انكمشت ملامح والده ريم بسبب تلك الرائحه القويه التى صدمت حاسه الشم الخاصه بها.
فتحت عيناها ببطئ لتجد وجه زوجها و ابنتها الصغرى و ابن زوجها، و كذلك وجه ريم.
نظرت إلى وجه ريم و تجاهلت جميع النظرات المحيطه بها لتمد يدها متلمسه وجه ريم التى ابتسمت لها بخفه.
"انتى كويسه يا ماما؟"
تسائلت ريم بهدوء لتنهار والدتها باكيه و هى تنظر للجميع بعدم فهم لتصيح بهم.
"انا مش بحلم، صح! دى ريم؟ دى بنتى قدامى و لا دى تهيؤات و لا ايه بالظبط؟!"
"ممكن تهدى، أهدى انا معاكى، انا حقيقه و الله، انا معاكى و هفضل معاكى علطول"
تحدثت ريم بهدوء لتجذبها والدتها محتضنه اياها بشده مستنشقه رائحتها متحدثه.
"اه يا قلب امك اه، سنين بحلم بالحضن ده، سنين و انا بتخيلك قدامى، سنين و انا بتخيلك و انتى بتكبرى قدامى، اه يا قلب امك اه"
ادمعت عين ريم لتدفن وجهها فى عنق والدتها.
" يلا يا ريما، و انت كمان يا عبدالرحمن تعمل حسابك انى هبات معاك انهارده و نسيب ريم مع مامتها انهارده"
تحدث زوج والدها و هو يدفع أبناءه للخارج لتبقى ريم وحدها برفقه والدتها.
" عبدالرحمن حكالى على كل حاجه، بس انا عايزة اسمع منك انتى، هتقدرى تحكيلى دلوقتى و لا لا؟!"
تحدثت ريم بهدوء و هى تنظر إلى والدتها التى اومئت لها بالنفى متحدثه بهدوء.
" لا هحكيلك دلوقتى"
اومئت ريم بهدوء و هى تجلس بإعتدال منصته لوالدتها التى بدأت الحديث بتركيز.
"ابو ابوكى جيه و قعد مع ابويا و طلبنى لابنه الكبير، اللى هو ابوكى، عيله ابوكى الصراحه مكنش عليها غبار، و ابويا اتمسك بيهم و اكتفى بسمعه ابوه و مسألش على سمعه ابنه، فتره الخطوبه مطولتش و اتجوزنا بسرعه، اول اسبوعين كان قاعد فى البيت، قولت اجازة عادى، الشهر كمل و هو لسه قاعد فى البيت، اللى اكتشفته بعد كدا انه عاطل اصلا و مبيشتغلش، الحياه كانت مستوره الحمد لله لحد ما ابوه مات، و كل حاجه اتغيرت، كنت بقعد باليومين من غير ما اكل لقمه و هو بيخرج بالنهار و يرجع بعد نص الليل سكران و مش شايف قدامه، حملت فيكى، كنت بفكر انزلك بس استغفرت ربنا و قولت انك هتيجى برزقك، دورت على شغل و نزلت و اشتغلت و انا حامل فيكى، و لما ابوكى عرف بقا ياخد فلوسى و يشرب و يسكر بيها، خلفتك و كنت تعبانه و محدش من عيله ابوكى سأل فيا، بقا يضربنى علشان الفلوس، اشتكيت مره و اتنين و عشره و بردو مفيش فايده، فاض بيا الكيل، و طلبت الطلاق، طلقنى بس كان التمن غالى، التمن انه اخدك منى و حرمنى منك، عملت بدل البلاغ عشره و مش عارفه اجيبك منه، لحد ما فجأه اختفى و انتى اختفيتى معاه، مفقدتش الأمل و فضلت ادور عليكى، اتجوزت محمود و بردو فضلت ادور عليكى و هو بيساعدنى، و الله كنت بدور عليكى "
فاضت عين ريم بالبكاء بينما والدتها كانت تبكى منذ بدايه الحديث.
أزالت ريم حجابها و هى تشعر بالاختناق لتخرج أنبوب الاستنشاق الخاص بها من حقيبتها مستنشقه منه تحت نظرات والدتها المتفحصه اياها.
" انتى بتحبى الشعر القصير يا ريم؟! "
تسائلت والده ريم عندما لاحظت شعر ريم القصير.
رفعت ريم يدها متلمسه شعرها و هى تومئ لوالدتها بالنفى متحدثه.
"انا شعرى كان طويل لحد قبل خمس شهور تقريبا"
قطبت والدتها حاجبيها بإستغراب لتتحدث ريم مره اخرى.
"انا بحب الشعر الطويل، بابا كان دايما بيقولى انك كنتى بتحبى الشعر الطويل، و كنتى بتحبى تسرحى شعرى و بتبقى مبسوطه و انتى بتسرحيلى، كان دايما بيقولى انتى شبهها فى كل حاجه، حتى فى شعرها، لحد ما جيه سكران فى مره و ضربنى جامد، و كان آخر حاجه شوفتها قبل ما يغمى عليا و هو بيمسك المقص و بيقص فى شعرى، صحيت تانى يوم لقيت شعرى مرمى جمبى على الأرض، روحت علشان اظبطه اتقص خالص، ده كدا طول"
" انا اسفه أنى مكنتش معاكى فى الأوقات دى كلها"
تحدثت والده ريم بحزن لتبتسم ريم بخفه و هى تومئ لها بالنفى متحدثه.
" يلا الله يرحمه و يسامحه"
" هو مات!"
" انتى متعرفيش؟! "
تسائلت ريم بإستغراب لتومئ لها والدتها بالنفى لتتنهد ريم بخفه متحدثه.
" مات اوفر دوس، اخد جرعه مخدرات زياده و لقوه ميت فى الشارع لوحده"
ربتت والدتها على كتفها بهدوء و هى تنظر لها بحزن لتبتسم لها ريم بخفه متحدثه.
" انا عايزة انام بقا، السكه كانت طويله و محتاجه انى انام"
"استنى هجيبلك جلابيه من بتوعى على ما نفضى شنطتك الصبح"
علقت والدتها لتومئ لها ريم بخفه لتنهض والدتها جالبه لها شئ من ملابسها لتستلقى ريم بجانبها مستعده للنوم لتقوم والدتها بإحتضانها متلمسه شعرها بهدوء.
لأول مره تشعر ريم بمثل تلك الراحه، لأول مره تشعر بالأمان، لأول مره تذهب فى سبات عميق بتلك الراحه النفسيه و عدم الخوف من اى شئ، كل شئ لأول مره، و لكنها احبتها و لن تكون الاخيره.
.
.
.
.
.
تفاجئ كل أفراد عائله الهوارى بأمر مغادره آدم و أسرته فى ذلك الصباح الباكر.
"هو انتوا لحقتوا تقعدوا يا نسرين؟!"
تسائلت نورسين لتنظر لها نسرين بهدوء مجيبه اياها.
"معلش يا نورسين وقت تانى، ريم دلوقتى احنا منعرفش عنها حاجه فلازم نرجع علشان نبقى معاها"
"انتوا مش ملاحظين انها واخده اكبر من حجمها فى حياتكم؟!"
تسائل عمر لتنظر له ايلين بهدوء مجيبه اياه.
" ريم مش مجرد صاحبتى، ريم اختى، ريم وقفت معايا اكتر ما أهلى وقفوا معايا، اظن انها من حقها عليا حتى لو هى مطلبتش انى أقف معاها زى ما هى وقفت و مازالت بتقف معايا"
وضحت ايلين بهدوء ليومئ والدها مؤيدا ما قالته ابنته الوحيده متحدثا.
"يلا يا ايلين جدك و جدتك سبقوا على برا، يلا يا نسرين"
" يلا"
تحدثت نسرين و هى تومئ بهدوء تابعه زوجها الذى غادر لتتبعه ايلين سريعا.
" الواحد مش عارف يبقى فى صف مين؟ صف مالك اللى مربيه على ايده، و لا صف ريم اللى محدش شاف منها حاجه وحشه"
تحدثت ليليان فور ان غادر آدم و أسرته ليجيبها زياد.
" مالك اخويا مش ابن عمى و الكل عارف، بس انا مش معاه فى انه يشكك فى ريم و يفضل كل مره يحسسها بده، ليه بنحاسبها على غلط هى ملهاش دعوه بيه، محدش فينا بيختار اهله، ماشى حطيتها فى كذا اختبار مقولناش حاجه، بس ملقيتش عليها حاجه ليه تفضل شاكك فيها طول الوقت؟! انا كمان مش هقعد اكتر من كدا، انا هرجع اسكندريه انا كمان"
أنهى زياد حديثه ناهضا من تلك الجلسه العائليه مغادرا ليقابل مالك فى وجهه و لكنه تجاهله مكملا طريقه للأعلى ليستعد للمغادره.
" اومال فين عبدالله يا مالك؟ "
تسائل مراد والد مالك ليجيبه مالك بهدوء.
" مشى الفجر، اتطلب فى مأموريه و اضطر يقطع اجازته"
" و انت كمان هتقطع اجازتك، قوم حضر شنطتك علشان كلنا راجعين اسكندريه"
تحدث جاسر ناهضا هو الاخر من تلك الجلسه العائليه ليتبعه الجميع ليستعدوا جميعا للمغادره.
.
.
.
.
.
فى المساء كانت ريم تجلس مع والدتها و اختها و زوج والدتها و ابنه فى جلسه عائليه لتتعرف عليهم حتى ترتاح فى مكوثها بينهم و تتعامل معهم بأريحيه.
رنين جرس المنزل قطع تلك الجلسه العائليه اللطيفه لينهض زوج والدتها ليفتح هو باب المنزل ليرى من الطارق.
"دومى"
صاحت ريم فور ان رأت آدم و عائلته بأكملها لتهرول اتجاههم محتضنه اياهم بإبتسامه واسعه و هى تصيح.
"وحشتونى اوى"
"كدا يا ريم تسيبينى و تمشى"
تحدثت ايلين و هى تنظر إلى ريم التى تبتسم بهدوء بحزن لتتدخل والده ريم فى الحديث.
"هى قعدت معاكم كتير، تقعد معايا انا بقا شويه"
تحدثت والدتها بإبتسامه واسعه و هى تحيط كتف ريم بهدوء.
"و معايا انا كمان يا ماما"
صاحت ريما اخت ريم الصغرى من الأم و هى تحيط خصر ريم التى ابتسمت بإتساع متحدثه.
"ايلين تبقى اختى، و تبقى اختك الكبيره يا ريما"
" لا كبيره ايه، انا الصغيره "
صاحت ايلين معترضه ليقهقه الجميع على أعتراضها ذاك لتعلق ريم.
"بقولك ايه دى عيله اصلا و محدش يحترمها"
عاد الجميع للقهقه مره اخرى على حديث ريم و ملامح ايلين الممتعضه.
جلس الجميع و قصت لهم ريم كل ما حدث و أخبرتهم عن سوء التفاهم الذى كان لديها اتجاه والدتها بسبب والدها ليتفهم الجميع موقفها و رد فعلها العدوانى اتجاه والدتها سابقا.
قضوا جميعا السهره سويا و ضحكوا كثيرا بسبب مناغشات ايلين و ريم و ريما التى انضمت لهما فى تلك المناغشات.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"
جمعه مباركه 💙
بعتذر عن التأخير بس كان عندى ظروف💔