أنا نايم على السرير شبه عريان والدتي واختي واقفين جنبي صحوني في نظرات بين الغضب بسبب الكرسي المكسور باينة على أمي، و بين نظرات تانيه تشبه الحزن أو الاستغراب على شكلي المجهد والتعبان ده!! هم خرجوا وقولتلهم هلبس واطلع، وبسرعه قومت من على السرير روحت عند الشباك أشوف الهدوم اللي كنت ناشرها قبل ما أنام وفعلا الهدوم زي ما هي على الحبل.. ما فيهاش اي أثر للدم وريحتها عاديه جدا، وكأني كنت بحلم وبتحرك في نومي وخلعت الهدوم ونشرتهم بدون سبب! طب والكرسي المكسور.. بحلم برده!؟ لبست وخرجت من الأوضة اتغديت وأول حاجه جت على بالي إني أروح لصاحبي وجاري محمود أحكيله يمكن يقدر يساعدني..
وانا خارج من البيت وقبل ما اوصل بيت محمود، بصيت على بيته كان في زي ما يكون حاجه بتراقبنى من هناك، وكنت حاسس برده بحاجه بتراقبنى من بعد ما خرجت من البيت..! ببص ورايا كتير بس مفيش حاجه.. فبصيت على بيت محمود لقيت فوق السطح كلب إسود واقف على السور وبيبصلي وانا بتحرك وكانه متابع خطواتي!! الكلب ده أنا مش تايه عنه لإن دا نفس الكلب اللي كان في الثلاجه واللي وحاول يعضني، واختفى فجاه من على السطح زي اختفائه الغريب قبل كدا!!
محمود عنده كلب لكن لونه بني..كلب عادي يعني فمستحيل يكون عنده كلبين لإني بجيله تقريبا بالثلاثة أيام في الاسبوع ومشوفتش الكلب دا عنده قبل كده!! هل ده معناه ان دا نفس الكلب فعلا وأنا مكنتش بحلم ولا إيه! مكنتش قادر أفسر أي حاجه لوحدي وكنت مستني إن محمود يفتحلي بعد ما وصلت البيت ورنيت جرس الباب..
محمود فتح الباب وكان شكله مجهد زيي تقريبا سألته بشكل عفوي.. أنت حلمت بحاجه؟ رد باستغراب.. أنت عرفت ازاي!؟ قولتله الظاهر ي صاحبي إن إحنا الاثنين واقعين في مشكلة مش عارفين سببها.. بس لازم نلاقي حل!
مكانش موجود في البيت غير والدة محمود، ووالده كان في الشغل، وعلى فكره أخو محمود الكبير مات من عضة كلب من كذا سنة..!
حكيت لمحمود اللي حصلي بالظبط أو اللي كنت فاكره منه، وحكايته كانت مشابهة جدا لحكايتي.. إنه شاف حلم غريب وكان في شخص غريب الشكل برده، وكان موجود في مكان ما يعرفش هو وصله إزاي، لكن في فرق.. محمود لما كان بيقع في النار في حلمه مشافش جده ال انا شوفته قريبه زي ما شوفته ولا حتي شاف أي بني آدمين غير الكائن ال حاول يكون زي ما عمل معايا.. بس محمود كان مربوط بحبال بس مش زيي في كرسي، ولما فاق لقي جزء من هدومه محروقة والحبال ال كان مربوط بيها كمان محروقة جنبه..!
والدة محمود ندهت عليه واحنا قاعدين، وطلع جاب منها كاسات عصير. قفل باب الأوضة وراه.. بنتكلم شوية ونشرب شوية وكأننا بنحاول نفهم إزاي الأحلام متداخلة في الواقع بالشكل دا!
ببص لمحمود وأنا بشرب لقيت بؤه عمال ينزل دم!! والعصير ال في أيده اتحولت للدم!! وأنا كمان حسيت بطعم غريب للعصير في بؤي فجأة محمود زعق وقال دم.. انت بتشرب دم!!
وكأنه مكنش حاسس إن هو كمان بيشرب الدم!! شاورت علي بؤه والكاس، وبسرعة رمينا الكاسات على الارضي، وفجاة الكاسات بقت عاملة زي الشلال اللي بيخرج منها الدم.. وحرفيا الأرض تحتنا اتملت دم ولسه بيزيد!!
الحيطه بتتحول للاسود وبتتشقق بيخرج منها النار، وصراخ لناس كتير بيخرج منها!! والدم لسه بيزيد وإحنا خلاص بقينا بنغرق!! الباب بيتفتح بهدوء واللي بيفتح الباب هو نفس الكائن اللي شفناه قبل كده في الحلم..! الدم بيخرج من الأوضة من خلال الباب والكائن بيبص علينا وبيقول بصوته المرعب.. قتالين! بقينا بنصرخ بصوت عالي وبنقول الرحمة معملناش حاجة.. وفجأة وقعنا على الأرض جامد والدم كله خرج من الأوضة، وال كان واقف عند الباب هو والد محمود عم شريف!!
عم شريف واقف وعلي وشه الاستغراب، وبيسألنا صوتكوا عالي، وواقعين في الأرض كدا ليه!؟
بدانا نحكيله عن الحاجات ال بنشوفها من الصبح ومش عارفين نفسرها، وأكتر حاجة شدت انتباهه في ال حكيناه هو الكلب الإسود!!
انا تخيلت طبعا إنه هيقول دي مجرد أحلام أو إنتو مجهدين مثلا بسبب اللعب الكتير على الموبايل أو بنهزر والكلام ده..!
لكنه كان هادئ وكان شبه مصدقنا.. تعرفوا إني مصدقكوا!
عم شريف قال الجمله دي، وطبعا كنا مستغربين من رد فعله وكلامه دا!!
محمود: بابا انت بجد مصدقنا!؟
عم شريف: اه بجد.. لإن ال إنتو شوفتوه انهارده اعتقد سمعت قصتين زيهم قبل كدا..
واحدة من عمك مسعد ي محمود قبل ما يموت بأيام، والتانية من أخوك أحمد الله يرحمه!!
أحمد الله يرحمه انتو عارفين إنه مات بعضة كلب..بس ال متعرفوهوش إنه كان كلب إسود! وأحمد قبل ما يموت بأسبوع كان قالي: بابا أنا بشوف حاجات كتيره غريبه مش قادر أفسر إذا كانت حلم أو حقيقة لكن أنا مش مطمن للي بشوفه وخايف أوي..
سألته عن اللي بيشوفه فحكالي قصص تشبه القصص ال قولتوها دلوقتي بوجود نفس الكلب الإسود..! كنت بحاول أهديه وقولتله متقلقش أكيد دي تهيآت ومصدقتوش رغم إن كان عندي إحساس بإن ال بيقوله وبيشوفه حقيقي معرفش ليه..! وبعد أيام بسيطة الكلب عضه ومات.🚶🏻♂️
لكن ال عمك كان قالهولي قبل ما يموت كان مختلف شوية!
عز: مختلف إزاي ي عم شريف!؟
عم شريف: مجبليش خالص سيرة للكلب الإسود ال بتحكوا عنه، لكنه كان بيقولي كتير إن أحلامه غريبة ومسببآله أرق وبتجيله تهيآت كتير وهو صاحي.. بيسمع أصوات غريبة ولناس مش موجودين معاه أو لناس ماتت!! دا غير الأفاعي الكتير ال بيحلم بيها، وبتعضه في كل مكان بعنف وبتكسر عضمه كمان..! كنت دايما بقوله أكيد دا ضغط شغل وتلاقيه صداع أو غيره، وكنت نصحته مرتين إنه يروح للدكتور وكان بيرفض!
محمود: بيرفض ليه؟
عم شريف: لإنه حس إنه محتاج شيخ مش دكتور، كلم شيخ فعلا واتفق معاه إنه يروحله لكن بعد أيام عشان كان الشيخ مسافر..
عز: وشاف الشيخ؟
عم شريف: ملحقش! لإنه في ليليتها مات بسبب أفعي سممته وكلت عينيه ولسانه!!
محمود: يعني ممكن نموت ولا إيه؟
أنت تقرأ
عودة الماضي
Horrorاحيانا الماضي بيكون مؤلم بشكل يصعب تخيله لكن محدش بيكون متخيل إن ممكن الماضي يرجع!! وقتها لازم نواجهه ونقضي عليه تمامًا.. في كل العائلات مشاكل وصعوبات، العيله بتقدر تتجاوزها عشان تكمل حياتها بشكل طبيعي! عيليتنا في القصه حكايتها غريبه لأن مش بس الماض...