27

12.3K 357 18
                                    

مرت الايام علي فريده
وهي تتجنب معتز
عادت لعادتها ترهق نفسها في العمل
لكي لا تعطي عقلها فرصه للتفكير
كم احست بالفخر من نفسها
يوم افتتحت دار المسنين
نعم انفقت عليا كثيرا
لكنها حقا سعيده
سعيدة بما وصلت اليه
فلم يتبقى في رصيدها
سوي نصيبها من المصنع والشركه
فكان شغلها الشاغل ان تطورهم
وقد بدءت الأعمال تزدهر بشكل غير متوقع خصوصا بعد أن اخذت الشركه احدي التوكيلات العالمية حصريا لها
كان الأمر حقا يدعوا للفخر
بعد كل ذلك التعب
لا تنكر ان وجود معتز وعلاقاته المتشعبه خدمها كثيرا ويسر لها أمور كثيره
لكنها أيضا تعبت جدا
لتصل بالمجموعة لذلك المستوي
بقيت تتطلع لنفسها بفخر
فاليوم تحتفل بحفل توقيع الشراكه
مع الوفد الفرنسي
فتحت باب شقتها لتخرج وتغلقه برفق شديد كعادتها في الايام السابقة
تتسحب وهي خارجه كي لا يشعر بها معتز ويفتح الباب و يبدء فيما أصبح يجيده
التواجد بالقرب منه يوترها حقا
تضايقت من نفسها كثيرا
لم هي بهذا الضعف امامه
شخصيتها القويه تفر في وجوده وتتبخر
أصبحت تحب تحكماته ونظرات المتملكه
يفرض نفسه عليها بحضوره الطاغي
احساسها بجواره ليس ابدا شعور بالدونيه بل بالعكس فهو دائما ما يشعرها بالتميز والاختلاف عن غيرها
لا تنكر انه تغير كثيرا
ربما نضج لكن لاتزال تصرفاته تحمل نفس الطابع الطفولي المتملك

تنهدت وقد وصلت لسيارتها اخيرا
ركبت السياره بتعجل لتديرها وتسبقه للفندق حيث تقام الحفله
لكن
لماذا لا تدور؟؟
زفرت بضيق وهي تحاول أن تكذب احساسها ليس ثانياً
لا هو بالتأكيد لن يفعل بها ذلك
دافع قلبها عنه كثيرا
لكن عقلها امرها ان تنظر له وهو يتقدم ناحيتها بطئ
لا يعقل كم البراءه التي ترتسم علي ملامحه
لكن لمعه عينيه المتسليه تكاد تصرخ بأنه هو الفاعل
حاولت أن تنظم من تنفسها لتهدء من غضبها المتنامي مع غيظها الشديد منه
مال ناحيتها ليتساءل ببرائه مصطنعه

-خير يا فريدة
مستنيه حد؟؟؟

اخذت نفس عميق ورسمت ابتسامه علي وجهها التي تقسم باشتعاله الان وهي تجيب
ببرود حاولت جاهده ان تصنعه

-العربيه مش راضيه تدور
ومش عارفه في ايه؟؟

-طيب استني كده اشوفها

استدار ليتجه لمقدمه السياره
بينما هي نطقت بصوت خافت

-يا بجاحتك يا اخي

خرجت من السياره لتتقدم منه ببطئ فقد رسم علي ملامحه التركيز وهو يتفحص الموتور والوصلات الداخليه للسياره
رفع راسه اليها وقد اقتربت منه فريدة
ليجدها تتفحصه بتركيز وقد ارتفع احدي حاجبيها وكتفت يديها بدفاعيه امام صدرها
تغاضي عن فكره انها قد تكون اكتشفت ما فعل ليبتلع ريقه ببط ويتكلم

أشواك عشقكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن