كيف بي أمضي؟

7 0 0
                                    


هل سمعت أنيناً يعِنُّ من تعاويذ الشروق؟ يميل عبر سكوته العجوز بعصاة الصبر التي جُمعت أطباق تقشّرها على حافة السرير . أسأل نفسي بعد مضي هذا الوقت المرير ، ماذا انتابني في تلك الليالي ؟ كيف كانت ؟ كيف كنت أُرزق بابتسامة الصباح و تنهيدة التفاؤل آخر الليل ؟ كيف أفسر تلك الخرائط التائهة بين المجهول و المعلوم مكابرةً بالتزامها على طرف جفني ؟ كيف بي و انا الذي هرولت احرفي كل سنيني حتّى أصابها التلف ؟ و زارها الزوال؟
كيف بي أمضي ؟ و أحرفت خرُفت ! تاهت في أساطير العناوين . كيف أكلّمها ، أدلّلها ، أغنّي لها ، أدعوها في كل شئ و هي التي كانت لا شئ في واقعي لكنها الشئ كله في حقيقتي ،
يروق لي أيضاً التساؤل حول معاجمي التي جمعت أحرفها حرفاً حرفاً ؟
كيف أُعيد ترتيبها ؟ هل الابجدية تغيرت ؟ هل المعاني تبدلت ؟ أم أنني أنا تبدلت؟
أأصبحت ذاك العجوز الذي ينتظر في صباحه التقاط نظارته ليرى دربه ؟ أم أنني ما زلت انا في شبابي شاب ترمقه الحياة و لكنه يرميها بالعجز !
برجفة يداه و ضعف بصره و قلة حيلته ليس لانه زاره الشيب و الخرف وباتت على أعتابه سنين الكِبر .
كل ما في الامر ان الحروف تملك صاحباً داخلي مرّ بسرعة البرق على حافة التأقلم و تعجرفت أنامله وتاهت وهنا المسألة أعزائي تختلف .
أنا زرت حافة العجوز لأن يداي رجفت حقاً من حقائق الزهر في حدائق وبعد شم رائحتها العطرة تسممت بعض الشئ وعندما حاولت الشفاء لم أشفى بورقة طبيب بل بنظرة واحدة فقط نحنو السماء....

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 29, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

يوميات دمشقيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن