¤ 1 ¤

53 7 232
                                    

/ العودة إلى الوطن /

☆~~~~~~~~~~~☆

- أمي! ليث قد عاد!


كأي أمّ عادية لم ترَ إبنها منذ شهرين كاملين، هي أفلتت الصّحون التي كانت تغسلها و هرعت إلى مدخل الباب حيث ظلّ ليث واقف.

-لا أصدق! ليث حبيبي! يا إلهي كم إشتقت اليك!


عصرته بين ذراعيها بالرغم من طوله الشديد و إستمرت بتقبيل خديه و ذرف الدموع المتواصلة حتى منعها هو.


-توقّفي عن البكاء بربّك لم كلّ هذه الدراما؟ انا أذهب كلّ فترة و أعود كالقرد لا أشكو من شيئ فلِمَ تقلقين إلى هذه الدرجة؟


-لأنّك إبني و لي الحق ان اقلق كما أريد كلمة اخرى و ساطردك من هذا المنزل!


تهديدها الفارغ اضحكه و أشعره بكم امه حنونة..
امه التي تُعاني بسببه.. بل عائلته كلها التي تعاني من القلق عليه كلّ يوم.


-اين أبي؟


-يعمل في الأرض خلف المنزل. لنذهب اليه فهو ايضاً لا يكف عن السؤال عنك.


دخل المنزل و أحس بدفئ يغمره بعد فراق لأسابيع. منزله المتواضع الذي احتواه و احتوى أحبّته بين جدرانه.

المنزل الذي يعمل جاهداً لكي يبقى سليماً من أيّ خراب قادم.

والده أبو ليث حتى لو كان موظّف لن يستطيع التخلص من حب الزراعة ابداً.

رآه يرفع المحراث و يغرسه في التراب بقوة و أحسّ براحة كبيرة تخالج صدره.
أبيه بخير بل و على أفضل حال!

-هل تخطط لزراعة شجرة تفاح أخرى؟


ردة فعله كردة فعله والدته تماماً. نفس اللهفة و السعادة و الدموع و اعتصار الجسد.


-لهي نعمة ان أراك سليماً معافى يا ولدي ! اعلم انني لا استطيع ان أطلب منك الكثير. لكن ارجوك كفّ عن الابتعاد عنا لهذه الفترة الطويلة! أشعر أن البيت يصبح فارغاً برحيلك!


-انت تظلم مروان! أين هو ذلك المشاكس على أي حال؟


-في الخارج يلعب كرة القدم مع باقي اولاد الحارة. يذكرني بك كثيراً.


-أتظنين يا ام ليث انه كان يلعب مع اولاد الحارة؟ اعتقد انه كان يتسلط و يتنمر عليهم فحسب.. تماماً كليث.. ربما لذلك يذكرك به!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 12, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

يوماً ما حيث تعيش القصص. اكتشف الآن