الفصل الثاني والعشرون

1K 91 6
                                    

الفصل الثاني والعشرون

استأذن من الطبيب «وائل» قبل أن يصطحب نيران إلى سيارته ، استقلت المقعد الأمامي بجواره وظلت صامتة لا تتحدث إلى أن تحدث هو :
- ادينا بقينا لوحدنا ممكن تقوليلي بقى صوت ايه اللي بتسمعيه في دماغك ليا ؟ قوليلي وأنا هفهمك وهجاوبك عن أسئلة كتير بتدور في بالك
نظرت إلى الطريق أمامها وبدأت في سرد ما يحدث معها :
- الصبح لما هربت من الفيلا وقفت تاكسي وقلتله على عنوان الدكتور هنا وأنا أصلا مش فاكرة حاجة عن حياتي القديمة .. مش عارفة ازاي افتكرت العنوان وقلته لسواق التاكسي .. قلته بتلقائية كأني حافظاه ومخي كان متبرمج إني هاجي لدكتور نفسي هيساعدني في حالتي ..أول ما جيت هنا حسيت إني جيت المكان ده قبل كدا أو أعرفه حتى لقيت نفسي دخلت الأسانسير ودوست على دور العيادة من غير ما أعرفه ولما أنت جيت وشوفتك في مكتب الدكتور حسيتك الدكتور بتاعي أو شوفتك قبل كدا في نفس المكان وكنت بتقولي إن فقدان الذاكرة مش نهاية الحياة وإن الطفل بيتولد مش فاكر حاجة وكنت بتنصحني أتقبل حياتي وأعمل علاقات جديدة مع الناس ... أنا مش فاهمة ايه اللي حصل ده .. هو أنا فقدت الذاكرة قبل كدا وأنت عالجتني ؟
لوى ثغره وعاد بظهره إلى الخلف ونظر إلى الأعلى وهو يقول :
- أنا اتعرفت عليكِ أصلا في العيادة دي ، العيادة دي كانت بتاعتي وأنا كنت دكتور نفسي قبل ما أبقى ظابط شرطة ، عمري ما هنسى اليوم ده كأنه امبارح كنتِ نايمة قدامي وبتحكي عن إنك متضايقة علشان بتعاملي الناس وحش وبعدها كذبتِ عليا وقلتِ إن سبب حالتك إنك سيبتِ حبيبك في الكلية والخ وأنا قلتلك أنتِ كدابة وساعتها أنتِ شتمتيني وجريتِ على تحت وأنا دخلت البلكونة بالصدفة ولقيتك قاعدة بتعيطي ونزلت أعتذرلك وبعدين بدأتِ تصارحيني إنك فاقدة الذاكرة ساعتها قلتلك الكلام اللي بيتردد في دماغك ده ونصحتك تتعاملي مع الكل بطبيعتك .. عرفتِ بقى سبب الكلام اللي بيتردد في دماغك ده ؟ وعرفتِ سبب مجيك لهنا بدون ما تفتكري حاجة ! تقريبا دي ثابتة في دماغك وتلقائي عملتيها من نفسك .. أظن كدا جاوبتك
اندمجت كثيرًا مع حديثه وما إن انتهى حتى قالت بلهفة :
- وايه كان سبب فقداني للذاكرة في أول مرة ؟ والذاكرة رجعتلي ازاي وحصل ايه بعدها
رفع حاجبيه وهو يقول معترضًا :
- حيلك حيلك ايه ده كله يا سيادة الظبوطة .. اهدى هفهمك واحدة واحدة بلاش مليون سؤال مع بعض علشان عندي زهايمر
هزت رأسها بالإيجاب وخبطت على كتفه قائلة بفضول :
- طيب يلا قول أنا سامعة أهو
ابتسم وتابع ما حدث في السابق لها بينما كانت هي منصتة إليه باهتمام :
سبب فقدانك الذاكرة إن خطيبك الأول كان في مهمة هو وابن خالتك رماح وأنتِ برضه كنتِ ضمن الفريق وروحتِ الفيلا تدي هدية لخطيبك ولقيتيهم بيتفقوا مع تجار مخدرات وافتكرتِ إنهم خاينين والخ لكن دي كانت مهمة ليهم بس فشلت وخطيبك مات وبعدها أنتِ طلعتي تطاردي حد منهم وفجأة حد ضربك على دماغك ساعتها أنتِ فقدتِ الذاكرة ورجعتلك ازاي فده حصل لما أنا وديتك لفيلا رماح يمكن تتعرفي عليها وفعلا ده حصل ورجعتلك الذاكرة بس أنتِ فضلتِ مخبية علشان تنتقمي منهم لكن قابلتك أنا وساعتها كنت اتخرجت من شرطة وفهمتك كل حاجة .. هيييح أنا تعبت من الكلام وريقي نشف والجو نار يا مفترية كفاية استجواب وبعد الفطار هفهمك كل حاجة
هزت رأسها بالإيجاب وظلت صامتة تمامًا فأدار هو محرك السيارة وانطلق وهو يقول :
- صحيح ماقلتيليش جيبتِ فلوس الجلسة منين ده أنا ماكنتش مديكي غير متيناية
نظرت إليه وأجابته :
- أخدت من ماما فلوس وأول ما أخدتها طلعت أجري
حاول كتم ضحكاته لكنه لم يستطع وانفجر ضاحكًا ، نظرت إليه بتعجب قبل أن تقول متسائلة :
- ايه اللي بيضحكك ؟
أجابها بصوت متقطع من بين ضحكاته :
- أصل اتخيلت شكلك بعد ماأخدتِ الفلوس وطلعتِ تجري مجرد التخيل مسخرة .. يالهوي نفسي أشوف شكل حماتي ساعتها
نظرت إلى الطريق أمامها وقالت بعدم رضا :
- الموضوع مايضحكش للدرجة دي على فكرة بطل رخامة بقى واطلع بينا على مطعم علشان جعانة
اتسعت حدقتاه بصدمة قبل أن يقول :
- نعم ياما ! احنا في رمضان يا قطة النهارده أول يوم
نظرت إليه بدهشة قبل أن تقول :
- طيب أنا دلوقتي ماكنتش أعرف ومااتسحرتش أعمل ايه بقى ؟
فكر قليلًا ثم أجابها :
- في حالتك دي وإنك مريضة وماكنتيش تعرفي يبقى عادي تفطري بس اعملي حسابك يا قطة هتصومي معايا من بكرا اشطا ؟
هزت رأسها بالإيجاب قائلة :
- اشطا ، اقف بقى في مطعم أهو عايزة فرخة ونص كفتة ولو في ممبار هاتلي
اتسعت حدقتاه بصدمة قبل أن يقول مازحًا :
- مش عايزة بسبوسة وكنافة علشان التحلية بالمرة
صفقت بيدها بسعادة وقالت بحماس :
- ياريت تبقى عملت معايا الصح
- مع كرشك مش معاكِ بقى ، أنا لو أعرف إن فقدان الذاكرة بيفتح النفس كدا كان زماني خابط دماغي في حيطة من زمان .. خليكِ هنا وأنا هنزل أجيب الأكل ...

كن ملاكي "سلسلة عالم المافيا" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن