-أتعلمين أنني كنت أشعر بالتوتر الشديد كلّما اقتربتي مني؟
-ألم تعد تشعر به الآن؟
-اعتدت. و إعتاد قلبي على قربك.
-لقد كنت غامض جداً، مرهق التعامل معه و منغلق. لهو انجاز ما فعلته بك!!
-غيّرتيني كما لم اتخيل يوماً. أنتِ لا تعرفين أي شيئ يا حبيبتي، انتِ لا تعرفين.
ممددة بجانبه على سريره هي اقتربت اكثر منه و رفعت يدها لتداعب خصلاته.
-احكي لي.
-و من أين ابدأ؟
-من البداية.
-أتذكرين أول لقاء لنا؟
-عندما ظهرت ببدلتك العسكرية المثيرة التي تظهر عضلاتك ثم أزلت نظاراتك الشمسية و تكلمت بصوتك الرجولي باحترامٍ معي؟
عزيزي، قد انسى كل شيئ إلّا لقاءنا الاول!!-انتِ علقتي بي منذ تلك اللحظة، عندما رفعتي رأسك إليّ و ناظرتيني بفضول. علمت انك مختلفة، و شعرت بشيئ غريب حينها..
-حب من النظرة الاولى؟!
تحمّست و رفعت نفسها عن الوسادة لكنه أعاد رأسها اليها و هو يحيط جسدها بذراعيه ليضمّها إليه
-كفّي عن التفاهات. بالطبع لا!
-اذاً ما كان هذا؟
-إن ظللت أتساءل عن كل ما جعلتيني اشعر به فلن انتهي يوماً. أنا لا اعلم. لا اعلم ما هو، لكنه اخافني. لانه راح يتطوّر و يزداد. و لأنّي كنت أجهل ماهيته.
لم أشعر بنفسي سوى أهتم بكِ، ألتفتُ عند سماع اسمكِ حولي، ألاحقك بعيناي الى كل مكان تذهبين اليه، أحدّق بتفاصيلكِ، و أحفظها.
-اذاً هو حب من النظرة الاولى!!
شدّ عناقه حولها ثم أراح ذقنه قوق رأسها ففهمت أنها تعاند الان. او أنه هو يُعاند و يرفض الإعتراف.
-تفاصيلي؟ مثل ماذا؟
-أنتِ تضعين ملعقة سكّر و ربع دائماً عندما تشربين كأس شاي. تكرهين الزيتون و تحبين المكدوس كثيراً، تفضلين ربط شعرك لذا تحيطين معصمك دائماً بربطات للشعر.
-حتى بتّ انتَ أيضاً تفعل ذلك!
رفعت رأسها تكلّمه و هي تضحك فشاركها مبرراً

أنت تقرأ
يوماً ما
Romanceفسادٌ أهْلَكَهما و حربٌ دمّرتهما، روحهما تعبت و جسدهما باتَ محطّماً غير قادر على حمل نفسه. ها قد سقطت القذيفة الخامسة على بيروت، و هما بضياع يركضان. و هل توقّفا عن الركض يوماً؟ ألم يمرّ الجميع بمعركة يكافح بها يومياً؟ دقت أجراس الحرب و علِم هو أنٍ...