في صباح اليوم التالي استيقظ الجميع وذهبت والدة همس الى غرفتها لترى لماذا تأخرت فهو ليس من عادتها ات تتأخر ، وتنصدم فلقد وجدت الغرفة فارغة وهمس لم تكن بها وايضا ملابسها ليست موجودة لكنها وجدت ورقة بيضاء على السرير فاخذتها
" امي العزيزة اعلم انك تبحثين عني ، لا تقلقي انني سافرت لدي اعمال كثيرة اريد القيام بها وقد تطول مدة غيابي لسنوات ، امي لا اريدك ان تحزني فانا ذاهبة لاوسع نطاق عملي واصبح كما اتمنى ، ابقي بخير لحين عودتي
ابنتك همس "
سقطت دمعة من عينيها وقالت لماذا يا ابنتي تركتنا لماذا اعلم انك لم تتركي البلاد الا لسبب قوي اتمنى ان تعودي بسرعة
وخرجت من غرفة ابنتها وعلى وجهها معالم الحزن صدم منها زوجها واولادها
قال ابنها اوس : امي ما بك هل همس بخير
بكت الام وقالت لقد ذهبت ابنتي لقد سافرت وقد تغيب لسنوات
صدمة حلت على العائلة فهمس الفتاة المرحة ذهبت ولم تخبرهم الى اين
بعد مرور خمس سنوات ، تغيرت بها همس كثيرا واصبحت مشهورة جدا وساندها صديقها ادم في عملها كثيرا ، لكنها تشعر بألم في جميع انحاء جسدها يتفاقم ولا يتجاوب مع الادوية المسكنة بالاضافة الى تساقط شعرها
هي جالسة مع صديقها ادم يتناقشون بخصوص العمل ولاحظ عليها ادم تعبها وقال لها : همس ما بك لماذا انتي متعبة هكذا
قالت همس : لا اعلم لقد كان هذا الالم معي منذ خمس سنوات لقد كت اراه الما عاديا اشرب دواء مسكنا للالم ويذهب لكنني لا احتمل هذا الالم انه فظيع جدا
قال ادم : هيا الى الطبيب اذا
همس : هيا
ذهبوا الى المستشفى وقابلو الطبيب وينتظرون نتيجة التحاليل التي سيخبرهم بها الطبيب
قال الطبيب : انسة همس انتي لديكي سرطان بالدم في مراحله الاخيرة ربما هذه اخر ايامك قد تعيشين اقصى مدة شهرين ... سوف اعطيكي ادوية تخفف من حدة الالم
قالت همس : شكرا لك
قال ادم : همس انا لا اصدق ما اسمعه الان
قالت همس : كنت اشعر ان نهايتي قريبة والان حان وقت العودة الى بلادي لاعيش اخر ايامي مع عائلتي ، سوف اذهب الى المحامي غدا واعطيه اوراقا مهمة في حال وفاتي يسلمها للشخص المطلوب ، ادم اريد ان اطلب منك شيئا اريدك ان تمسك شركاتي والمستشفيات وتشرف على ادارتها ، واحجز لي على طائرة بعد غد سوف اغادر ولن اعود ابدا ، لقد كنت نعم الصديق في غربتي والمي وحزني انا ممنونة لك كثيرا ، وفي حال مت لا تنسى ان تزور قبري
وداعا
ادمعت عينا ادم : وداعا لقد كنتي اجمل وارق انسانة لا تستحقين كل هذا الالم ستبقين الذكرى الجميلة في حياتي قالها بينه وبين نفسه
بعد مرور يومين وها هو اليوم الذي ستعود فيه همس الى بلادها
صعدت الى الطائرة وقالت : وداعا لندن يا مدينتي الباردة مثلي
كانت العائلة متجمعة جميعها في بيت همس الجد والجدة ووالدا همس واخوانها واعمامها ، رن الجرس ، ذهبت والدة همس لتفتح الباب واذا بها ترى همس امامها ادمعت عيناها وصاحت : همس ابنتي ونهض الجميع من مجلسه فكلهم اشتاقوا لها مرت خمس سنوات بدون ان يرونها ولا يكلمونها
همس ابنتي حبيبتي هل انتي بخير لقد نحفت كثيرا ، لقد غبت طويلا ولم تكلمينني حتى
همس : امي حبيبتي لم يكن الامر بيدي صدقيني كنت احتاج لان ابتعد والان اتيت ولن اعود مجددا ، اريدك ان تدللينني حسنا
والدة همس : عيوني لك يا ابنتي ، سوف افعل كل شيء لتبقين معي تعالي معي لقد طهوت طعامك المفضل والكثير من الاشياء اللذيذة
همس : شكرا لك يا امي
وبعد السلام والترحيب والمعاتبات هاي هي العائلة تجلس تتناول طعام الغداء ويتحدثون ويمرحون
جلست روز بجانب همس بصعوبة فهي حامل ، سألتها همس : ماذا ستنجبين
قالت روز : سأنجب توأم لقد قالت لي الطبيبة انهم فتى وفتاة
قالت همس : وااو انني متحمسة لقدومهم متى سوف يأتون ؟
قالت روز : بعد ثلاثة اشهر
قالت همس بنفسها : حتى حدث ولادة صديقتي لن اكون موجودة فيه ماذا تبقى ايضا
قالت همس بصوت مرتفع : عائلتي الجميلة لدي طلب اريد ان نخرج في رحلة مع بعضنا اريدها ان تكون ذكرى جميلة
وافقت العائلة على الذهاب
مرت الايام والساعات مضى شهر ونصف لا شيء فيها سوى تدهور صحة همس ومحاولتها ان تمضي اكبر وقت مع عائلتها وتسعدهم الى ان اتى اليوم الذي تعبت به همس تعبا شديدا وسقطت مغشية عليها
اخذتها عائلتها الى المستشفى لكن فات الاوان ، قال الطبيب لقد توفت المريضة ، كان معها سرطان بالدم في مراحله الاخيرة توفت على اثره ادعوا لها
صدمة حلت على العائلة والحزن خيم عليها فهمس الفتاة المرحة التي تسعدهم دائما وكانت السند للجميع رحلت ومن دون ان تودعهم ايضا
