الفصل السابع

4.1K 285 31
                                    

الفصل السابع


احتل محمد المقعد التالى للسائق ليكن بين هذا الفتى وبين ابنته متعمدا ، جلس متحفزا فمنذ رأى سعادة دعد تعود لملامحها فور عودة هذا الفتى وقد زادت همومه ، هذا الفتى أصبح له مكانه بقلب ابنته وهو لن يكون سببا فى جرح قلبها ولن يتنازل عنها بسهولة أيضا .


تفقد هاتفه لقد التقط صورة له فى غفلة أثناء تواجده بالمشفى وأرسلها ل أدهم طالبا منه التقصى عن صاحب الصورة واسمه جيدا وقد تأخر أدهم فى الرد كما يرى هو .


انطلق مصلح يقود السيارة وبجواره عمار ، وصل لطريقا رمليا ليهدأ السرعة ويعيد ضبط المرآة الجانبية فمهمتها الوحيدة حاليا عكس ملامحها أمام عينيه المتعطشة لها .


وكأنهما على موعد للقاء الأعين فبعد لحظة من ضبط المرآة كانت عينيها تنظر لها مباشرة ، ترنحت العربة قليلا ليفقد أثرها وما إن استقرت حتى اتسعت ابتسامته فها هي عينيها تبحث عن خاصته أهداها تلك الابتسامة التى تؤكد أنه لن يتراجع مهما كانت العوائق ، اتسعت ابتسامتها أيضا ليسقط قلبه معلنا الانسحاب من صدره وطالبا اللجوء إلى حماها .



بعد ساعة كاملة من الغوص بقلب الصحراء بدأت العربة تتهادى إيذانا بقرب الوصول ومع تهاديها ظهرت المياة فى الأفق ، دقائق بعد وتوقفت السيارة ليترجل عنها الجميع ، كان المشهد خلابا للعقل خاصة مع تلون الشمس بلونها الذهبى الذى تودع به الأرض فإنسكبت الخيوط الذهبية فوق المياة الصافية زرقتها وانعكست تلك الخيوط البراقة على الأوراق الخضراء لتلك النباتات المحيطة بهذا النبع فأكسبتها حياة خاصة لن ترى إلا فى مكان كهذا .


أمسكت ديما هاتفها تلتقط مقاطع مصورة بإنبهار واضح بينما اتسعت عينا محمد الذى يقترب بحرص من المياة وقد تملكه شغفه متسائلا : المياة دى عذبة ولا مالحة


أجابه عمار الذى لا يفارقه : عذبة بس كبريتية مناسبة للحياة هنيا .


انحنى تابعا شغفة ليغمس كفه فى الماء ويرفعه لشفتيه ليأتيه تساؤل زوجته : محمد تيجى ننزل .


وقفت قرب السيارة تروى عينيها بهذا الجمال الذى أصبحت فجأة جزء من تفاصيله وقف بالقرب منها هامسا : بعد مانتزوچ بنيجى هنيا لحالنا وننزل المى احلمى وانا نفذ احلامك .


التفتت له وقد رفع قلبها رايته البيضاء أمام شغف وحنان يتدفقان من ناظريه لها فقط وقبل أن تتساءل عن قراءته دواخلها بهذه البساطة كان أبيها يقف متسائلا : واقفة بعيد ليه يا دعد ؟


مد كفه يقربها منه معلنا حمايته من خطر يراه وحده ومتقدما بها للأمام متجاوزا صدرا خاويا من خافقه .




منذ عادوا وقد التزمت الراحة بأمر أمها التى انشغلت وديما فى الاستعداد لرحلة العودة بالغد ، خرجت من الشالية لتجلس بالباحة الأمامية تلتقط تلك النسمات النقية التى ستفتقدها فى الغد ، اقترب محمد وجلس بجوارها : قاعدة لوحدك ليه يا حبيبتي ؟

مصلح دعد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن