الجزء الثالث💔

133 25 5
                                    

وفعلت ما اجيده منذ سنوات وهو الإستسلام ….
فقد ينقذني هذي المرة من الجحيم ….. الاستسلام وانتظار الشروق ………..

لن انسى تلك الليلة ما احييت …. عندما اصبحت زوحته بالفعل….. اسما وجسدا ….. هل كان الأمر مرعب الى تلك الدرجة ؟ ………قد يكون كذلك لبعضكن …. وقد يكون لا …… لكن بالنسبة لي كان أمرا  مرعبا حقا  ….. فلقد سميته اغتصاب لفتاة قاصر لا حيلة لها ولا يمكنها الفرار من قدرها …....
الا انني اقسمت ان لا يتكرر هذا مرة اخرى ….. ان لا استسلم له مجددا .…… لكن هيهات ….. فلقد كنت اتعرض لضرب كلما صدرت مني موجة رفض عاتية ….. وهكذا ….صارت حياتي قاسية مؤلمة … لأصبح انا بدوري متمردة دون ان يظهر للعيان  …..… متمردة صغيرة تحمل بين احشائها طفل صغير …..
يالها من صدمة ، عندما علمت بحملي

اتذكر ذلك اليوم عندما …. كنت في الحمام جالسة على الارض الرخامية الباردة ، امسك باختبار الحمل وخطين احمرين يخبراني بوضوح انني احمل طفل صغير …. قطعة صغيرة مني ، وقريبا سأكون ام صغيرة لأبن صغير ، لم اكن اريده …. لم اكن اريد ان يأتي الى هذه الحياة القاسية ….ليس له اي ذنب كي يعيش مع أب متوحش وام تتعرض لضرب دائما ، ليكبر بين صراخ وبكاء ….
وبينما كنت شاردة …. فجأة تحتطم الباب بسبب ركلة قوية لم يتحملها القفل لينفتح الباب بقوة ….
شهقت بقوة وتراجعت للخلف لألتصق بالحائط وعيناي متسعتين وانا اراه يقف عند الباب لاهثا …. ضخما للغاية …. كان يعتبر اضخم رجل رأيته في حياتي …. شبابا وقوة …. وغضب لا يرحم…
وقف ينظر الي وقبضتاه الى جانبه مشتدتان حتى ابيضت مفاصل اصابعه …… بينما انا كنت ارفع ركبتي الى صدري وقد اغرق وجهي بالدموع .. وعينان متسعتان محمرتان انظر اليه بهلع …
كنت انا هي اول من تكلم …. هذا ان كان عويلي يُسمى كلاما
( لا تضربي ….. لم افعل شيء ارجوك …. لم افعل هذا عن قصد )
لم يسمعني ….. بل اقترب مني مندفعا ، ليرفعني من الأرض بعنف وصفعني بصفعة قوية ، جعلني اسقط أرضا ليرتسم خط احمر رفيع امام شفتاي …... امسك شعري بقوة ليقابل وجهي المتورم من شدة البكاء بوجهه المتصلب ، وقال بقسوة
( الم تتناولي اقراص منح الحمل ؟؟ …. الم أحضرها لكي ؟… تظنين انك تستطيعين خداعي؟ …. ايتها الحقيرة الصغيرة )
قال جملته الأخيرة وهو يصفعني للمرة الثانية ….. كدت ان اسقط ارضا لولا يده الفلاذية امسكت بشعري مجددا…. ليضرب رأسي بالحائط بقوة كاد ان يفقدني عقلي …… تمنيت ان افقد وعيِ كي يقل الألم الشديد  الذي شعرت به ، او افقد عقلي في تلك اللحظة لعله يرأف بي ويخرجني من هذا السجن اللعين ، الا ان حظي السئ كالعادة والمعتاد عاندني ولم يساعدني … وقلت بصوت باكيا مختنق
( بلى ….. لقد …. لقد كنت اتناولها كل يوم دون توقف لكن …. لا اعلم مالذي حدث ، وكيف حدث … انا لم افعل شيء اقسم …..)
لم انهي كلامي ، بل صرخت عاليا عندما رأيتُ وجهي يقترب من المرآة لأصطدم بها بقوية جعلها تنسكر الى أشلاء صغيرة …. اصبت بجروح وتشوهات في جبهتي …. حينها توقف احساسي تماما ، ومرت الثواني دون ان اشعر بها …قبل ان اسحب انفاسي ببطء من دنيا الواقع واغيب في عالم الظلامات

______________☆☆☆☆☆_________________

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من فَرَّقَ بين وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ الله بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَحِبَّةِ يوم الْقِيَامَةِ".

( اين هو ….؟)
إستدار الي ببطء يضح يديه في جيب بنطاله وقال بهدوء
( من هو؟..)
قالت بصوت متعب
( ابني …. طفلي ، اين هو ؟؟)
رأيت ابتسامته المستفزة تزين ملامح وجهه وقال
( هل رأيتي في حياتك طفلة صغيرة تعتني بطفل اصغير ؟….... لا تقلقلي ، اخدته بمن يُعّنى به )
اشتعلت عيناي بشرر وكان اول تمرد لي عليه ….. هه ، انه انجاز يستحق التقدير حقا !!….

هتفت في وجههِ بقوة
( انت من جعل مني أُم صغيرة تعتني بطفل اصغر …. ام اراك نسيت مافعلته بي …. من اغتصاب وضرب ، وشتم واحتقار ……كل يوم وكل دقيقة ومع كل خطأ ارتكبه ، هذا وان كان يسمى خطأً ….تمد يدك على جسدي ولن تنزعها حتى تسيل الدماء مني وكأن الدموع الفضولية التي تخرج لتشاهد المشهد .. غير قادرة على ان تروي عطشك وترطيب ولو لقليل من الجفاف والقسوة التي بداخل …….
والان تسألني ان رأيت طفلة صغيرة ام لا بطفل اصغر…….. فجوابي هو لا …. لم ارى في حياتي هذا المنظر القاسي … لكن انت ستراه ، وهنا في منزلك وامام انظارك ….حين تعيد لي طفلي الى احضاني …. لانك ليس لك الحق ان تبعده عني بعد ان جعلتني أُما له ….. . اعد لي ابني يازياد … حالا )
صمت التقط انفاسي .الهث بشدة ………بينما هو تسمر مكانه ، لا يتحرك ساكنا ، والصدمة تعلو وجهه وكأنه لم يتخيل ان اكون بهذه الشراسة …. ولكن سرعان ما ان تلاشت صدمته وحل محلها الغضب وعينان مشتعلة بوحشية …. لن انكر انني ارتعبت وقتها بشدة الا انني لم اظهر له هذا … بل تصنتعت الشجاعة ، وخاصةً عندما اقترب مني وضعط على فكي بكفه الحديدية بقوة ويقول بين اسنان بغضب
( كيف تتجرأين …... كيف لكِ ان تتطاولي على اسيادك وتأمريهم بماذا يفعلون …. ياحقيرة …….. اياكِ …. اياكِ ، انا احذرك ان لا تتجاوزي حددوك وان تعرفي مكانتك هنا في البيت )
دفعني للوراء بقوة … ليبتعد ناويا الخروج من الغرفة ، الا انني استوقفته بصوت جريء
( وما هي مكانتي في هذا البيت يا سيد زياد ؟؟…)
لم أرى ملامحه كيف كانت … لكني متأكدة بأن الصدمة تعلو ملامحه وشعور بالخطر من تمردي يحيطه من كل اتجاه ….
ظل واقفا يدير ظهره لي قبل ان يستدير بملامح رخامية وقال
( لقد اخبرتك من قبل … انكِ مجرد لعبة ، احظرتها لأتسلى بها )
لا اعلم لماذا انكسر شيء بداخلي …. شيء مؤلم جدا ، رغم عرفتي لمكانتي هنا ومعرفتي بالحقيقة …..لم اتخيل ان يقولها مرة اخرى … وتناسيت عمدا انه لديه صفة الوحوش
قلت بصوت صلب
( زياد ….. اريد طفلي … احضره لي … والأن )
قال بتحدي مستفز
( هل تتحديني ؟..)
انعقد لساني فجأة.… لم استطيع الرد خشية من قلبه الاسود القاسي … كان مستعد ان يبعدني عن طفلي بدون رحمة ….
حين لاحظ سكوتي قال بنصر
( احسنتي يا صغيرة ….. لا تتحدي اسيادك …. كي تعيشي بسلام )
" سلام ؟؟ ……. مامعنى السلام ؟؟…. واين نجده ؟؟ ، هل عشت بسلام يوما….حقا لا اتذكر "
اندفع بعدها خارج الغرفة كالعاصفة صافعا الباب ورائه ….. فتركت العنان لدموعي …. وسمحت لشهقات البكاء التي كنت احاول كتمها بالتحرير اخيرا ، مع شعور ثقيل من العجز يجتاحني بلا رحمة …. الم شديد تجمع ليستقر داخل قلبي حتى شعرت بأنه سينفجر …..

القاسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن