١٢

118 16 2
                                    

12
لم يتواجد طاهر في أحد الأيام منذ الصباح الباكر وحتى وقت متأخر من المساء!

استغربت جنات كثيرا فمنذ مجيئها إلى أوروبا وطاهر لم يغب عن ناظريها كل هذه الساعات!

بعد أن انتهت من تناول العشاء مع عمها سألته والعبرة تخنقها :

عمي أرجوك ، أين هو طاهر؟ لماذا هاتفه مغلق منذ الصباح؟! 

لم يحر عمها جوابًا ففضل السكوت!

لماذا الصمت يا عمي؟ هل أصيب طاهر بمكروه؟
أجابها بصعوبة :

أظن.. إنه عاد لصحبة السوء.
ماذا؟!! وهل لديه صحبة سوء؟!

نعم للأسف ! 
ثم اكمل بحزن دفين :
هذا ما كنت أخشاه يا بُنيتي، وما حدث اليوم هو ما كان يجعلني الحَّ عليكما في مسألة الزواج لعل الله يهديه نهائيا ويتركهم إلى الأبد !

صحبة سوء؟! ولكن ماذا يفعلون بالضبط؟ 

كانوا سابقًا يتناولون المخدرات، ثم تركهم وانتقل للعلاج حتى شافاه الله نهائيًا ..

لكنه بعد ذلك صار يلتقي بشباب يشربون الخمر!
اعذريني على صراحتي يا ابنتي، لكنك يجب أن تعرفي كل شيء عن طاهر!

بدأت جنات بالبكاء بعد أن أخفت وجهها بين كفيها وهي تعاتب عمها:

لماذا الآن يا عمي؟ لماذا الآن ! لماذا لم تخبرني منذ البداية؟

حاول عمها تهدأتها وهو يقول :
ِ - لم تمضِ الفرصة يا بُنيتي.. حدثيه عند عودته، توسلي إليه أن يتركهم، هدديه بأنكِ ستتركيه إن عاد للخروج معهم، انه يحبك وسيسمع كلامك .. أنا متأكد!

قامت جنات من مكانها وهي تحمل أواني الطعام إلى المطبخ ولقد غسلت تلك الأواني بدموعها بدل الماء!!

صعدت غرفتها وبكت طويلا حتى سمعت صوت باب غرفتها يُطرق!
من.. من هناك؟!

أنا طاهر يا نور عيني.. لقد اشتقت لرؤيتك!

كانت تخاف أن يكون مخمورا بعدما سمعته من عمها.. قالت بارتباك :

ما الذي تريده؟!
تعجب طاهر من كلامها ، قال بعد هنيهة :

قلت لك.. أنني أريد رؤيتك!
قالت والعبرة تخنقها :
ولكني لا أريد رؤيتك، سنتحدث غًدا صباحا، اريد النوم الآن !

لم يصدق طاهر ما يجري، أين لهفتها عليه؟ أين كلماتها الرقيقة؟ لماذا هذا التغير؟ قال لها بتأثر : 
هل تريدين مني أن أبقى واقفًا هنا حتى الصباح اتوسل إليك! 

أقسم بالله بأني لن افتح باب الغرفة، فقد تكون مخموًرا!!

ضرب طاهر الحائط بكفه بقوة وهو يقول :
اللعنة! 

هنا سمعت صوت عمها يصعد الطابق الثاني وهو يصرخ بالقول :
ماذا تريد منها أيها النذل؟

تسبيحة الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن