الغيرة ، كلمة من أربعة حروف ، و لكنها قادرة علي حرق بلدة بأكملها ، أو بحالته ، تبخير محيطٍ لآخر قطرةتابع بعينيه الزرقاء تمايلها المتكبر فوق لوحها الأخضر ، تتعالي الصيحات من حوله فيرغب بسد إذنيه
و لكن ، لما لا يبعد عينيه عنها ؟ لما يريد أن يُخرِس أي شاب يمدحها بجانبه؟
أهو يحب القوة لذلك يرغب بتملك مصدرها ، بتملك ماليبو؟
ما زالت فوق الموجة الشاهقة تقف بحرفة لا تخرج إلا منها
جفَّ حلقه و هو يسمع شاباً يقول لصاحبه "سأطلب مواعدتها حالما تنتهي" ليرد الآخر قائلاً "بأحلامك ، سأفوز أنا بها"
"ركز كاميرون" ضرب رأسه ليتنبه ، فما اللعنه التي تحدث له الآن
أهو يشعر بالغيرة منها أم عليها ؟
أبعد تلك الأفكار و قرر إنعاش نفسه قبل مجئ دوره للسباق ، ذهب لطاولة المشروبات ليأخذ واحداً و لكن فاجئه طيران بعض الأكواب بفعل الرياح المتصاعدة
أنقذ كوباً و أرتشف منه سريعاً ، قلب عينيه ليري كريس و مجموعة من أصدقائه الحمقي يتقدمون منه
"ماذا ؟ أتحاول بلع خسارتك كاميرون ؟" سخر كريس ليضحك رفاقه و عضلاتهم تهتز بفعل القهقهه
صمت قليلاً ثم بدأ بالضحك هستيرياً ، سكت كريس و رفاقه مستغربين من ردة فعله
ليكف هو عن ضحكه قائلاً ببرود "يبدو أن وقوعك بالماء قد أفقدك آخر جزء بعقلك الصغير"
"حقاً ؟ ألم تفقد غرورك بعد؟"
"حقاً ؟ ألم تفقد غبائك بعد؟" قلد كاميرون طريقته
أحمرَّ وجه كريس ، فهو يعلم إلامَ يشير الآخر ، فقد رسب سنتين متتاليتين بالجامعة بينما تخرج كاميرون قبله بتقديرٍ عالي
"علي كل الأحوال ، ستفوز هي بالنهاية ككل عام ، لا تتعب نفسك" أنهي كريس كلماته ليذهب مبتعداً هو و أصدقائه ، هارباً من تعليقات كاميرون المتحاذقة
بينما ظلَّ كاميرون بمكانه محدقاً بكوبه الأحمر، يريد الفوز ، يريد هيبته أن تعود كالسابق ، يريد لقب ملك الأمواج ككل عام
لاحظ تلك الحركة الغريبة للرمال من حوله ، فهو يحفظ هذا الشاطئ عن ظهر قلب
بدأت الفتيات بالجري إبتعاداً عن الشاطئ ، الجميع يهم بالرحيل و ركوب سياراتهم
"ماذا يحدث بحق الإله" ضغط علي كوبه البلاستيكي ليكسره و حينها ألتقط صوت المذيعة
"لقد صرح مرصد الطقس بمدينة ماليبو أن هناك عاصفة قادمة علي غير توقع ، يجب علي الجميع الحذر و العودة إلي منازلهم" أنهت كلماتها لتجري هي و طاقم العمل حاملين معداتهم ناحية سيارة الأخبار
"أيمزحون؟" تساءل بعقله
ليجري ناحية الحكم و الذي قد طار شعره المستعار نتيجة الرياح
"بالفعل ستلغون المسابقة؟"
"هل أكتشفت ذلك بنفسك ؟ بالطبع سنوقفها"
"و لكن من سيكون الفائز هكذا؟"
"ماليبو بالطبع ، ألا تري كم بقت فوق الموجة حتي الآن ؟ و اللعنه فأنا بذاتي لا أستطيع مواكبتها"
بدأ الغضب يأكله حياً ، تلك المحظوظة ستفوز للسنة الثالثة علي التوالي
لم يشعر بنفسه إلا و هو يجري حاملاً لوحه القرمزي متجاهلاً الرياح العنيفة ، ليدخل الماء محارباً الأمواج
سيريها من هو الملك هنا ، عزم علي ذلك بداخله
أنت تقرأ
Malibu || ماليبو
Short Storyلوح الركمجة ، إحساس الرمال الملتصق بقدميها ، ملابسها المتشربة بمياة المحيط كان ذلك ما يحرك شعلة الحياة بداخل روح ماليبو و لكن ماذا يحدث عندما تجرفها أمواج أكثر شئٍ تعشقه ؟ قصة قصيرة ، خفيفة علي قلوبكم للقراءة مع فنجان قهوة ، أو مثلما أحب بكوب شاي...