انحنى تايهيونغ أمامَ قُفلِ البابِ وكاملُ تركيزِهِ مُوجهٌ إليهِ، يَعبثُ بهِ بمشبكينِ يَحكّهُما سَوياً داخِلَهُ ، أمّا يونغي توقفَ يُراقبُ الرواقَ مِنْ بعيدٍ يَنتظرهُ مُلّتفاً يميناً ويساراً يُصلّي ألّا يلحَظَهم أحدٌ ما ،وما هيّ إلّا ثوانٍ و سُمِعَ طرقاتٌ خفيفةٌ تدلُّ على فتحِ القُفلِ بسهولةٍ .
أسرعَ خطاهُ و تجاوزَ تايهيونغ مُقتحماً الشّقةَ، عَازماً على إيجادِ ما يبحثانِ عنهِ وكأنّما القضيةَ تخصّهٌ شخصياً ،في حينِ أنَّ سؤالُ تايهيونغ وقع على رأسهِ كالصاعقةِ تضربُ خلايا دماغهِ
"أأنتَ واثقٌ؟ أقصدُ، سَنقعُ في مُشكلةٍ!"
"المَقصَدُ هُنا الوقوعَ في المشاكلِ أيُّها الغبي!!"
أخذتْ عيناهُ تحاوطانِ المكانَ بحذرٍ وشرعَ يُفتّشُ كلَّ رُكنٍ مِن زاويةِ المنزلِ ، إضافةً لرفعِ السريرِ فَتْحَ الأدراجَ جميعها ، وثمَّ غارَ على كلِّ صَندوقٍ صَغيرٍ أو كبيرٍ ،بينما تايهيونغ تَتَبَعهُ بعينيهِ المفزوعتينِ ، مشلولَ الحركةِ لا يقوَ على رفعِ قدمهِ ولا يجرؤُ على تحريكِ يدهِ لِمُساعدةِ صَديقهِ
"أسرعْ قبلَ أنْ تَعود؟"
"ألمْ تُخبرني أنَّ شقتِها هذهِ نَادِراً ما تَستخدِمُها؟؟"
"نعم! لكنَّها تُبقي كلَّ مَمتلكاتِها الثَمينةِ هُنا ، هذا لا يقودُ سِوى لشيءٍ واحدٍ ، ألاّ وأنَّها قدْ تُداهُم المكانَ في أيَّةِ لحظةٍ"
"وجدتُهُ"
صرخَ يونغي يرفعُ الكتابَ الصغيرَ بينَ يديهِ بانتصارٍ وكأنَّما وجدَ ماسَةً عملاقَةً بعدَ البحثِ عنها لسنينٍ طويلةٍ ، وقبلَ أنْ يفتحَهُ أوقفَهُ تايهيونغ يستفهمُ بوجهٍ مُرتاعٍ مِن حقيقةِ وجودهِ في شقتِها المُحرّمة
"مالذي سَتَفعلهُ ؟؟"
"سَنَجِدُ أحلَّكَ مَخاوفِها ونستخدمُها ضِدّها ،إنْ كرهَتْكَ لَنْ تودَ البقاءَ بقربكَ ،صَحيح؟؟"
رفعَ ذيّ الشعرِ الأسودِ طَرْفَ فمِّهِ بِتوجسٍ مُحاولاً الإجابةَ على سؤالهِ دونَ أنْ يجدَ جوابَاً مُناسباً لسؤالٍ أحمقَ كهذا ،إمّا تُفشي سرَّهُ إنْ تركَها و إمّا تُفشي أيضاً سرَّهُ إنْ كرهَتْهُ أليسَ كذلكَ؟؟
"ماذا تَظُنانِ نفسيكُما فاعِلينِ؟"
شهقَ تايهيونغ بنَفَسٍ مُنقطعٍ وقدْ غصَّ بالهواءِ الأخيرِ الداخلِ إلى رئتيهِ، و الرهبَةُ تأكلُ ما تَبقى مِن كرامتهِ في مَنعِ نفسهِ مِنَ الارتجافِ ولو قَليلاً ،بينما تَجمدَ يونغي مَكانَهُ يبتلِعُ ريقَهُ مَُحاولاً تشغيلَ عقلِهِ لأيِّ حلٍّ يُخرجهم مِن ورطتِهم ، إلّا أنّهُ لَمْ يجدْ مَخرجاً سوى الاستقامةَ بثباتٍ و رسمِ ابتسامةٍ زائفةٍ على وجههِ لتلكَ الّتي تطرقُ الأرضَ بِقَدَمِها ، وكأنَّما تُحاولُ ثَقبَها أو طحنَها، ولَكَمْ تَمنى تايهيونغ لَو أنَّها تَخْرُقُها وتَبتلِعَهُ وترميهِ في البحرِ دونَ العودةِ إليها مُجدداً
أنت تقرأ
15Ways to leave a lover /خَمسةَ عشرِ أسلوبٍ للانفِصال
Fanfictionكَمْ كانَ فاسِداً ! و لَقدْ كَانتْ شَيطاناً بِلَحمِهِ.. جَحِيمَهُ هَبَّ لِلهجرانِ نَعيمُها لاحَ لِلوِصَالِ وَيبقى هُناك خَمسة عشرِ طَريقةٍ لِلنَجَاةِ أو رُبَما الهَلاكِ! "كيم تايهيونغ" "جونغ شارلوت"