•°الفصل الأول|مَعزول°•

146 17 13
                                    


صوت وضع كوب القهوة على الطاولة مع إبتسامة عاملة المقهى لإيفلين التي رفعت رأسها مُتنهدة بِقلة صبر.

《 لقد عاهدتِني على رويها لي بالفعل و ها أنتِ تتناسين وعَدك . 》 تحدثت إيفلين مع وجهاً مُتهجم.

《 أنتِ عديمَةٌ الصَبر إيفلين، رُبما سيكونُ مِنَ الأفضلِ إعطاء دِراستكِ القليل مِن التركيز فَضلاً عن الإستماع إلى الأساطير مِن عجوزاً خَرِفةٍ مِثلي. 》 صاحبت كلمات إيريس ضحكاتها المُتقطعة مع بعض قطرات العرق المُتصببة من جبينها.

《 و مُنذ مَتى أصبحتِ مُهتمة بِدراستي و تَدعين نفسكِ بالِخرفة أيتها العجوز اللئيم؟ 》أخذت إيفلين رشفة من قهوتها من ثم نظرت للعمة إيريس بإبتسامة تحمِلُ بعضاً مِن الخُبث.

تنهدت إيريس بِقلةِ حيلة《 دِراستُكِ لعِلم النفس أفادتكِ بالفعل و لكن ليس من الجيد لكِ إستخدامها على البشر طُوال الوقت؛ فكما تعلمين قد تُصابين بالذُعرِ مِنهُم. 》

《 يُمكننا وصف الأمر بالإشمئزاز أكثر فلم أذعُر بعد، كما تعلمين لم أقُم بِمُقابلة أحد القتلة المُتسلسلين مِن قبل. 》إبتسمت إيفلين حال وقوع عينها على طلبها المُميز بِقائمة الطعام 《 ها هو! هذا ما أُريد طبقُ معكرونة مع الصلصة البيضاء و الدجاج المشوي. 》

《 أتسائلُ عن سبب حماسها كل مرةٍ عِند طلبِها نفس الطبق من نفس القائمة في نفس المقهى. 》تحدثت زوي بِهمساً في أُذنِ أيدِن ليُغطي هو أذنه بِدوره مُبتعداً عنها《 توقفي عن التحدُثِ بِصوتِ عالٍ في أُذني زوي! 》

《 كان همسُكِ أشبه بِكونه مسموعاً لِلجميع. 》 نطقت ليف رافعة ناظريها عن شاشة الهاتف لِتلتقط شريحة بيتزا من أمامها.

فركت إيريس جبينها مُتسائلة عن كونهم حقاً سينهون الجامعة بعد سنتين مِنَ الآن، فقد بَدَو كأطفالٍ يتعاركون معاً بالروضة.

《 كُلُ إنسانٍ لديه نصيبه مِن غريزة القتلِ إيفلين، إنه فقط الدافع الذي يوقظها، و البعض فقط تمنعهم قيود الأخلاق عنها؛ فلو تحررت أيديهم لأصبحوا وحوشاً و ليس مُجرد قتلةٍ مُتسلسلين. 》إستكملت إيريس حديثها مع إيفلين بينما تدون طلباتهم بِمُذكرتها.

《 مع تقديري لهوسِكُما بِهذه الأشياء ،و لكنكما تعلمان إنها الظهيرة و قد خرجنا لِتونا مِن الجامعة، فهل لنا أن نحظى بِطعام الغداء و بِمُحادثة طبيعية خالية من نظريات علم النفس و أساطير الألهة أو عن كيفية كون بنو البشر لعينين؟ 》رفع آشِر رأسه من فوق الطاولة و هو ينظرُ لهم بِتملل.

《 أوافقه الرأي في الواقع أستطيع عملياً أن أحلم بهذه القصص أثناء نومي 》تحدثت ليف بِسُخرية لتتجاهلها إيفلين و تعيد نظرها لِكوب القهوة أمامها.

أورَلوُس.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن