6

9 1 0
                                    

إن شعورك بالإختلاف عمّن هم حولك، هوسَك المتزايد في القراءة، ورغبتك الجامحة في العزلة عن العالم كل ذلك لم يأتِ من فراغ؛ إنه سحرُ التعلّقِ بالكتب.

🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂

عفوا يا آنستي، لقد وصل باسمك طرد کبیر. و "سينامالية" يسأل أين نضعه ؟

كانت الصغيرة "كال" قد دخلت مسرعة عند إيزابيل ، وفضولهايدفعها لمعرفة ما بداخل هذه اللفة. أسرعت الفتاة إلى النافذة حيث كانت تنبعث منها هتافات قد أتت إلى مسامعها، لكنها لم تعرها أي اهتمام .
صاحت مبتهجة :

- لقد وصل

ثم قالت ل كال":
- يجب وضعه في الصالون الصغير الموجود أسفل حجرتي احرصي على أن ينقل بمزيد من العناية ، سأنزل حالا.
وما هي إلا لحظات، وإذا ب إيزابيل" قد وصلت إلى الصالون الصغير كان "بيماهو" و"سيناماليه" والسايس قد وضعوا الطرد الثقيل وتأهبوا لفكه .
إنه بيانو كبير الذي ظهر في الطرد، أمام صرخة إعجاب أطلقتها الصغيرة كال". ثم - فور انتهائهم - أقبلت "إيزابيل" على عجل لكي تختبره. لاطفت برقة الأصابع قبل أن تبدأ تعزف. ثم صدر من تحت أصابعها لحن رقیق هادی۔

- إنه ليس في حاجة إلى إصلاح ، على الرغم من هذا السفر الطويل .

رفعت "إيزابيل" رأسها عند سماع هذا الصوت المألوف عندها، إنه "پوري" واقف على عتبة الباب:

- أيتها الكتوم الصغيرة، لم تخبرينا بأنك كنت قد وصیت بإحضار البيانو.

كانت اللهجة ودية. أتجه نحوها و جلس بجوارها أمام البيانو وقام يعزف "فالس الشوبان ". في تأثرها، وقفت "إيزابيل" تستمع إلى اللحن الصادر من تحت أصابع الشاب المرنة. لم يخيل لها أنه في الإمكان عزف لحن "لشوبان" بمثل هذا الذكاء و عن ظهر قلب , دفعها شعورها بأن أحدا ما يراقبها إلى أن ترفع عينيها نحو الباب. إنه أخوها ينظر إليهما دهشا. أنهي" بوري "
وصلته الأخيرة و" هيير" صفق .

_ لقد أخفيت علينا مواهبك موسيقار ايها الصديق العزيز. أين تعلمت العزف بمثل هذا الإتقان ؟

- السيدة "ديباسين هي أستاذتي، لكن يجب الاعتراف بأن البيانو الذي تمتلكه لا يقارن بالذي لكما.

عضت إيزابيل على شفتيها حتى لا تنطق بصوت عال بما أتى إلى ذهنها من خواطر. وأعتقد أنكما کنتما تعرفان بأربع أياد مع "أومبلين ؟
التفت نحوها الشاب، وبنبرة دافئة جعلتها ترتجفی شکرها :
- لقد منحتني متعة كنت لا أعتقد أني لن أجد فرصة تذوقها في هذه الجزيرة . أقدم لك عنها شكرا صادقا. ربما نتمكن من إقامة سهرات موسيقية؟

ها هي حجة قد وجدها لكي يستدعي أو مبلين هكذا حدثت "إيزابيل" ذاتها. استسلمت نظرات الشاب وهي تتعمق في نظراتها. وكأنه استنتج أفكارها، قطب حاجبيه، محاولا قراءة ما تخفيه نظرة الفتاة . بعد لحظة تردد، خرج من الحجرة بسرعة، ودون أن ينطق بكلمة كعادته تظاهر "هيبر" بأنه يجد في ذلك أمرا طبيعيا.
بعد قليل، رن جرس الغداء لكي يجتمعوا في حجرة الطعام. وأثناء تناول هذه الوجبة كانوا يمزحون بمرح. كان "بوري" يكثر من الكلام. لقد أمر مذهل .
أبدى حماسا وانتعاشا مع أنه يبدو فاترا في المعتاد .

السر الدفين | | Hidden secretحيث تعيش القصص. اكتشف الآن