"ريم انا مقصدش و الله"
همست ايلين بصدمه و هى تحاول إرجاع ريم عن المغادره لتتحدث ريم بهدوء.
"يا ستى و لا تقصدى، معدتش فارقه صدقينى"
"ريم و الله ما كنت اقصد"
تحدثت ايلين و هى تبكى لتنظر إلى والديها تستعطفهم للتدخل فى الحديث لتتحدث نسرين.
"عايزه تمشى و تسيبينا يا ريم؟ "
" معلش يا طنط، انا اصلا كدا كدا كنت ماشيه، فمش هتفرق انا همشى دلوقتى و لا كمان يومين"
" و هو انتى فاكره انى هسمحلك انك تمشى! انتى بنتى زيك زى الهبله دى، انا عندى بنتين مش بنت واحده، اتفضلى على اوضتك يلا و مش عايز و لا كلمه"
تحدث آدم بنبره حاده لتستغل ايلين الوضع لتقوم بسحب حقائب ريم بسرعه مهروله لداخل الغرفه ليتحدث آدم بنبره امره مره اخرى.
" تعملى حسابك متفضيش حاجه من الشنط بتاعتك علشان هنروح البيت الجديد بكرا، هعدى عليكم فى الشركه بكرا بعد الشغل علشان اوديكم البيت الجديد، و هوديكم و اجيبكم لحد ما تعرفوا العنوان كويس، اتفضلى يلا ادخلى غيرى هدومك لحد ما نسرين تحط العشاء علشان ناكل كلنا"
أنهى آدم حديثه الحاد عائدا لمقعده مره اخرى بينما نسرين توجهت إلى المطبخ بعد أن دفعت ريم بخفه اتجاه الغرفه.
دلفت ريم إلى الغرفه لتجد ان ايلين تخبئ حقائبها أسفل السرير لتبتسم بإستهزاء متحدثه.
" معرفتش كدا انتى مخبياهم فين، صح! "
" حتى لو عرفتى مش هسمحلك انك تسيبينى و تمشى، يا ريم انتى اختى مش صاحبتى، انا قلقت عليكى لما مردتيش على التليفون، اتعصبت لأنك بتعاملينى ببرود، و انتى عارفه انى مبحبكيش تتعاملى معايا ببرود، انا غلطانه حقك عليا، مكنش ينفع اقولك ان باباكى هو اللى غصبك على الحجاب، انا لما قعدت افكر مع نفسى شويه و هديت لقيت انك كان ممكن اول ما تنزلى مصر تقلعر الحجاب بس انتى فضلتى محجبه، انا اسفه متزعليش منى"
انهت ايلين حديثها محتضنه ريم بقوة لتتنهد ريم بخفه متحدثه.
" ابوكى غضبه وحش اوى يا ايلى"
قهقهت ايلين بخفه على ما قالته ريم لتبتسم ريم بهدوء محتضنه ايلين هى الاخرى.
" انتوا بتعملوا ايه"
صاح آدم فور ان دلف إلى غرفه ايلين و هو يرى كل من ايلين و ريم و هن يحتضن بعضهن بقوة لتصيح ريم بمرح.
"اوعى تفهمنى صح"
قهقه آدم بخفه و هو يفتح ذراعيه لتهرول الفتاتان اليه محتضنين اياه بقوة ليبتسم آدم بسعاده.
.
.
.
.
.
صباح يوم جديد قام آدم بإيصال كل من ايلين و ريم إلى مقر الشركه ليذكرهم بأمر انتظاره لهم حتى يذهبوا للمنزل الجديد.
وصلت الفتاتان إلى مكاتبهم ليمر زياد على غير العاده على الموظفين الذين تفاجئوا بمروره و لأول مره.
نظر زياد بنظرات ذات مغزى إلى ريم التى تقف أمامه بهدوء و هى تعلم أن ذلك اليوم لن يمر بسلام، و بالفعل كيل لها زياد من المهمات ما يزيد عن باقى الموظفين و لكن تقبلت ريم ذلك الأمر بصدر رحب.
نزفت انفها مره اخرى أثناء عملها و لكنها حمدت ربها انه لم يلحظ احد نزيف انفها ذاك، و قد قررت انه مع أول راتب لها ستذهب للفحص فى إحدى المستشفيات لتطمئن على حالها.
انتهى ذلك اليوم الطويل اخيرا، لتغادر ريم برفقه ايلين لتجد سياره آدم بإنتظارهم ليبتسما بإتساع و لكن اوقفهم صوت غليظ.
"ريم"
التفت الفتاتان إلى مصدر الصوت و الذى لم يكن سوى مصطفى لتذفر ريم بقوة و قد تحولت ملامحها إلى الجمود لتتحدث بقوة فور ان وقف مصطفى أمامهم.
"استاذ مصطفى، ده مكان شغل، و بسبب حضرتك انا سمعت كلام محدش كان يقدر يقولهولى بس اتقالى بسببك، لو سمحت متجيش هنا تانى غير للشغل، انا مش مستعده ان حد يطلع عليا كلام و اشاعات مبتحصلش"
نظر لها مصطفى بهدوء و هو يومئ بخفه و يرفع يده للأعلى دليل على استسلامه متحدثا.
" انا بس كل اللى طالبه ساعه واحده بس اتكلم معاكى"
" فيه ايه؟ "
تحدث آدم الذى قدم للفتيات ليلتفت له مصطفى سريعا مبتسم بوجهه ليمد يده متحدثا بإبتسامه هادئه.
" مصطفى العياشى، ابن ابراهيم العياشى"
"اه اهلا و سهلا"
بادله آدم التحيه و الابتسامه سريعا فور ان تذكره و تذكر والده كذلك ليومئ له مصطفى بإبتسامه هادئه متحدثا.
" لو سمحت انا بستأذن حضرتك عايز ريم ساعه واحده بس و هرجعها بنفسى لحد البيت"
رفعت ايلين حاجبها الأيمن بإعتراض بينما آدم التفت نظر إلى ريم التى تنظر له ليتحدث بإبتسامه هادئه.
"و ماله يا مصطفى البيت ينور"
"لا معلش انا عايز اتكلم معاها برا الاول، ده بعد اذن حضرتك طبعا"
علق مصطفى سريعا على ما قاله آدم ليذم آدم شفتيه قليلا قبل أن يتحدث.
"خلاص يوم الجمعه تعالى الساعه ٣، بس الساعه ٤ تكون فى البيت، انا هخلى ريم تخرج معاك لوحدها لانى واثق فى بنتى، و عارفك كويس، لكن غير كدا انا مكنتش سمحت ابدا انكم تروحوا فى مكان لوحدكم"
حديث آدم الجاد جعل مصطفى يبتسم بإتساع و هو يومئ له سريعا ليتحدث.
"طيب ممكن العنوان علشان اجى يوم الجمعه اخدها"
ايماءه بسيطه هى ما حصل عليها من اجابه من آدم قبل أن يخبره بالعنوان ليأخذ كل من ريم و ايلين ليذهبوا.
" انت وافقت ليه انى اروح معاه؟ "
قطع الصمت المسيطر على السياره صوت ريم المتسائل ليجيب آدم و هو مازال ينظر للطريق بتركيز.
" مش هنخسر حاجه لو عرفنا هو عايز منك ايه، و انا لو مش واثق فيكى يا ريم مكنتش وافقت انك تروحى معاه فى حته"
"بس يا بابا ده من ساعه ما شافها و هو لازق فيها زى اللبانه، و بسببه خلى زياد يتكلم و يقول كلام جارح لريم، و لو راحت قابلته يبقى كدا بنأكد اللى زياد فهمه"
صاحت ايلين معترضه على حديث والدها بينما ريم تستمع إلى الاثنان بهدوء، ليتحدث آدم مره اخرى.
" ما هو علشان اعرف هو عايز ايه لازم اقعد معاه و اتكلم معاه، اديكى قولتى كل شويه ينطلها و خلى زياد يفكر فى حاجات مبتحصلش اصلا، يبقى لازم ريم تقعد معاه و تفهم منه هو عايز منها ايه، و اكيد انا مش هعمل حاجه تإذى ريم، انا مش هأذى بنتى، و لو كلامه معجبكيش يا ريم انا اللى هقفله"
اومأت ريم على ما قاله آدم و قد اقتنعت بوجهه نظره رغم ذلك الخوف المسيطر عليها و لكنها طمأنت نفسها ان آدم لن يتركها.
.
.
.
.
.
مرت الايام بسرعه و أتى يوم الجمعه لتقفز ايلين على سرير ريم ميقظه اياها بصياح.
" قومى يا ريم، قومى الساعه ١٠ و فيه ضيوف جايين"
" و انا مالى بضيوفكم، ياستى انهارده الجمعه سيبينى انام"
تحدثت ريم بصوت ناعس و هى مازالت مغلقه عيناها لتقوم ايلين بهزها و هى تتحدث.
"قومى ،ده عيله الهوارى كلها جايه، من كبيرها لصغيرها"
"ما يجوا يا ايلين انا مالى، و بعدين دول جايين ليكوا انتوا مش ليا انا، تصحينى انا ليه، انا مال امى"
" ما هما عايزين يشوفوك بردو، احنا من كتر كلامنا عليكى شوقناهم انهم يشوفوكى"
نهضت ريم جالسه و هى تنظر بملامح ناعسه إلى ايلين التى تبتسم بإتساع لتتحدث ريم بغضب.
" طيب غورى بقا بنشاطك المقرف ده، و الله حرام عليكم انا منمتش طول الليل اصلا"
" ليه؟ بتفكرى فى ايه؟ "
تحدثت ايلين بفضول و هى تلتصق بريم مره اخرى و لكن ريم قامت بتجاهلها ناهضه ذاهبه إلى المرحاض.
أتت عائله الهوارى بأكملها فى تمام الثانيه عشر، كان آدم و نسرين قاموا بدعوتهم سابقا لتناول طعام الغداء فى المنزل الجديد كنوع من انواع الاحتفال.
ألقت ريم التحيه على الرجال و هى تقدم لهم الشاى و طابعها المرح غلب عليها لتشارك الرجال بعض الأحاديث لتذهب إلى السيدات مره اخرى و صوت قهقهاتهن سمع فى الخارج.
فى تمام الساعه الثانيه قام آدم بمناداه ريم التى أتت مهروله له بإبتسامه واسعه.
"اجهزى يلا"
"هو ممكن اعتذر؟"
"لا مش ممكن"
"بس"
"مبسش يا ريم، يلا اجهزى"
"طيب خلينا نقعد هنا، و الله قلبى مقبوض"
"يا بنتى هو هيخطفك، يلا يا ريم بلاش لعب عيال"
"عارف لو حصلى حاجه مش هسامحك"
"روحى يا هبله اجهزى"
رحلت ريم بخطوات غاضبه بينما الرجال جميعا ينظروا لآدم يريدوا تفسير و لكن آدم تحدث فى شئ اخر.
فى تمام الثالثه رن جرس المنزل لتهرول ايلين فاتحه الباب لتجد مصطفى أمامها بإبتسامه واسعه لتتنهد بخفه مشيره له بالدلوف.
دلف مصطفى حيث والدها و الرجال جميعا ليلقى عليهم التحيه و نظرات زياد القويه تحيط به من كل اتجاه.
فى تمام الثالثه و نصف أتت ريم و هى مستعده و لكن ملامحها جامده لينظر لها آدم بعتاب لينهض مصطفى متحدث لآدم.
"الاتفاق انى كنت هاخدها ٣ و ارجعها ٤، دلوقتى الساعه ٣:٣٠، يعنى كدا هرجعها الساعه ٤:٣٠"
اومئ آدم بخفه و هو ينهض واقفا أمام مصطفى متحدثا بجديه.
"لو اشتكت من اى تصرف عملته معاها هزعلك منى جامد"
اومئ مصطفى سريعا متحدثا.
"اوعدك انها مش هتشتكى"
اومئ آدم بملامح جامده ليتقدم من ريم محيط كتفها بهدوء متحدثا.
" لو فيه اى حاجه حصلت رنى عليا و هتلاقينى عندك فى اقل من دقيقه"
ابتسمت له ريم بخفه و هى تومئ له متحدثه.
" دومى،اوعى تأكل من غيرى لحسن ازعل منك"
" انا ميجليش نفس للأكل و انتى مش جمبى اصلا"
ابتسمت ريم بإتساع لتذهب بعد ذلك مع مصطفى بينما قام آدم بإيصالهم حيث باب المنزل.
مال مالك على زياد قليلا هامسا له.
" هو آدم عادى كدا يخرجها مع اى حد، و لا علشان هى مش بنته؟ "
" و الله ما عارف، بس ملناش دعوه"
همس زياد هو الاخر ليعود آدم جالسا معهم مره اخرى.
.
.
.
.
.
"دومى"
صاحت ريم فور ان فتحت باب المنزل مناديه على آدم الذى ابتسم بخفه عليها متحدثا.
"شايفك راجعه زى القرده و محصلكيش حاجه يعنى"
" هو انا مقولتلكش ، مش انا زى القطط بسبع ارواح"
" طيب يلا يا ست القطه غيرى و تعالى لحسن هنموت من الجوع"
علقت نسرين التى انضمت للجمع الذكورى مناديه اياهم لطعام الغداء.
"فريره"
صاحت ريم و هى تهرول بإتجاه غرفتها المشتركه مع ايلين.
تجمع الكل حول مائده الطعام الكبيره لتتحدث ايلين جاذبه انتباه الجميع.
" ها كان عايزك فى ايه؟ "
" كان بيقول انه عايز يتقدم"
تحدثت ريم ببرود و هى تتناول طعامها لتتحدث نسرين.
"و انتى قولتيله ايه؟ "
" انت ايه رأيك يا دومى فيه؟"
"و الله هو شاب مفيهوش عيب، مكافح و يعتمد عليه، غير انه شكله حلو، يعنى مفيهوش اى غلطه"
"ما ده اللى انا قولته"
تحدثت ريم و هى تضع معلقتها فى الصحن الذى أمامها لتتحدث ايلين بإبتسامه واسعه.
