- ميا:
صداعٌ ينغرسُ داخلَ رأسي، "اه" فتحتُ عينايَ بقوةٍ، وامسكتُ رأسي بيداي، كل شيءٍ امامي كانَ يبدو ضبابياً، شعرتُ بدماغي يكادُ ينفجر.
سحبتُ نفساً عميقاً، صدري يؤلمني.. رمشتُ عدةِ مرات لأشاهدني مرمياً على السرير.
"اينَ انا"؟
"لما انا هنا؟"
ما الذي قمتُ بأقحامِ نفسي بهِ مجدداً؟
كانَ هنالكَ كوباً من الماء بجانبي، امسكتُ به ويداي تكادان ترجفان من شدةِ ثقلهما، شربتُ الماء كله، شعرتُ وكأن حلقي ممزقٌ.
كانت يدي مربوطةً على محلولٍ وريدي يبدو بأنهُ المورڤين، رائحتهُ تذكرني بطعم المخدر الذي كنا نتناولهُ انا ولوكاس قبل سنواتٍ،
ضوء الشمس الذي كانَ يسطعُ من تلك النافذةِ بدى وكأنهُ سوف يخترقُ عيناي.
"يا للأزعاج" فكرة النهوضِ من السرير الأن تبدو صعبةً للغاية.
اندفعَ الباب وقتها لتدخلَ امي، وعيناها قد اصبحتا حمراوتين من شدةِ البكاء "ميا عزيزيــ" وقامت بأحتظاني بقوةٍ لأشعرَ بعظامي تتحطمَ اسفلها، "امـ.. امي" دفعتهاُ بخفةٍ من عني، "انتِ تؤلمينني"!
قامت بعضِ شفتها بحسرةٍ، والدموع تتساقط من عينيها وهي ممسكةً بكلتا يداي.
اردتُ سؤالها عن سببَ تواجدي هنا، لكنها قامت بأحتظاني مجدداً لكن بهدوءٍ اكثر هذهِ المرة.
شعرتُ انا ببعض الضيق، حدقتُ نحو الباب لم يكن لوكاس متواجداً هناك.
لما اشعرُ وكأنني مشتاقٌ اليه؟
إنه ألمٌ غريب، أن تموت من الحنين، لشيءٍ لم تعشه أبدًا.
وضعت هي يداها على وجهي "ميا، كيف حالكَ الأن؟ هل تشعر بألمٍ؟ اي جزءٍ يؤلمكَ اكثر؟ ما نوع الأدوية التي اعطوها لك؟" نبرتها كانت مليئةٍ بالأسى والقلق. ثم قامت من مكانها بعجلةٍ، وبدأت تعبثِ بدرجِ الأدوية الذي بجانبي.
"ماهذا الهراء الذي يقومونَ بحقنكَ به؟؟ هذهِ المسكنات لا تجدي نفعاً..سأذهبُ لأوبخَ الممرضين في هذهِ المستشفى اللعينة" تحدثت بنبرةٍ غاضبة ثم استدارت لتخرجَ من غرفتي.
"امي"!!!! تأفأفت بأنزعاجٍ بصوتٍ عالي، ورميتُ بنفسي الى الخلف والصداعُ ينغرسُ داخلَ رأسي مجدداً.
استدارت هي نحوي مجدداً "ماذا ميا؟ هل يؤلمك جسدك مجدداً"؟؟
ثم تقدمت نحوي "عزيزي ميا" وبدأت تبكي وتنوحُ مجدداً.
"كيفَ فعلوا بصغيري هذا" ثم امسكت بي "كيفَ فعلوا بكَ هذا، ستأتي الشرطةُ للتحدث معكَ بعد قليل" والدموع تتساقطُ من عيناها!
"امي"!!! زمجرت بحدة "ما الذي تتحدثينَ عنهُ بحق اللعنة"!
أنت تقرأ
توأمان | The Twin
Romanceكل الذي فعلتهُ كانَ من اجلكَ "ميا" اسف لتخيبِ ظنكَ يا توأمي. لكنني واقعٌ بكَ منذ لحظةِ ولادتنا. كتمتُ هذا السرَّ عنكَ، حتى نهشَ روحي وحطمها. انا مريضٌ مجنونٌ بك، لكنك لن تعلمَ هذا ابداً. 16+
