الفصل السادس وعشرون

27.3K 551 24
                                    

الفصل السادس وعشرون
حاولت أن تمنع "مرام" من الصعود، يجب عليها البقاء حتى تسمع الحقيقة، لابد أن يميل القلب لتلك السيدة التي خسرت عمرها بدون مقابل، كل هذا بسبب.رجل أناني لا يحب غير نفسه، أمسكت "ملاك" يد "مرام" وقالت برجاء:-
_"مرام" هتندمي لو روحتي!
بتلك اللحظةسمعت صرخات "جبل" باسمها والتي كانت لا تؤدي للخير:-
_ "مــــــــــــــــــــــــــلاك"!!!
استدارت له وبرجاء شديد قالت:-
_يا" جبل" اسمعني وخليك واثق فيا لمرة واحدة بس ثق في كلامي
تحدث بعلو شديد:-
_إنتي مش عارفة حاجة عن الست دي فماتدخليش تمام
لوت ثغرها بضيق،  تنهدت بقوةٍ،  متمنمية ألا يكون حمق لبرهة من الوقت،  لا تحب تسرعه بالحكم على الجميع،  لقد تفح الكيل مما يفعل،  الآن أصبحت تعرف السبب وراء خوفه من حبها،  أخذت نفس عميق ثم قالت بتمرد:-
_بس هتسمعها وهتقعد إنت وأختك
صمتت قليـــــلاً لتقترب منه بهدوء وتضع يدها على كتفه وبدعم كبير قالت:-
_لمرة واحدة اسمع يا حبيبي ممكن ما تسمعش وساعتها هتندم اسمع أي حد هيجيلك حتى لو كان عدوك
تافف بشدة ثم قال بانفعال:-
_ملاك إنتي عاوزة إيه فاهميني عاوزة إيه لتفهميني لترحميني
ابتلع ما في بلعومه ومن ثم أشار باصبعه نحو أمه وقال:-
_أنا ممكن أسمع أي حد لكن الست دي لا استحالة اسمعها دي سابتني أنا و أختي وبعدين أنا قولتلك إنتي متعرفيش حاجة عنها
كانت "فوقية"  تبكي بشدة على كره أبناءها لها،  تمنت أن تنقطع أنفاسها بتلك اللحظة ولا ترى أولادها لا ينظرون إليها،  تنهدت تنهيد يحمل ألمها ثم همست:
_حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب
انتبهت إلى صياح "ملاك"  الغاضب من زوجها:-
_إنت هتسمعها يعني هتسمعها شوف بالذوق بالعافية هتسمعها لأن في سوء تفاهم فكر لمرة واحدة قد إيه وحشتك اسمع منها بقى
شعر "مالك"  أن الأجواء في منزل صديقه لا تصلح حتى يجلس هو و ابناء عمه لذلك قال بهدوء:-
_طيب يا "جبل"  هنمشي احنا!!!
وقبل أن يهز رأسه بالموافقة سمع "ملاك"  تأمرهم بـ:-
_مافيش خروج الكل هيسمع والا..
حدق بها حتى يسمع تهديدها قائلاً بغضب جامح:-
_وإلا إيه حضرت جانب الصحفية المشهورة أو حضرت جانب زوجتي المصون
حاولت إلا تخاف من نظراته فأكملت بخفيض:-
_هسيب البيت ومش هتشوفني وبرضه وقبل ما اسيبه هسمعك كل حاجة
كور يده بقوةٍ حتى يمنع نفسه من ضربها،  تنهد بقوة ثم أمر شقيقته بالجلوس وبعد ذلك رد على زوجته بكل تحذير:-
_وأقسم بجلال الله لو فكرتي بس تهديدني تاني أو تنفذي تهديدك لهتشوفي كل حاجة وحشة في حياتك

بهذة اللحظة اقتربت "صباح"  منه وقالت بحنو:-
_يابني اسمع اللي كنا خايفين نقوله اسمع
بينما "سامية" فكانت خائفة من الحقيقة أمام "ملاك" لا تريد أن تظهر كل الحقيقة أمامها فتخسرها،  بعد أن وافق "جبل"  أن يسمع ماحدث،  جلس الجميع بغرفة الصالون،  وبدأت "ملاك"  تعرض لهم التسجيلات والتصويرات التي أخذتها "لميس"  لها،  استمع لهم "جبل"  بدقة،  اشتد احمرار مقلتيه،  نظر لـ "فوقية" التي استحملت كثيراً،  ظلت تقاوم من أجلهم،  تحولت انظاره لشقيقته التي انهمرت في البكاء، كان "مالك"  بجانبها يهديها بحنو،  بينما هو من بجانبه حتى يواسيه من حرمان أمه،  أغمض عينه بفقدان لجميع المشاعر التي مرت بحياته متردد في عقله كلمة واحدة:-
_كلكم زي بعض كلكم زيه
كادت الدموع تنزلق من عينه ولكنه حبسها بشدة،  بتلك اللحظة انتبه إلى اليد التي وضعت على كتفه،  يد تجعله يشعر بالأمان والراحة،  تنهد بقوةٍ ثم نظر إلى صاحبة تلك اليد،  صاحبة الأنامل الساحرة،  حدق بمقلتيها ليغرق في نهر دافء لا يحظى بيه غيره،  ابتسم بكل حب ثم قال بندم:-
_آسف على زعيقي فيكي آسف على كل حاجة عملتها غلط معاكي وإنتي قدمتي عكسها
بادلته البسمة ثم قالت بهمس:-
_أنا دايما معاك يا حبيبي متقلقش
.........................................................................
استغلت وضع المنزل،  واستعدت للهروب،  نعم ستغادر المكان،  الآن "مالك"  يشك بها بشدة،  ستترك كل شيء،  تنفست بقوةٍ حين ذهب الجميع لمنزل "جبل"  الآن هي حرة لمدة معينة،  تريد حريتها كاملة ولن يحصل هذا إلا بعد الخروج من القصر،  أمسكت حقيبتها ووضعت ملابسها بدون ترتيب،  أخذت مبلغ مالي كبير،  ثم هاتفت صديقتها "كريمة"  قائلةٍ بهلعٍ:-
_إيه يا "كريمة"  احجزيلي تذكرة لبريس حالا لازم أسافر
ردت عليها "كريمة"  والتي كانت مستغربة موقفها:-
_هتسافري هتسافري ليه
تأفف بشدة وانفعلت عليها وهي تقول:-
_هو إنتي متعرفيش تعملي حاجة غير وإنتي سألة عليها اللي أقولك عليه تعمليه من غير منهدة فاهمة ولا لاء
تأففت "كريمة"  بشدة ثم سالتها عن:-
_طب "ريناد"  احجز لها؟!
بحدٍ شديد أجابتها:-
_لا هي هتكون مع "مالك"  هو حاليا مش هيسبها لي
وافقت صديقتها وعادت تستفر عن:-
_عرفتي حاجة عنه طيب هتسافري له
تنهدت بقوة وقالت:-
_معرفتش حاجة ولا نيلة اختفاءه طول أوي ومش عارفة أعمل إيه؟!
_متقلقش خير
هذا ما قالته "كريمة"  قبل أن تقفل معها،  جهزت الحقائب في سرعة،  ونزلت إلى الحديقة وهي ماسكة بهم،  جعلت الخادمة تضعهم في السيارة،  وصعدت بها قائلاً للسائق:-
_على المطار
أومأ السائق برأسه ولكن وحين اقترب من بوابة المنزل لم تفتح فعاد ينظر لها فكانت شاردة،  صرخ باسمها بعلو بعد عدة محاولات فاشلة كان يناديها بهدوء ،  انتبهت له وقالت:-
_إيه؟!
رد عليها بحنق:-
_يا فندم بقالي ساعة بنادي عليكي حاليا الباب الكبير مش عاوز يتفتح قدام عربيتك معرفش ليه
استغربت من حديثه فنزلت من سيارتها وسالت الأمن بهدوء:-
_إيه اللي بيحصل عشان الباب ما يفتحش
رد عليها مسؤول الأمن:-
_أوامر "مالك"  بيه إن طول ماهو مش موجود ولا حضرتك ولا عربيتك هتخرج من المكان ولما تعوزي تروحي على حتة حد فينا هيروح معاكي
ذهولت مما يقوله بل وفتحت فاهها من حد الصدمة،  ابتلعت ما في حلقها قبل أن تصرخ بشدة:-
_لا وهو سجن إن شاء الله افتح بقولك
وكأنها لم تتحدث،  تجاهلها تماماً،  وعاد يقف بمكانه،  بينما هي فتأففت بشدة وعادت تهاتف "كريمة":-
_الو" مالك" شكله عرف باللي حصل كله ومش ناوي على الخير
قفلت الهاتف ولم تسمع ردها، عادت للداخل وهي تفكر في حال للهروب من هذا المنزل،  كيف ستنقذ حالها لم تعد تعرف،  أغمضت عينها بشدة وصرخت بالخادمة:-
_غوري أعمل لي كوباية قهوة بسرعة
أسرعت بالفعل الخادمة تنفذ أوامرها،  أما هي فمزالت تفكر في شيءٍ ما حتى تخرج من المكان
.........................................................................
أمسك بيدها بحبٍ،  شعر معها بالأمان،  هي فقط،  اقتربت من والدته وطلبت منه السماح قائلةٍ له برجاءٍ:-
_كان نفسي املي عيني بيك وإنت بتكبر بس مقدرتش كان نفسي أشوفك وإنت بتخرج من المراحل التعليمية وأنا بفتخر بيك كل عيد أم كان نفسي في هدية منك آسفة مقدرتش أبقى معاك بسبب أنانية أبوك سامحني

النمر الجامح بقلم أميرة أنور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن