- الفصل الرابع -

3.6K 164 73
                                    

لطالما كانت المشكلة في حصولي على ذكرياتٍ طويلة لست متأكدًا من صدقها، لطالما فهمتُ الأمور على نحوٍ خاطئ، لطالما عبثت في حياةِ لوكاس بالشكل الذي يرضيني.

كانت مُشكلتي هي أنّي أُحاوِل التَفكير بِكُلّ شَيء دُفعَة واحِدة، لا أستطيع إيقاف غَليان الأفكار، ولا كَبح المواضيع مِن التَسَرُّب في آنٍ واحِد، كما لا أستطيع إخماد النَّار الَّتي تأبى إلّا أنْ تندلِع بِكُلّ التَفاصيل التافِهة والمُهِمَّة، والنَتيجة تَشَتُت، صَخب أفكار، أزمة تَركيز، وبُركان فوق رأسي على وشك الإنفجار.

حدقتُ نحو جيسي النائمة بجانبي، لما كنتُ على وشكِ أن اضاجعها؟
لأنني رأيتُ النظرةَ التي حدقت هي بها نحو لوكاس، اعلم كل شيءٍ بشأن نظرات الرغبةِ تلك.
ولم يتجاهل لوكاس نظراتها تلك..
صگگتُ على اسناني بغضبٍ، هل قامت بأثارتهِ؟ هل اعجبَ بها؟ لأنها لم تجدي مفعولاً نحوي، لم اشتهيها، ولم يستقيم خاصتي اليها، لا شيء.
لقد شعرت هي بالأستياء، وظنت ان الخطب منها.
لم تدرك ان الخطبَ مني، لا يجذبونني الساقطاتُ امثالها.
ربما انا متعبٌ وحسب". كذبتُ عليها، قبل ان تخلدَ هي الى النوم.

انا فقط اؤذيهِ قبل ان يؤذيني.
لطالما كانت هذهِ طريقتي بحمايةِ نفسي منه.
اقومُ بتخريبِ حياتهِ قبل ان يخربَ خاصتي، رغم انهُ قد خربها اصلاً منذ تلك الليلة المشؤمة،
لقد حاولتُ فعل مابوسعي لأجعلهُ يتذكر ماقامَ به ليلتها، عندما سكرنا ليلتها، وربما تجاوزنا الحد في الشراب، شربَ لوكاس كأساً خلفَ الأخر..
وفي النهايةِ فعلَ فعلتهُ تلك و قبلني،
ولم تكن اشبهُ بأية قبلةً تذوقتها في حياتي،
ظننتُ انه مفعول الكحول، لذا تركتهُ يفعلها وحسب، لكنهُ استمرَ بفعلها بشهوةٍ لم اعهدها في حياتي، شهوةً خدرتني كلياً.
امسك رقبتي، وتذوق كل انشٍ منها.
لمسني بطريقةٍ لم يفعلها احد من قبل، بطريقةٍ اوقدت ناراً اسفلي.
وعندها همسَ بأذني "احبك ميا".
حِينها لمْ أكن أعلَم أكان قلبي يدُقّ، أم يضرِب رَأسه في حائِط صدري؟.

وفقد هو الوعي بعدها، وبقيتُ انا راغبٌ بالمزيد، وعلى وشكِ ان افقد اعصابي كلها من فرط التفكير بما حدث.
لقد مرت سنةً كاملة على ذلك اليوم، ومازال هو غير متذكرٍ لما حدث.
لقد خربني، جعلني احملُ هذه الذكرى معي لمدة سنةٍ كاملة.
لطالما كان هو الشخص الوحيد الخفيفُ على روحي، لكنه اصبحَ ثقيلاً عليها، وبالكادِ اصبحتُ احتمل الأمر.
حاولتُ تذكيرهِ بشتى الطرق، حتى عندما اتت سانيا الى منزلنا، لم تكن قبلتي تلك الا لجعلهِ يتذكر وحسب.لكنه لم يفعل..

هل كانَ مخموراً وحسب؟ هل لم يعني كلماتهِ ابداً؟
لما هذا الأمر يفقدني اعصابي؟ انهُ شيء يدعو للسخرية.
عبثًا أحاول أن أطيق، وكل شئٍ لا يُطاق.

توأمان | The Twinحيث تعيش القصص. اكتشف الآن