▪8▪

175 15 1
                                    

8-الخوف من سوء الخاتمة:

ألا تخاف أيها العبد من تأخير التوبة إلى وقت لا تصح فيه ولا تقبل وهو وقت الغرغرة،

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ) رواه الترمذي وحسنه الألباني،

فليس كل ندم أو ترك للذنوب يكون توبة، وليست كل توبة مقبولة عند الله تعالى، لأن التوبة الصحيحة ما اجتمع فيها أركانها الأربعة، إضافة إلى إيقاعها في وقت تقبل فيها؛ قبل طلوع الشمس من مغربها وقبل رؤية الموت، ولأجل هذا لم تقبل توبة فرعون لما أدركه الغرق، وقال له رب العزة :(آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (يونس:91)،

وقال تعالى:(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً، وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) (النساء 17-18).

فسوى الله سبحانه بين من مات على الكفر، ومن تاب في فراش الموت والمقصود به حين الغرغرة .

الطريق إلى التوبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن