الفصل الثاني

4.5K 311 57
                                    

نكمل ولا نقف هنا 🤔
فين التفاعل علشان انزل الثالث

الفصل الثانى

لم تتوان ديما حتى جمعت العدد المطلوب للرحلة قبل حلول المساء لتبدأ تطالب أبيها بمهاتفة هذا الشاب والاتفاق معه فهى تتوق بالفعل لرؤية تلك العيون التى طالما قرأت عنها .
بعد العودة من الشاطئ فى المساء هاتف محمد ذلك الشاب الذى ظهر الحماس بصوته بمجرد أن تعرف إلى محدثه .
اتفق معه محمد على موعد عصر اليوم التالى لمرافقة المجموعة إلى عيون موسى .شعرت الفتاتان بالحماس لتلك الرحلة المرتقبة ، ديما تسعد برحلتها التى ستحمل ذكرياتها مع رحلتها إلى عالم الأزواج ودعد تشعر بالرغبة فى رؤية تلك النظرات مجددا وإن كانت لأخر مرة ، فتلك النظرات التى خصها بها ذاك الشاب لم تحظ بها مسبقا .


فى الموعد المحدد فى اليوم التالى كانت السيارة تتوقف أمام الشاليهات ليترجل مصلح متوجها بلا تردد نحو الشالية المقيم به محمد والذى كان بانتظاره ليتعجب تعرفه على مكانه بهذه الدقة .
اجتمع المنضمون للرحلة سريعا لتنطلق العربة نحو وجهتها .
جلست سلمى والفتاتين فى المقعد التالى للسائق والذى شغله مصلح بالطبع .
انحرفت السيارة عن الطريق الرئيسي لتمر بطريق غير ممهد بشكل كامل لكنه ليس وعرا أيضا .
اخيرا توقفت السيارة ليتخذ أحد رفاق مصلح دور المرشد ويوجه الجميع نحو عينين لم تجفا بعد .
بدأ الجمع يتفرق قليلا مبهورين بتلك الطبيعة الغريبة على أنظارهم والتى أسرتها أيضا .
ابتعدت دعد قليلا عن الجميع تتبع بعض الصغار لما تراه من غرابة هيئتهم ليتبعها مصلح بتردد عن كثب .
قررت العودة لتدور على عقبيها فتجده خلفها ، اضطربت للوهلة الأولى لكنها سرعان ما استجمعت شجاعتها لتتساءل : انت ماشى ورايا ؟
اسرع ينفى الإتهام بلهجتها : خفت تشردى ..كنت بردكي لهيم .
اومأت بتفهم لتتقدمه عائدة نحو العيون ليستوقفها ببعض الحدة : مابينفع تمشى جدام الرچال .
نظرت له بدهشة ليتابع بحرج : قصديه مابتخلى رچال يلحقكي بتفتنيه والله .
زاد أمره سوءا ليتنحنح بحرج وتزداد دهشتها لتتساءل بلا تردد: وانت بتخاف على نفسك من الفتنة ؟
طرح ناظريه أرضا متمتما : والله كان مفتون زمان بس هالحين رايجة ماعاد فيني من الزين شي  .
تساءلت بنفس الحدة : انت بتبرطم تقول إيه ؟؟
زفر بضيق : بجول خلنا نرد للعيون بالك ابوكي اهنه بيخاف عليكي
عادت تتقدمه بخطواتها المتمهلة ليعيد ناظريه للأرض لاعنا بصوت خافت فرغم ردائها الفضفاض إلا أنه ينحدر فوق مفاتنها حاكما عليه بالهلاك .
سار خلفها بصمت وبلا عقله الذى عاد لشعوره لحظة طل من شباك سيارته متطلعا لتلك التى بحاجة للمساعدة ليتبادل معها الأدوار فورا ويصير هو بحاجة للمساعدة للهرب من فتنتها .
تعلقت عينيه بعينيها شديدة السواد والهلاك أيضا ليفر منهما بقلب فزع فيسقط فوق خدين ممتلئين بمجرد أن تحدثت طمرته فى غمازتها اليمنى ، جاهد للفرار لتتلقفه شفتيها المكتنزة والتى لا تمثل له سوى فقدان فورى لقلبه .
حين بدأ يتحدث كان فاقدا للأمل ، فعادة لا تصبح الفتيات بمثل هذه الفتنة قبل الزواج ليفقد عقله أيضا حين نهرته بغضب فيبتسم ببلاهة غريبة عنه تماما .
كانت فرصته قليلة للغاية لكنه أحسن استخدامها مستغلا شغف رفيقتها العجفاء كما يرى فكان لزاما عليه أن يضمن عودتها سالمة بالإضافة للتعرف على مكان إقامتها .
عاد من شعوره الممتع بذكرياته القليلة على صوتها المتسائل : احنا فين ؟ العربية مش هنا .
تلفت حوله كمن أفاق من غفوة للتو ليتساءل : ايش بنسوى فى ها المكان ؟
قابلته نظراتها الحادة ليدرك أنه شرد عن طريق العودة فيزيد حرجه حرجا ويشير لها لتتبعه بصمت ويقفل عائدا .
سارت خلفه تتعجب خجله ذا ، بل تتعجب كل أمره ، نظراته التى أصبحت تمثل لها شغفا تخشاه ، همهماته التى تشعر أنها موجهة إليها ، شعوره بالارتباك كلما نظرت له ، تفحصت هيئته ، شاب عشقته الشمس لتترك أثرها على بشرته ، نهرت نفسها لهذا التعبير فزفزت بضيق ، عينيه بنية اللون هى واثقة فقد التقت بسواد عينيها مرارا ، طويل القامة يفوقها طولا بشكل واضح ، هيئته مهندمة رغم جلبابه ذا إلا أن نظافة ثوبة ورائحة عطره يميزانه حتما . انتقل بصرها لهذا الخف الجلدى الذى ينتعله ويبدو ملائما للطبيعة هنا وقبل أن تتطرق لإحساسها بكل هذا سمعت صوته يخرجها من أفكارها : وصلنا خلنا نجوطر على النجطة.
اقتربا ليتساءل محمد بتجهم : كنت فين يا دعد ؟
نظر لها بدهشة فور سماع اسمها بينما أجابت بثقة : حبيت اتمشى توهت .
أمسك كفها بحدة وكأنها لم تتجاوز العاشرة من عمرها لتشعر بحرج ثم يتجه نحو السيارة حيث ينتظر الجميع الانطلاق للمحطة التالية فى رحلتهم .
لم يبعد موقع النقطة الحصينة عن موقعهم ذا كثيرا . فقط فى الإتجاه المعاكس ولم يستغرق الوصول إليها سوى دقائق معدودة .
رافقهم جندى أثناء الجولة داخل الدشمة العسكرية والتى تحوى غرف الجنود والأسلحة ومجسمات للجنود أيضا وبعض المدافع التى اذاقت المصريين أثناء حرب الاستنزاف الويلات والألم . سمح لهم بإلتقاط الصور قرب الدبابات والمدرعات وحتى داخل الثكنات العسكرية .
اخيرا وصل بهم الجندى لبازار سياحى يبيع تذكارات بدوية ويحوى منظارا يرى الضغة الأخرى من القناة بوضوح .
أسرعت ديما تشترى ما ستهديه ل ادهم من هذه المشغولات اليدوية بينما تجولت دعد بنظرها لتختار سوارا فرعونيا بلون فضى .
اتجهوا جميعا برفقة الجندى مجددا نحو الخارج وكان مصلح ورفاقه يجلسون القرفصاء كما يبدو منذ غادروهم لينتفض واقفا مما يدل على رشاقته وقوته أيضا ليفتح لهم باب السيارة .

اثناء طريق العودة سألته إحدى الفتيات : فين حمام فرعون من هنا ؟
أشار نحو الطريق : خمسين كيلو جدام بس زيارته لازم يوم من أوله لأخره
أسرعت ديما تتساءل : والمشوار يكلف كام ؟
جاهد ليخفى سعادته : احنا والله مابنتختلف انتو زباينيه الحيت
لو ودكم شي خرفونيه اليله واجيكم الساعة تسعه ف الصباح الباكر
ولا تجيبوا معكوا اكل ولا شي هتسوي لينا سولوفانة او مندية او كبسة اهنة
تساءل محمد : إيه سولوفانة دى اول مرة اسمع عنها ؟
أجاب رفيق مصلح : ياذيق بنلف الاكل مع الخضار في ورق المنيوم وندفنه في جمر المنقد لما يطيب اي اكل مع الخضار في الجمر بيستوي اهم شي ماتجيه نار جيدة غار الجمر بينفع
تحدثت إحدى النساء : مشوى يعنى ؟
أجاب الفتى : زيه بس هذا داخل السلوفان مش على الجمر ع طول
تحدث أحد الحضور متسائلا : صراحة يا جماعة نفسنا ناكل اكل بدوى ولحم ماعز .
ابتسم مصلح : اطيب لحم تأكله هنا .
طال الحوار ليستمر طيلة طريق العودة دون أن تطرب أذنيه بصوتها ولو كلمة واحدة ، إلتزمت صمت غريب رغم مشاركة الجميع فى الحوار الذى انتهى بالاتفاق على رحلة أخرى فى اليوم التالى .
جهلت تماما شعورها بقرب رؤيته مجددا لكن رغم شعورها بالسعادة فالخوف يطغى ليطمر سعادتها ويزيد حيرتها .


انشغلت سلمى بإعداد العشاء وانشغلت ديما بحفظ ما عادت به من الرحلة ، لقد ملئت زجاجة من تلك العين الجارية بمياة كبريتية أخبرهم هذا الفتى أنها استشفاء كما اشترت له سوارا جلديا يحمل اول حرف من اسمها هى وميدالية من العاج .
حظت دعد بوقت طويل برفقة نفسها فأبيها انشغل مع الرفاق بالتحضير لتلك الرحلة فى الغد .
جلست تسأل نفسها ؛ ما سبب اهتمامها بذلك البدوى ؟
لتنكر فورا : انا مش مهتمة عادى .
قطبت جبينها بغضب ذاتى : لا مهتمة .. من امته ببص على راجل ولا يهمنى طوله ولا عرضه .. لا ولون عنيه كمان !!
زفرت بضيق : اصل انا اول مرة اقابل شاب بدوى انبهرت بيه مش اكتر . رجولته وأخلاقه وأدبه ولا خجله !!! هو لسه فى رجالة عندها حياء !!
ارتسمت ابتسامة متهكمة على شفتيها : هو لسه اصلا فى رجالة !! إحنا فى زمن أشباه الرجال .
استلقت فوق الفراش تتذكر كم مرة طرق بابها أحدهم خمس أو ست مرات هى غير واثقة لكن فى كل مرة يذهب بلا عودة بحجة : كل شيء قسمة ونصيب ..
لكنها تعلم أن وزنها الزائد سبب عزوفهم عنها فقد سألها أحدهم مباشرة : مافكرتيش تخسى ؟؟
وسمعت شهقة شقيقة أحدهم : إيه ده امال لما تتجوز هتبقى قد ايه ؟؟
مسدت ذراعيها طوليا ، هى ليست بدينة لتلك الدرجة التى تدفع هؤلاء الحمقى للفرار منها ، هم فى الواقع يتخوفون من زيادة تلك البدانة بعد الزواج والحمل وما يعقبهما من اختلاف لبدن المرأة .
اعتدلت جالسة بحزن ؛ حتى أبويها يظنان أنها بدينة وهذا راجع لاختلاف بنيتها عنهم بشكل واضح ، أخبرها أبيها أنها ورثت قوام جدتها وجمالها ، لكن هذا الجمال محته تلك البدانة .
عادت بأفكارها إلى مصلح ، لما تبدو نظراته مختلفة عن الجميع ؟؟
قد تكون له مجرد نموذج مختلف ليس إلا .
عادت تستلقى مغمضة العينين ، تشعر بإنهاك لا سبب له ، تريد أن تغفو ، أن ترتاح ، ألا تفكر فى اى شئ . أن تهرب من خوفها منه فهى لا تعرف لم تكره الخوف منه !!
مرت نسمات هادئة لتحملها لعالم الأحلام دون أدنى مقاومة منها .


استلقى مصلح متطلعا لسقف الغرفة بشرود ، ما أعجب هذه الفتاة !!
بل ما أجملها !!
إنه مصلح الفتى الذى رأى من جمال نساء العالم حتى اكتفت عيناه ، أو هكذا ظن .
لقد عمل بمجال السياحة لتتاح له الفرصة ليتعرف على العديد من الجنسيات العربية والأجنبية ربما هذه المدينة الهادئة ما كانت لتتيح له هذه الفرص لكنه منذ سنوات عدة شارك فى بزار سياحى بمدينة شرم الشيخ ، تلك المدينة العالمية التى يقبل الناس من كافة أنحاء العالم لزيارتها ، حتى أصبح اليوم يملك واحدا بالإضافة لتلك المشاركة لكنه تعلم الكثير خلال هذه السنوات .
لم يكن ممن ينجذب للجمال النسائى حتى شك أبيه بأنه يعانى خطبا يحول دون ذلك .
لكنه فقط لم ير من تخطف قلبه من خلال عينيه ، له مواصفات خاصة للجمال لم يجدها إلا ندر وحين وجدها كانت لفتيات على غير دينه أو على غير أخلاقه .
ظلت أمه تدفعه للزواج من إحدى فتيات العشيرة لكنه قابل دفعها ذا بالرفض دائما حتى شارف على الثلاثين من عمره دون ارتباط وهذا يحزن والديه فقد تزوج جميع إخوته ممن يصغرونه عمرا ويصر هو أنه لم يجد من تناسبه .
دخلت أمه للغرفة لتطالع شروده بإبتسامة : ترى في مين سارح يا مصلح ؟
اعتدل جالسا : مرحب يا يمه .
جلست بجواره : فرح قلبى وقلى .. بتفكر فى بنية ؟؟
انخفض ناظريه واومأ مؤكدا شكوكها لتتساءل بحماس : من بتكون ؟؟ بخطبهالك الليلة لو ودك  .. بنت من ؟؟
رفع كفه : بالراحة يا يمه .. مابتعرفيها .. حضرية
لمعت عينيه بأخر كلمة لكنها وخزت قلب أمه لتتساءل : حضرية!! ليش يا وليدى من قلة بناتنا ؟؟
نظر لها بثقة : يمه ماانى چويهل بيلاحق البنات
رفع كفه لصدره : قلبى يمه .. قلبى رايدها .. من لما طليت عليها .. كنت بجن ومادرى هى بنت ولا متزوچة
تنهدت أمه بضيق ، فهى ما كانت تتمنى سوى أن يتزوج جميع أولادها من فتيات العشيرة أو العشائر البدوية ، أما تلك الحضرية التى لا تعرفها تخيفها فعليا .
كيف تتأكد أنها لن تستحوذ على ولدها ؟
لطالما كانت الحضريات مخادعات .
نهضت متجهة للخارج : بيصير خير إن شاء الله .
ابتسم مصلح وعاد يستلقى : بيصير كل الخير يمه إذا صارت دعد نصيبى .. كل الخير .
استرخت ملامحه وهو يعيد رسم ملامحها وكأنه بحاجة لذلك فقد صنع قلبه لها مجسما فور رؤيتها وتخلى لها عن مسكنه بين أضلعه مرحبا بالغربة لأجلها ليصير النبض بين أضلعه نابعا منها وكم يخشى أن يفقد نبضه ذا !!
تحركت شفتيه مترنمة
أچمل تحية للزينة
من شاعر تفداكى عينه
رفع كفه لصدره مؤكدا : يفداكى عمره والله عمره .


استيقظ الجميع باكرا خاصة دعد التى لم تنم بعد صلاة الفجر ، توجهت برفقة أبيها فجرا لاستكشاف هذا المسجد فقد أخبرها أبيها أنه يحوى مصلى للسيدات ، وكم شعرت بالراحة للصلاة فيه .
حين عادت عاد أبيها للنوم بينما فضلت الاستيقاظ والتجول قليلا بالقرب فالهدوء بهذه المدينة يدعو للتجول بأى وقت كان .
ظلت تتجول بالقرب حتى الثامنة صباحاً فقررت العودة فقد اقترب موعد إنطلاق الرحلة ، أو موعد وصول مصلح .
تأففت لإختلاف دقات قلبها عند هذه النقطة وما إن اقتربت حتى وجدت سيارته تصف بالفعل أمام الشالية وهو بداخلها ينظر لها مؤكدا لكن نظراته غاضبة .
تجاوزت السيارة بهدوء نحو الداخل لتجد الجميع مستعد عداها فيلومها أبيها فورا : كنت فين يا دعد ؟ وايه خرجك لوحدك فى بلد ماتعرفيهاش ؟ ومااخدتيش الموبايل ليه ؟
أجابت بهدوء : كنت بتمشى يا بابا مابعدتش وكلكم كنتو نايمين . وبعدين مش معاد الرحلة الساعة تسعة ؟؟ لسه ساعة إلا ربع .
لم يكن استعداد دعد يحتاج وقتا طويلا فقد أعدت رداءا من باب الحيطة فقط هى لن تنزل المياة بكل الأحوال .
بعد ربع ساعة كانت السيارة تنطلق بصمت رهيب لا يعلم أحدهم سببه ليتجه اولا إلى السوق التجاري لشراء الفطور ثم ينطلق على الطريق متبعا الصمت رغم الحديث الذى يتبادله الجميع بمرح عداها أيضا

قررت أن تصمت ، أن تبتعد ، هى لم تأت لتلقى بقلبها بين ذراعى أحدهم وترحل ، لطالما كان قلبها طوعها ويجب أن يظل كذلك .
بعد ساعة تقريبا وصلت السيارة لوجهتها ترجل الجميع ليشير لهم ذلك الفتى : اللى يريد يطلع الچبل يحذر زين واللى يريد يدخل الغرف من هون .. سبع غرف وكل واحده أشد من التانية والدخول زحف واللى يدخل مايطلع للهوا يظل بالكهف ساعة كامله

ثم أشار نحو البحر : اللى هينزل المى لا يبعد واحذروا البؤر الساخنة اهني المى بتنفچر ساخنة بتكوى والله .
بدأ الجمع يتفرق ليقف محمد واسرته فتقول سلمى : محمد انا عاوزة ادخل الكهف ده تعالى معايا .
ابتسم محمد : حاضر يا سلمى هتيجو يا بنات ؟
كان جاوبها واضحا هى تخجل من الزحف للداخل وتخشى أن يحول وزنها دون ذلك فتسبب لنفسها حرجا مضاعفا .
أسرعت ديما تقول : انا هنزل البحر ماتقلقوش عليا .
واتجهت نحو البحر ركضا لينظر لها فتقول : انا هتمشى ولو تعبت هقعد فى العربية .
تحدث محمد بأسف : انت مافرحتيش بالفسحة دى خالص يا دعد .
ابتسمت واسرعت تنفى : مين قال يا بابا انا مبسوطة جدا كفاية إننا مع بعض . يلا روحوا انتو وانا هتمشى لو عوزتو حاجة رنو عليا .
واتبعت حديثها بالسير نحو الشاطئ حيث تعانق الموجات الهادئة حبات الرمل الناعمة ويتراقصان بتناغم مغرى لغرس قدميها بينهما .
سارت بمحاذاة الشاطئ حتى وصلت لنقطة إلتقاء البحر بالجبل لتتلفت خوفا من المتلصصين ثم ترفع ثوبها قليلا لتمر فوق الصخور بحرص فإنها لزجة على ما يبدو .
منذ وصولهم لم يغادر السيارة ، يراقبها بصمت محافظا على المسافة بينهما وحين أدرك أنها ستغيب عن ناظريه أسرع لاحقا بها .
خلع خفيه ليحملهما أسفل ابطه لتزيد سرعة خطواته قبل أن يفقد أثرها أو قبل أن تتأذى .
عبرت دعد لخلف الجبل لتشعر بالمزيد من الخصوصية ابتعد الجبل مجددا مطلقا أسر الأمواج لتعود الرمال الناعمة تتراقص برقة .جلست دعد فوق صخره وارخت ساقيها بالمياة الدافئة وهى تبتسم بطفولة لمداعبات المياة ساقيها .
اقترب مصلح بتهور حين رآها جالسة ظنا أنها تأذت وقف بمحاذاتها ينظر حيث تنظر : ايش فى ؟
انتبهت لوجوده لترخى فستانها فورا بفزع : إيه اللى جابك ورايا ؟؟
حمحم بحرج : خفت تتأذى من الصخر .
رفعت حاجبيها بدهشة بينما لم تغادر عينيه قدميها لتشعر بالمزيد من الحرج وتحاول اخفاء قدميها أسفل طرف الفستان المبتل تماما فتفشل .
أخرجت جوربها ونهرته : ممكن تبص الناحية التانية ؟؟
ارتفعت عينيه لمحياها ليرى تخضبه بالحمرة القانية ربما تأثرت بالشمس وربما تأثرت بنظراته .
أشاح وجهه دون مناقشة لتنحنى وترتدى جوربها بسرعة قبل أن تستقيم واقفة ، سمع خرير المياة مع حركة قدميها لتغادر ليستوقفها بلهفة : دعد
تسمرت قدميها لنطقه اسمها بتلك اللهفة وضاق صدرها بذلك الخافق المجنون دون أن تبدى اى رد فعل سوى التوقف ملتقطة أنفاسها قبل أن تتساءل : انت عاوز منى إيه ؟؟
جاءها صوته المضطرب : ماادرى
شعرت بالغضب لتصيح به : لما تبقى تدرى ابقى قولى غير كده بطل تمشى ورايا .
دارت على عقبيها وقد زادت غضبا : إذا كنت فاكر انى غريبة عن البلد فسهل تقضى معايا شوية وقت لطيف تبقى بايع عمرك . انا مش صيدة يا حضرة .
اولته ظهرها لتغادر ليقول فورا :
ماادرى كيف اقولك بس انا بعرف ايش بريد منك .
عقدت ساعديها ونظرت له بتحدى ليقول دون تردد : بريدك
اتسعت عينا دعد فزعا وقبل أن ترميه بوابل من قذائف شفتيها اسرع منقذا نفسه : بحلال الله .
زال الغضب رويدا رويدا مع عودة تلك الحمرة لصبغ وجنتيها وكأنها بحاجة للمزيد من الفتنة !! وكأنه بحاجة للمزيد من الإحتراق !!
لم تجد إجابة فورية ليظلا على هذا الوضع لحظات طالت على كل منهما لأسباب مختلفة أغمضت عينيها تتنفس بعمق ليقبض كفه ويتراجع خطوة للخلف هربا من سطوة فتنتها ، لحظات وطلت عليه مجددا متسائلة : ليه ؟؟ ليه انا ؟؟
تقدمت قدميه قسرا وكأن لهما إرادة خاصة توقف أمامها ليقول بصدق: شوفى صورتك فى عيونى تعرفى ليش !! والله ماعينى شافت أچمل منك . انا .. انا
همست تستزيده من تلك المشاعر التى تمر بها لأول مرة : انت ايه ؟؟
زفر مشيحا وجهه عنها : ماادرى .
لازالت تتضارب بين أفكارها ولازال يقاوم قربه منها فإن اطاع قلبه هلك لا محالة .
رفعت طرف الفستان لتخطو مبتعدة : انا هرجع عند العربية .
لكنه لم يكتف منها ، لم يرتو قلبه من قربها ، لم تتشبع عينه من محياها .
اسرع يستوقفها مجددا : اطلعكي الچبل ؟؟
ابتسمت !!
بلى فعلت .. لتنفرج شفتيه بالتبعية ، التقطت نظرة لوجهه لتقول بخجل : معلش مااقدرش اطلع الجبل ولا لبسى ينفع .
سار بمحاذاتها فورا : انا بعرف طريق يطلعكي الچبل هوين
ماتخافى انا معك .
نظرت له بتردد ، هى بالفعل تحلم بالكثير ، تحلم أن تلقى نفسها بين أمواج البحر الهادئة ، تحلم أن تتسلق هذا الجيل ، تحلم أن تقود دراجة ، تحلم أن تعدو بلا خجل ، تحلم أن تقفز بسعادة . لكنها دائما تخجل من تحقيق هذه الأحلام .

عادت تنظر نحوه ، أيمكنها الوثوق به !!

إنها مجازفة لكنها ستجازف لأول مرة تشعر بالحماس الشديد الذى يدفعها للمجازفة .
أومأت موافقة لتشعر بحماسه وهو يرشدها نحو الطريق الذى سيتخذان صعودا لقمة الجبل .







مصلح دعد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن