامحة حين دنت منه تتأمله بنظرات بريئة، يدهشها بوسامته الطاغية، بشعره الأشقر الفاتح ، عينيه الرمادية، بشرته الذهبية، ووشمه الممتد من عنقه وصولاً لذراعه على شكل جذور شجرة عتيقة، وصلت لحدود صدره العاري تحدّق به فاغرة فاها ، ببراءة تامّة، لا تعرف ماهية المشاعر التي تجتاحها بقربه « لقد طلبت مني والدتي أن آتي اليك وأخبرك بأني لك ، بقرار ملكي، انها بإنتظار عودة والدك السيّد مارك لإعلان هذا الإرتباط.»
رفع رايان حاجبه بتساؤل عاجزاً عن إمساك نفسه عن السؤال «ووالدك ، ما رأيه بهذا القرار؟»
أشاحت بصرها عنه تحدّق بالأرض وهو هزّ رأسه يفهم الرد، داميان كان واضحاً بقراره ، ليس الآن ، إذ كان يريدها ليأخذها ولكن ليس قبل أن تكمل الخمسين عاماً، ذلك المتملك الأناني ، يريدها له وحده ، لا يريد مشاركتها مع أحد.
وهو من ناحية أخرى لا يرغب بأذية داليا عبر فرض حقه بها عليه فيؤدي ذلك الى خلق شرخاً بينها وبين والدها ، فقرر تركها إلى أن يحين الموعد المنتظر .
أنت تقرأ
قلب التنين ، الجزء الثالث من سلسلة دماء الشمس
Fantasyهذا الجزء يتناول قصص أبناء أبطال الجزئين الأوّل والثاني قلب التنين تدور أحداثه بعد ثلاث وعشرون سنة من ولادة التوأم الذي يتزامن مع ظهور قلب التنين الجاثي بين أضلاع سما ، الإنسية اللصة التي يعثر عليها إيزار خلال رحلة بحثه المتواصلة، إيزار مصاص دماء...