"يعنى انتى موافقه؟! "
نظر الجميع إلى ريم بإنتظار اجابتها لتبتسم ريم بخفه متحدثه.
" لا"
" ليه ! "
صاحت ايلين معترضه على رفض ريم التى تنهدت بثقل متحدثه.
"احنا علاقتنا محكوم عليها بالفشل من قبل ما تبتدى اصلا، اذا كان هو راضى بيا و قابلنى بظروفى باباه مش هيقبل بيا، هو قال انه هيقف قدام الكل علشانى، بس لو خسر اهله و احنا كملنا مع بعض هيفضل يأنب فيا طول العمر، و ساعتها هسمع تأنيبه فيا و هستحمل لانى كنت السبب فعلا"
" و هى ايه ظروفك؟ "
تساؤل نورسين جعل الكل ينظر إلى ريم مره اخرى بينما إيلين و عائلتها حاولوا التدخل لتتحدث نسرين.
" ريم انتى تعبانه قومى استريحى"
" لا يا طنط عادى، انا هجاوب طنط نورسين"
تحدثت ريم بإبتسامه هادئه لتنظر إلى نورسين مكمله حديثها.
" ظروفى هى أب مش معترف ببنته اصلا، انا مقصدش انى اكون مكتوبه على اسمه او حاجه من دى، اقصد المعامله، والدى مش متقبلنى بسبب انى شبه امى اوى، امى اللى سابتنى و انا عندى سنتين و اتطلقت و شافت حياتها بعيد عنى، و سابتنى مع أب مدمن خمور، مفيش حد هيقبل انه يحط ايده فى ايد واحد زى ابويا، و انا مش هقدر استعر منه لانى من صلبه، هو ابويا، مهما عمل هيفضل ابويا"
" طيب متعرفيش حاجه عن مامتك؟! "
تسائلت نوران هذه المره و هى تنظر إلى ريم بإستعطاف لتتحدث ريم و هى تومئ بالنفى.
" معرفش عنها حاجه، كل اللى اعرفه انى شبهها اوى، حتى صورتها شوفتها مره واحده من زمان و بابا اخدها منى بسرعه و معرفش وداها فين"
نظرات حزينه احاطت ريم من كل اتجاه لتبتسم ريم متحدثه بمرح.
"ايه الجو الكئيب ده، لا بقولكوا ايه انا مبحبش الكآبه، هعملكم بقا طقم شاى و لا اجدعها صبى قهوجي "
نهضت ريم مغادره طاوله الطعام لتلحقها ايلين بسرعه بعد أن تركت الطعام هى الاخرى.
مال زين على آدم قليلا هامسا له.
"انت واثق فى البنت دى؟!"
"انا لو مش واثق فيها و منها مكنتش دخلتها بيتى يا زين"
" انا مقصدش حاجه بس حكايتها غريبه "
" هى غريبه فعلا، و لو مكنتش حصلت قدامى انا مكنتش صدقتها، بس انا كنت بشوف ابوها بيعاملها ازاى، ده غير الاصابات اللى كانت بتبقى ظاهره بسبب ضربه ليها ساعات كتير، هى نفدت بجلدها لما سابته و رجعت مصر، سابته رغم انها عارفه انها ملهاش حد فى مصر و مفيش مكان تقعد فيه حتى، انا لولا انى واثق فيها مكنتش دخلتها بيتى و لا خليتها حتى تصاحب بنتى، و بعدين البنت مؤدبه و كويسه، و لولاها مكنتش ايلين اللى انت شايفها دى"
" مش فاهم"
عبر زين عن استغرابه ليبتسم آدم بخفه متحدثا.
" ايلين كانت منطويه اوى على نفسها و ريم هى اللى جرأتها، ايلين مكنش عندها صحاب خالص و ريم غصبت نفسها على ايلين، و لو مكنتش غصبت نفسها على ايلين مكنوش هيبقوا أصحاب، كانت ايلين دايما بتتهرب من ريم لحد ما فى يوم ريم مراحتش وراها و لا فضلت معاها، ايلين راحت تكلمها لقيتها بتعيط، اليوم ده كان يوم الparents day ،يوم الاهل ،و ريم مكنش معاها حد، لا أب و لا أم، و من ساعتها ريم و ايلين مش بيفترقوا و علطول مع بعض، و ايلين بدأت واحده واحده انها تتأقلم مع اللى حواليها و بدأت انها تتكلم عادى و تاخد على الناس عادى"
إيماءه بسيطه حصل عليها آدم من زين لينظر زين بعد ذلك إلى ريم التى تتحرك هنا و هناك بمرح و هى تبتسم بإتساع.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع💙"