5

3 1 0
                                    

عندما يتكلم الناس فاستمع منصتا، فمعظم الناس لا يستمعون أبدا.

🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

عندما وصلوا إلى العربة رفعها "بوري" وكأنه يحمل ريشة، ووضعه في العربة المكشوفة. وما إن جلس بجوارها، ضرب بيماهو الحصان الذي انطلق. كانت إيزابيل وقد فقدت قواها تميل على كتف الشاب. كان
مسكا بيدها وهو يكلمها.

كان صوته يصل إلى مسامع "إيزابيل" وكاد يغمى عليها وكأنه مخنوق بالضباب.

_كيف أنت الآن ؟

لقد أعادت إليها الرعاية التامة الحانية التي بدت في نبرة صوته بعض الطاقة .تمتمت وعلى وجهها ابتسامة فاترة :

- أحسن.

كانت أفكارها مشوشة، غاية ما في الأمر، شعرت بالارتياح على الكتف التي تجد فيها حمايتها. أغلقت عينيها. أحست كأنها تطفو على سطح الماء. استمر الشاب في حديثه معها بكل هدوء

- لقد وصلنا، سوف تهتم بك بيلوني

توقفت العرية بعد قليل. أخذها "بوري بين ذراعيه لكي يصعد بها إلى حجرتها. استسلمت للاستناد إليه وهي لاهثة بعض الشيء. تلامست شفاههما أثناء ما كان يضعها على فراشها. غير أنه انتصب واتجه نحو
الباب متأهبا للخروج.
أسرعت ببلوني" إليها فزعة وقد أخطرها "بيماهو".. تمتمت:

- يا إلهي يا إلهي !

ثم متجهة إلى "بوري" قالت بصوت منخفض:

- إن اصطحابها إلى هناك يعتبر جنونا.. جنونا .

كانت "إيزابيل" قد حولت رأسها نحو الشاب وفوجئت بنظرته الآمرة للخادمة . صممت هذه الأخيرة في الحال. ثم بعد أن أدلي "بوري" بأوامره عن العناية التي ينبغي أن تعطى للفتاة، عاد إليها مرة أخرى عادت ملامحه إلى جمودها المعتاد :

- أعتقد أنك الآن أيقنت أن هذا البلد ليس كما تعتقدين

ثم انصرف بعد أن ألقي نظرة إلى ملامح الفتاة المشدودة_نفس الحال_ هكذا فكرت إيزابيل وهي تطلق زفيرا- في كل مرة يبدو فيها لطيفا ودودا، لابد أن يجعل اللحظة التالية منفرة. لن أهتم بعد الأن بهذه الشخصية المزدوجة التي تسكنه .

کانت بيلوني تقف إلى جانبها، توليها عناية خاصة، كأن تلزمها تناول مشروب دافي أو تضع كمادات على صدغيها. استسلمت لتدليل الخادمة السنة لها، والتي لم تكف عن التمتمة وهي تهز رأسها:

- أليس من التعقل.. حقا لا.. فتاة حساسة!

كانت إيزابيل في هذه الأثناء تائهة في افكارها كانت لا تفهم لماذا تركها تذهب معهما لحضور هذا المشهد المفزع. لمجرد هذه الفكرة شعرت بأن قلبها امتلا فزعا. أي لعبة يقوم بها؟ إن هجماته تبدو موجهة ضدها
وليس ضد هيبر . الابد أنه يرغب في جعلي أغادر الجزيرة. ومع ذلك فهو يعلم أني لا أستطيع العودة إلى باريس . وبما أنه يأمل أن يدفع بي إلى نهاية الضيق لكي أرحل على الرغم من كل شيء، وسوف ينجح في ذلك.
إني حقا منهكة ومحبطة. غير أني لن أجعله ينتصر. واضح تماما أنه يسعى هزيمتي، كما أنه يريد أن يثبت لي أنني لن أستطيع البقاء هنا ولا أن أكيف نفسي مع هذا المناخ. إنه يضع العراقيل في طريقي. وإذا سلمنا بأني قد لا أتخطاها كلها جيدا، فإنني سأصل في نهاية المطاف.
وقد حطمتها المؤثرات، وأحت الفتاة في سبات عميق. وفي نومها المضطرب ، رأت وجه الشاب الجميل يميل عليها متمئما لها بنبرة مهددة :

السر الدفين | | Hidden secretحيث تعيش القصص. اكتشف الآن