مَضى مِنَ الْوَقْتِ مَا يُقارِبُ السَّبْع سَاعَات حَتَّى تصاعدَ قُرصُ الشَّمْس لِلسماء المُلبدة بِالغُيوم فِي مَشهدٍ كَئِيبٌ و مُعتِم لأحدِ رسامي الْقَرْن السادسِ عَشر . يُنذر بِالسوء و الشُّؤْم و لطالما كَانَ السُّؤَالُ ، هَلْ كَانَتْ اللوحات تُمثِلُ نظرةَ الفنانِ المُتشائمة أَم أَنَّهَا الْحَقِيقَة المتوارية عَنِ الأَنْظَارِ ؟
فَبَيْنَمَا كَان العالمُ مُتحركاً مِن حَوْلَهَا كَانَتْ هِيَ الوَحِيدَة المُتوقفة ، بِجسدها المُستلقي فَوْق الأرضيةِ الرَطِبة و عَقْلِهَا الفاقِد لِلوعي و لطالما كَان .
تَلوَت إيفلين فَوْقِ السَّطْحِ الخشبي مَع شُعُورُهَا بعِظامها المواشكة عَلَى التَّهَشُّم ، اسْتَنَدَت بِيَدِهَا عَلَى حَافَّةِ السَّرِير أَمَامَهَا ؛ تُحَاوِل الْوُقُوف بَيْنَمَا تَتَجَوَّل أعيُنها مُتفحصة الغُرفة حَوْلَهَا لَا تُعْرَفُ كَيْف انْتَهَى بِهَا الْحَالُ بِهَذَا الْوَضْعِ أَوْ بِالْأَحْرَى كَيْفَ أَتَى السَّرِير للغرفة ؟
هَلْ يَجِبُ أَنْ تُعرِبَ عَن فزعها بِتغيُرِ معالمِ الأسطح النَّاصِعَة لِمُتأكلة؟ أَم أَنَّهَا كَانَتْ ظُلمَةُ اللَّيْل الَّتِي حَجبتها عَنْ الرُّؤْيَةِ بِشكلٍ صَحِيحٌ؟
مَع خطواتها العَثِرة و الثوبُ الَّذِي يُعرقِلُ تَحرُكاتها تَتجه صَوب الْمِرْآَة بزاوية الغُرْفَة ، فتُعكسُ لَهَا صُورَتُهَا بِثوب الزِّفَاف هُوَ نَفْسُهُ مِن الأمْس قَبْلَ أَنْ يَغْشَى عَلَيْهَا .
لَا تَتَذَكَّر ارتدائها لَهُ أَوْ حَتَّى وضعُ أنامِلها عَلَيْه بَل و إنْ لَمْ تَخُنها ذَاكِرتُها لَم يَكُن لِلْمِرْآَة وُجُود .
تَمَكَّن الفزعُ و الرُّعْب مِنَ السَّيْطَرَةِ عَلَى أَفْكَارِها المُشوشة، جُلَّ مَا فَعَلَتْهُ هُو الْفُضُول فَانْتَهَى بِها الأمرُ مُتسائلةً عَن صحةِ قَوَّاهَا الْعَقْلِيَّة .أَخَذَت خطواتها أرْجَاء الغُرْفَة تبحثُ عَن الكِتاب فَكَانَ هُوَ خَيْطٌ الوصلِ الوحيدِ لَهَا وَ لَكِن بِلا جَدْوَى ، و لَا أَثَرَ لِملابسها أيضاً مِما دَعَاهَا لِلظن بتواجدِ كيانٍ أخرٍ بِالْمَنْزِل ، و لِتَجنُبِ عَقلها الَّذِي يبعثُها بالهُراء قَامَت لِتتوجه نَاحِيَة الْبَابِ وَ بِمُجردِ فَتْحِه وَقَفْت مُضْطَرِبَةٌ بمشاعرِ و أفْكَار متذبذبة كُل مَا حَمَلَهُ عَقْلِهَا إلَيْهِ هُوَ الْهَرَب .
الهلع هُو كُل مَا يُمكن وَصفُ وَضَعَهَا بِه ؛ تَركضُ بَيْن أَشْجارَ الغابَةِ بِأَنْفَاس مُتقطعة و أعيُنٍ مُغْرَوْرِق بِأَقْصَى مَا يُمْكِنُ لجسدها الْوَاهِن حَمَلَهَا إلَيْهِ ، لَم تَعَبا بِجُرُوح قَدَمَيْهَا العاريتين الَّتِي زَيَّنْتَهَا الدِّمَاء؛ فَكَان عَقْلِهَا يثتغيثُ بِمَنْ لَمْ يَكُن بِجَانِبِهَا لإنقاذها .
![](https://img.wattpad.com/cover/236771841-288-k262532.jpg)
أنت تقرأ
أورَلوُس.
Fantasyإنبثقت دمائه لتغطي وجهها و ملابسها لِتُغلق 'إغدراسيل' البوابة الحائلة بينها و بينه. مدت يَدها تَشُدُ على سيفها مُقدمةً قَدمها اليُمنى على اليُسرى مُحدِقةً لِلقابعِ أمامها بِضغينةٍ إستَولت على روحِها. 《 لقد قُمتَ بِسَلبِ كُل ما أمتلكتُ يَوَماً، لِذا...