الفصل الرابع

4.1K 312 58
                                    

التفاعل وحش اوي 😭
عرفتوا إن معرض اسكندرية للكتاب كمان اسبوعين ولا لا 🤔
طيب لو نزلت حد هيجى يقابلنى ولا هتكسفونى 🥺

_______

الفصل الرابع

اقترب عمار من مصلح بقلق وأعين متسائلة بينما دار محمد يطالع ابنته : عملك ايه يا دعد؟ اتكلمى ماتخافيش
اتجهت عينيها نحوه لتقول : ده مجنون يا بابا تخيل مسك التعبان بإيده !! تخيل كأنه ماسك كتكوت ولا عصفورة !!
زاد تجهم محمد بينما ابتسم عمار متجها للخارج لتتساءل ديما : هو ده اللي مزعلك ؟
أشارت نحو مصلح : إنه مسك التعبان !!
نظرت لها دعد : ده كمان موته ..تخيلى قسمه نصين يا ديما !!
حركت سلمى رأسها بأسف مصطنع : لا مالوش حق .
ظل محمد صامتا بينما قال مصلح بحدة دون الأهتمام بوجود والديها : خمنت ان لدغة الثعبان جننتكي ايش ودكي اسوي عقب مالدغك
زادت حدته وعلت نبرة صوته الغاضب :
كان هتموتي في يدي
أشار نحو رأسه ناقرا جانب جبهته بحدة : شغلى راسك بتدرى ايش كان بيصير معنا ؟؟ بتدرى كنت هتموتى من لدغته بيدى !!
هز رأسه وتحولت نبرته للأسف الممزوج بحزن شديد رافعا كفه أمام ناظريه : كنت ماسكه بيدى وسهيت ليلدغك .
تعلقت عينيه بها ساهيا عن الأعين المراقبة لهما مع صمتهما معا .
تنقلت عينى محمد من وجه ابنته لوجه هذا الأعرابى الذى أصبح يرى ابنته بعينيه ولا يعلم إن كان متقبلا له أم لا .

قاطع تطلعهما لبعضهما نبرة صوته الجافة : خلصنا يا دعد . ارتاحى دلوقتى وماما هتقعد جمبك
كان هذا تصريحا منه بعدم رغبته وجود مصلح الذى نظر لها نظرة أخيرة وتراجع للخارج .

غادر محمد وديما الغرفة ليجلسا بالخارج ورغم رفض محمد لوجوده إلا أنه جلس القرفصاء قرب الباب برفقة صديقه يتهامسان .
لحظات واقترب مصلح : إذا بتريد عمى ترد على الشالية الآنسة تغير وتاچوا .
نظر محمد لملابس ديما المبتلة والتى شعرت بالحرج لتلك الملاحظة لكنه غير مستعد أن يترك دعد حاليا مع هذا الشاب لذا قال بلهجة آمرة : ديما نادى ماما تروح معاك وانا هقعد مع دعد .
اتجهت ديما للداخل بلا معارضة لتخرج بعد دقائق برفقة سلمى ليقول مصلح فورا : السيارة تحت امركم وعمار بيروح معاكم ويردكم

نظر له محمد بحدة : يكون أفضل لأنى عاوز اتكلم معاك .

حمحم مصلح بحرج مناديا عمار الذى استقام واقفا بلحظة متجها للخارج مما دل على اتفاق مسبق بينه وبين مصلح .
غادروا ليقف مصلح أمام محمد بشجاعة : يا عم اسمعنيه إن كان ودك

عقد محمد ساعديه : انا مستنى اسمعك .
أومأ بتفهم ليتابع : انا يا عمى رچال ليا أسمى . ما أنا چويهل ولا عويل .. لما وجقت اساعد دعد يوم السوق يعلم الله ما كان بنيتى شى غير مساعدة الحريم ..
لم تخف حدة نظرات محمد ليصمت مصلح زافرا : ماقدرت زيح عينى عنها لما عرفت إنها مهي متزوچة .. إحنا عرب ونفهم بالأصول والله ما كنت بمسها لولا اللى صار . لكن يعلم الله وتقدر تدخل هالحين وتسألها اليوم قولت لها بريدها بشرع الله وحلاله .

اهتزت الحدة بعينى محمد وملامحة استرخت قليلا ليتجه نحو أحد المقاعد المعدنية بالرواق ويجلس فوقه ، عاد ينظر نحو مصلح الذى اقترب فورا وجلس بجواره قبل أن يقول محمد : انت شوفت بنتى اول امبارح والنهاردة عاوز تتجوزها ؟
ابتسم مصلح وقال بتهور : والله اريد اتزوچها من يومها .
لم تخف دهشة محمد لكنه صمت لحظات قبل أن يقول : إحنا دنيا وانتم هنا دنيا تانية ، بنتى مش هتقدر تعيش معاكم ولا هتعرف عوايدكم وده هيسبب خلافات كتير ووجع انتو الاتنين فى غنى عنه .
شحب وجه مصلح للرفض المبطن لطلبه بينما تابع محمد : إحنا يومين وهنمشى ونرجع لحياتنا وانت من الأفضل تمشى دلوقتى وترجع لحياتك .
سيطرت الصدمة على وجه مصلح ليقول بتلعثم : بس لحظة يا عم لو بتسمعني بس
. ليش ترفضنى وانت ماتدرى عنى ولا شى .. ليش ماتسأل دعد يمكن تقبل ؟؟ بعرف إننا عن قريب نعرف بعض لكن بعرف إن ممكن ماتردنى وتعطينى فرصة .
تنهد محمد : فرصة لإيه يا مصلح انت بتضحك على نفسك !! انت وهى مفتونين مش أكتر كل واحد مفتون بشخصية اول مرة يقابلها .
أمسك مصلح كف محمد بتوتر : مين قال كذي ؟ والله شوفت وعرفت من الحريم اشكال والوان ومن كل بلاد الدنيا ..
عاد كفه لصدره : عنديه بزارين فى شرم واحد لإلى لحالى والثانى شراكة والله يا عم مانى مفتون بيها ..يعلم الله ماشوفت غيرها زوچة إلي .. انا حكيت مع أمى عنها .

لم يجب محمد ليتابع مصلح : انا كبير ابوى وكل اخوانى الصغار اتزوچوا عداى انا كنت رافض اتزوچ .. ما كنت شايف حرمة أتمناها والله يا عمى والله دعد اول ما اتمنيت .لو بتريد فكر شوى واسألها ماتتعچل .
نظر محمد أرضا ومصلح يترقب رده لكنه استقام واقفا ليقف مصلح فورا فينظر له : روح دلوقتى وانا هبقى اتصل بيك .

انهارت عينيه أرضا مع رفض قاطع من قلبه ، أغمض عينيه وهمس برجاء : طيب ممكن اودعها ؟؟
اتجه محمد للغرفة بحزم : لا .
نظر مصلح لباب الغرفة الذى أغلقه محمد للتو ، لم يكن يعلم أن حلمه قصير العمر لهذه الدرجة !!
يقدر مخاوف أبيها لكنه يرفضه دون أن يمنحه فرصة لإثبات جدارته بها .
ابتعد خطوة للخلف ليثور قلبه رفضا لكن عليه أن يبتعد قليلا ويمنح الرجل فرصة ليعيد النظر ويمنح نفسه فرصة لطلب المساعدة التى هو بأمس الحاجة إليها ولا يدرى ممن سيطلبها فهو يعلم أن عشقه الوليد سيواجه رفضا من الجميع ويتوقع رفض عشيرته أيضا ، ضربة خفية وجهت لرأسه أفقدته تركيزه .


تقدمت سلمى بحماس تحمل صينية عليها كوبا من الشاى وبعض الحلوى : خدى يا ديما طلعى دى ل عمار برة يتسلى على ماتاخدى دش .
نظرت ديما للصينية : هى إيه الحكاية ؟ حضرتك عمالة تتسايرى مع عمار ده وتسألى عن مصلح وأهله وشغله !! هو فى إيه بالضبط ؟
دفعت سلمى الصينية : بطلى لماضة واسمعى الكلام ..مش كفاية مدوخينه معانا !! ده اقل واجب .
اتجهت ديما للخارج : ولو انى مش مقتنعة بس ماشى .
بدأت سلمى تتحرك بحماس تعد ملابس ل دعد لمبيتها بالمشفى مع وجبة سريعة للجميع فهى قد زادت حماستها لكل شيء فور أن أخبرتها دعد عن مطلب مصلح الذى أعلن عنه صباح اليوم فهى تتمنى أن تحصل ابنتها على زوج ورغم أن دعد لم تتجاوز عامها الثاني والعشرين إلا أن أمها تخاف عليها شبح العنوسة بسبب من تقدم لابنتها مسبقا ورؤيتها الرجال يتهربون من ابنتها تباعا، تراقص صوت دعد أثناء اخبارها رغبته نبأها عن الكثير ، اللمعة بعين ابنتها لا يمكن التغافل عنها ، ذلك الفتى أحيا بإبنتها جزءا طمره الجميع ، أحيا أنوثتها التى يصر المجتمع على حصرها فى ممشوقات القوام ، الكل يبحث اليوم عن رشيقات القوام وإن طغى جمال ابنتها فرؤية الخطاب لها تنحصر فى قوامها .أما هذا المصلح فيختلف ترى ذلك بسهولة بين أهداب صغيرتها الخجلة.لقد رأى هذا الفتى فتنة ابنتها التى أنكرها الجميع رأى جمالا يصر أصحاب العقول العقيمة على التجاوز عنه لعدم ملائمة قوامها لما يريدون . ابنتها تستحق أن تحب ، تستحق هذه السعادة ، تستحق رجلا يراها كل أمانيه لا رجلا ينتظر منها التنازل أمام قبوله بها ، ابنتها تستحق وستعمل على نيل ما تستحقه .


تقدم محمد من فراش ابنته المسترخية ملامحها ، شعرت بقربه لتنظر نحوه مبتسمة رغم شحوبها ، جلس بطرف الفراش متسائلا : مش عاوزة تقولى لى حاجة يا دعد ؟
اتسعت ابتسامتها الواهنة لتقول بشكل غريب : اول مرة فى حياتى احس انى حلوة يا بابا
احتلت الدهشة ملامحه : ليه يا حبيبتي ؟ هو انت عندك شك أنك حلوة ؟
ظهر الضيق بقسماتها البريئة : شك واحد !!
تنهدت بحزن لتتابع : تعرف يا بابا انا كنت بشوف نفسى حلوة فى عينك انت وماما بس . لدرجة إن عدى عليا وقت فكرت انكم شايفينى حلوة بس علشان انا بنتكم .
شردت نظراتها : مش لازم يا بابا البنت تتعاكس أو يتقال لها كلام حلو علشان تحس إنها حلوة .. لكن أنا عمرى ما حسيت اني حلوة ..لما كان بيجى عريس يتقدم لى وكلهم زى ما حضرتك عارف جايين على اسمك وسمعتنا . أول مرة كنت هطير من الفرحة انى كبرت وبقيت عروسة .
صمتت لحظات وغامت عينيها : سمعتها يا بابا .
زادت دهشته وتساءل : سمعت مين يا حبيبتي ؟
ابتسمت بتهكم : اخت اول عريس جالى .. سمعتها بتقوله لما ده وزنها ولسه بنت لما تجوز وتخلف هتبقى ازاى !!
نظر محمد أرضا بحزن بينما تابعت : لا يمكن انسى نظرتها ليا ابدا ولا نظرته هو كمان لأنها كسرت خاطرى .
ساد الصمت وقد عاد يتطلع لملامحها التى تعود للاسترخاء : بعد كده مرة ورا مرة كانت عنيهم بتكلم لكن لسانهم يسكت كنت بقف قدام المرايا واحاول اعرف ليه شايفينى وحشة !! علشان وزنى !! هو انا تخينة اوى يا بابا ؟

هز محمد رأسه فورا ينفى هذه الفكرة التى سيطرت على عقل صغيرته لعدة نظرات من ذوى العقول العقيمة ، ربما الكثير من النظرات هو يعلم ذلك . لم يتقدم ل دعد أى من أقاربهم بينما تقدم شباب العائلة جميعهم تقريبا لشقيقتها ، كذلك أبناء المنطقة ، الجميع يقارن بينها وبين شقيقتها ، وربما كان ذلك سببا من أسباب عزوفهم عنها ظنا أن هذا الوزن مكتسب لشراهة أو لمرض للفارق الكبير بين بنية دعد وجميعهم .
ابتسم محمد : انت واخدة جسم جدتك يا دعد . كأنك صورة بالكربون منها . لكن انت ملامحك ارق . واخدة كتير من سلمى .
ابتسمت دعد : عارفة يا بابا بس شوف حتى عمتى اللى هى اختك لما جت تخطب ديما لابنها قالت لك إيه !! قالت لك انا هاخد ديما مش بس علشان الكبيرة لا علشان الأحلى وانا ابنى يستاهل ده مهندس قد الدنيا .
وهو نفسه يومها ضحك وقالك : لا وانا اخد دعد بردو ده انا ابقى مسخرة اصحابى .

زفر محمد بضيق لتلك الذكرى غير المحببة والتى تسببت فى مقاطعة بينه وشقيقته حين رفض زواج ابنته من ابنها وتلك المشادة التى حدثت بينهما واستمع لها ابنتيه ليقسم ذلك اليوم إن كان ابن أخته السفيق ذا آخر رجال الأرض ما نال إحدى ابنتيه .

اقصى محمد كل الذكريات السيئة جانبا فهو لا يريد العودة لتلك المشاعر ، عاد يرسم الجدية على وجهه ويتساءل وقد عزم على التحدث مباشرة فى شأن هذا المصلح : يعنى انت عاوزة تفهمينى إن دى أول مرة تحسى إنك حلوة ؟؟ وهل ده سبب كافى انك تفكرى تتجوزيه ؟؟

حمحمت بحرج : حضرتك عرفت ازاى ؟؟
قطب جبينه : هى دى المشكلة ؟ عموما هو قالى ومصر انى اخد رأيك وإصراره ده دليل إنه حاسس إنك موافقة .

تهربت دعد بعينيها : لا طبعا يا بابا مش اول راجل اشوف في عينه انى حلوة .. بس قبل كده كنت دايما شايفة حاجة ورا نظراتهم .. ليهم هدف تانى غير اللى بيقولوه .. دايما حاسة من نظراتهم انى فى خطر .وانى لازم اهرب قبل ما اقع فى ايدهم .

ابتسمت برقة : علشان كده بقولك اول مرة احس انى حلوة .. لانه مش بيبص لى زى اى حد تانى .. عارف يا بابا لما بيبص لى ببقى حاسة إنه خايف عليا . نظراته حنينة مافهاش حاجة تخوف .عارف لما قرصنى التعبان ماكنتش خايفة .. كنت حاسة انى هبقى كويسة مادام هو موجود .

انحنى محمد دافنا وجهه براحتيه بحيرة ، هل ما يراه من مشاعر بأعينهما صادقا ام أنه افتنان لحظى سيزول سريعا ويبقى لهما سوء الاختيار؟

ليس بالأمر الهين ليقطعه بشكل نهائي ، هو يعلم تلك النظرات التى تتحدث عنها ابنته ، هو نفسه كان يخاف عليها من أصحاب تلك النظرات ، أولئك الذين يرون أنها فتاة بدينة وأمام ذلك ستقبل التجاوز إما فى حقوقها وإما فى حقوق الله .

اعتدل جالسا يمنح نفسه بعض الوقت ، هو بالفعل صرفه خاوى اليدين والصدر .
ابتسم بمرار لاعترافه ذا ، لقد صرف أول رجل شعر بحبه تجاه صغيرته خوفا عليها من زوال هذا الحب .

الأمر بسيط إن أعاد الفتى المحاولة أعاد هو التفكير ، على هذا الفتى أن يثبت جدارته بصغيرته الغالية ، عليه أن يثبت صدق رغبته والتى لن يقف صرفه لها أمامها إن صدقت بالفعل .


هام مصلح بين الطرقات يشعر بخواء صدره لتحمله قدميه نحو الشاطئ .
رفع طرف جلبابه ليغمس قدميه بالماء قبل أن ينحنى ويخلع الجلباب الذى يشعره بالاختناق ويلقيه جانبا ثم يلقى بنفسه فى خضم أفكاره التى تتقاذفه قبل الأمواج

يحتاج للمساعدة فلمن يلجأ ؟؟
أبيه !! إن علم الأخير برفض محمد لكان رفضه أشد .
أمه !! لا يغفل عن رفضها المبطن أيضا ولا ينكر رغبتها زواجه من إحدى فتيات العشيرة خاصة بنات اخواتها أولئك الحمقاوات اللائى يكره نظراتهن الراغبة فيه .

اغمض عينيه مسلما بدنه للأمواج على برودتها تطفئ سعير صدره كم هو بحاجة لإخماد إحتراقه !!
ومع علمه أن اخماده بقربها فقط إلا أن حظه العثر حكم عليه بالتجول محترقا بعيدا عن منبع حياته الذى اشعره أخيرا بالحياة .



مصلح دعد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن