١٤

105 13 2
                                    

14

بعد ثلاثة أيام من آخر إتصال حصل بين إحسان وبهاء كان الأخير قد شد الرحال مع زوجته إلى أوروبا!! 

إتجه إحسان لاستقبال أخيه وزوجته في المطار ثم قدم بهما إلى بيته.. 

كانت جنات تجلس مع طاهر في غرفته عندما سمعت صوت عمها :

- جنات حبيبتي تعالي لتستقبلي والديك!

وما أن سمعت جنات كلامه هذا حتى تسمرت مكانها، قام طاهر وهو يمد إليها يده ويقول :

- هيا حبيبتي قومي لنسلم عليهما! 

أمسكت بيده ثم سحبته للجلوس وهي تقول بحزن :

- هل تعلم ما معنى قدومهما؟ سيجبرانني على الرحيل! 

- وماذا نفعل الآن ؟ هل تريدين مني أن أهرب بكِ بعيدا كما يحصل في الأفلام والمسلسلات؟!

لماذا لا تصدقي بأن وجودكِ بقربي صار يشكل خطرا على صحتك!

قامت من مكانها وهي تمسح دموعها لتبدو قوية أمامهما.. اتجهت صوب غرفة الضيوف وهناك وما أن وقع بصرها على تسنيم حتى ركضت متجهة نحوها ودموعها تحكي لوعتها وعذابها!

ثم اتجهت نحو والدها سحبت يده وقبلتها وهو ينظر إليها بنظرة تحمل معاٍن كثيرة وكأنه يتوسل إليها
أن تسامحه على موافقته على هذه الخطبة! 

دخل طاهر وسلم على عمه وزوجة عمه ثم جلس وهو مطأطأ الرأس! 

قال بهاء وهو يشير لجنات بالجلوس بقربه :

- حبيبتي جنات يجب أن تتهيأي للرحيل معنا، لا نستطيع أنا وأمك أن نبقى هنا أكثر من يومين بسبب بدأ الدوام في الجامعة وحتى أستطيع أن أحجز لك مقعًدا دراسيا
في جامعاتنا يا نور عيني.

كانت جنات تنظر لطاهر ودموعها لا تتوقف، كانت تتمنى لو يتكلم مكانها، تمنت لو يقول لهم أنه زوجها شرعا وهو لن يسمح لها بالذهاب، لكنه كان صامتًا!

أجبرها صمته على الكلام :

- أبي أرجوك .. أنا لا أريد الرحيل. 
تغيرت ملامح بهاء وشعر بأن ابنته تخشى خطيبها الذي قد يكون هددها إن هي وافقت على الرحيل!

صاح بعصبية :
- ما معنى هذا؟ وما معنى بقاءك عندهم!
هل تريدين أن أقف لاتفرج عليكِ وأنت تموتين أمامي بسبب هذا الحقير! 

قامت جنات من مكانها واتجهت لتجلس بالقرب من طاهر وهي تمسك بذراعه وكأنها تستنجد به من ابيها! 

قالت وقد شعرت ببعض القوة :
- لا ليس كذلك!
اسمح لي بالكلام يا أبي ارجوك دون عصبية منك! أبي الحبيب لو كنت تمر في محنة وشّدة فهل ستتركك أمي تعاني لوحدك؟

إن خطيبي يمر الآن بمحنة صعبة جًدا لا أعرف هل سينجو منها أم لا.. كيف أتركه لوحده وأذهب هكذا وبهذه السهولة؟! 

تسبيحة الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن