سندريلا ( الأميرة المغتالة ) / Cinderella (Assassinated Princess )

الفصل السادس

اسبوع كامل قد انقضى منذ أن جاءت لكيلستونيا ودخلت ذاك المنزل، اسبوع تقلبت فيه بين حلو ومر،

لا تنكر كم كان صعبا عليها التخلي عن كبريائها وتحمل أن تصبح خادمة لهم،
هي من كان الكل يأتمر بأمرها بخنوع تام ، تؤمر بفعل هذا وذاك وتوبخ إن أخطأت، كان هذا ضربة قاصمة لكبريائها العتيد، لكن من ناحية أخرى كم تسلّت بالمكائد التي تعدها لزوجة الأب وبناتها، كان شعورا لا يوصف من المتعة التي افتقدتها في خضم انشغالها بالحكم.

الأن صارت الفتاتان أكثر طاعة، حتى أنهما أصبحتا تتسابقان لأداء المهام، كانت سعيدة أن خطتها قد أفلحت معهما، لم يعد هناك سبب لتقلق إيلا بشأنهما ، فقط بقيت زوجة الأب كعقبة أمامها، إذا انتهت منها يكون انتقامها لإيلا قد اكتمل وتعود لما جاءت من أجله، فقط لو تجد خطة من أجلها هي الأخرى لكنها لم تتوصل بعد لذلك، رغم ثقتها من أنها ستفعل.

كانت الأن تقف عند نافذة غرفتها تراقب الخارج بأعين منتبهة، اليوم كان يوما مميزا للغاية، يوما انتظرته بصبر لأسبوع، كان هذا موعد قدوم جانيفر لتُنْبِئها بالأخبار، وكم كانت متشوقة لمعرفة كيف أبلى آريون في الحكم و كيف صار حال الفتاة، رأت طائرا أحمر يلوح في الأفق فارتسمت على ثغرها ابتسامة، هرولت من غرفتها لأسفل وهي تسابق الدرجات.

في الأسفل كانت تقف زوجة الأب تنتظرها.

- أين تذهبين سندريلا، ألا عمل لديكِ.

- ذاهبة لأهتم بالحيوانات في الحظيرة، هل تحتاجين إلي في تلميع المزهريات أو شيء أخر ؟!.
كانت تتحدث بلهجة حلوة وكأنها لا تعني شيئا خاصا، لكن زوجة الأب قد فهمت التلميح تماما.

- لا، لا أريد منك شيئا، اذهبي واعتني بحيوانات الحظيرة.

- أمركِ سيدتي.

تابعت إيزميرالدا سيرها وابتسامة مستهزئة ترتسم على ثغرها، خرجت للحديقة فقابلها هواء الصباح العليل، شعرت وكأن الصبح يتنفس، سارت في الحديقة حتى وصلت لموضع هبوط الطائر واقتربت منه بخفة، كان عصفورا أحمر بديعا للغاية بأعين صفراء ذهبية تألقت في ضوء الشمس، نطق الطائر فجأة:

- مرحبا مولاتي.
كانت جانيفر على وشك التحول، لكن ايزميرالدا منعتها.

- توقفي عندكِ ماذا ستفعلين، هكذا سيفتضح أمرنا.

- لكن مولاتي إن تحدثت معكِ بهيئتي تلك سيحسبونكِ مجنونة.

- لا، لا بأس الفتاة كثيرا ما تفعل ذلك، إنها تحدث حتى الفئران.
الأن أخبريني ما الأحوال داخل القصر، كيف أبلى آريون أمام هؤلاء الحثالة ؟!