الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :فإن من أعظم الواجبات التي ينبغي على كل مسلم أن يحققها، وأن يخلصها لله تعالى عبادة التوبة وهي الاعتراف بالذنب والتقصير والاعتذار إلى الله تعالى، وأركانها التي عليها تبنى أربعة:
الندم على فعل المعصية في الماضي
والإقلاع عنها في الحال
والعزم أن لا يعاودها في المستقبل وتصحيح ما يمكن تصحيحه.قال تعالى:(إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان 70).
وهذه التوبة تجب المسارعة إليها بعد كل ذنب يقترفه العبد سواء فعله مرة أو مرات، وسواء كان من الصغائر أو من الكبائر ، وسواء كان من معاصي القلوب أو الجوارح .
ومن معاني التوبة الرجوع العام إلى الله بالتزام فعل ما يجب وترك ما يكره ولزوم طريق الاستقامة طريق المؤمنين الصالحين، قال تعالى : (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (الزمر:54).
وقد رأيت أن أكتب هذه المقالة، لأرسم لنفسي وإخواني في الله تعالى الطريق الموصل إلى تحقيق هذه الفريضة، ببيان الأسباب الداعية عليها والمرغبة فيها والمرهبة من تأخيرها والتهاون فيها.