وقلت غير مصدقة
( انها هي … انها نفس العينان الخائفتان ... ونفس المرأة لقد رأيتها ..)
نظر مازن واخته رانيا للوراء بحيرة …. لتقول رانيا بإستغراب
( ماذا تقولين يا فتاة ..هذع اختي لقد توفيت منذ عشر سنوات …)
هتفت بقوة واقفة
( لا … لم تمت لقد قلت لكِ انني رأيتها … )
اقترب مني مازن قال بإهتمام كبير
( اين رأيتها ؟؟)
قلت بصوت باكي
( رأيتها في بيته في الطابق الأعلى ….. مسجونة هناك ومكبلة بسلاسل حديدية كذلك …. كانت خائفة ، لم اساعدها كنت خائفة انا كذلك منه ….. لقد حذرني ان لا اصعد إلى تلك الغرفة لهذا يا سيد مازن ، خفت على نفسي وعلى ابني... لم استطيع مساعدتها )
بقيَ مازن متسمر مكانه وكأنه لم يسمعني …. ينظر اليَ وكأنه ينظر الي مجنونة ….. حين صرخت رانيا من ورائه باكية
( يا اللهي ، سأقتله .... اقسم بالله سأشرب من دمه …. الم يكفيه انه عذبها ولم يتركها تتمتع بحياتها …. والأن يسجنها في بيته بدون رحمة .. ساقتله واللهي سأقتله ..)
لم يرد مازن عليها …. بل قال لي بهدوء يتناقض مع حدقتاه المهتزتان المشتعلتان بنار الإنتقام وهو يمد يده اليّ
( لقد شربتِ من نفس الكأس الذي شربت منه اختي وعاجلا ليس اجلا ستكونين بمكانها.… مسجونة مثلها …… لكن ، اذا وضعتِ يدك في يدي سنهزمه …. سننتقم منه ، فقط كوني قوية ولا تستسلمي … تذكري كيف كان يعاملك بقسوة وعنف …. ..انسة بثينة هل تسمعين ما اقول؟؟! )
اظلمت عيناي بشرر واصبحت ملامحي رخامية قاسية وانا اتذكر كل ما مريت به طلة سبعة سنوات من عذاب ….. تذكرت انني كبرت دون ان اصبح طفلة…. ولم اعرف كيف اكون إمرأة باعني عمي قسرا من اجل كيس من المال.… طيلة سبعة سنوات خضعت للعنف على يده ….
وضعت يدي في يد مازن وحين فعلت ذلك شعرت بالشجاعة لم اشعر بها من قبل وكم انتظرت هذا الإحساس دخولي لمنزله الاحساس بالشجاعة والقوة …. كنت انتظر الى يد تسندي ، تقويني فقط … وها قد اتت …. لم اكن لاضيع فرصتي الوحيدة …..لأول مرة في حياتي رغبت في ان احاسب الشخص الذي دمر حياتي قبل ان تبدأ …. فقط لمرة واحدة ….. احاسبته على امالي التي قضى عليها وعلى كبريائي المنكسر
…………………………………..اقتحموا رجال الشرطة منزله بعدما اصروا الحراس على ان لا يفتحوا البوابة الكبيرة لهم …. لأدخل انا ورائهم بعد لحظات قليلا ومعي مازن استند منه قوتي …. الا انني توقفت عند الباب قبل ان أدخل... صمتت كل مشاعري وانا انظر اليه يحاول ان يفلت من بين رجال الشرطة يصرخ بغضب ويشمت ويتوعد …
صمت قليلا عندما لمحني واقفة بصمت ليقول بغضب شديد
( انتِ يا خائنة …. ياحقيرة … اتخدعينني انا ، بعد كل شيء فعلته معكِ لقد عقشتي كالأميرات بين خدم يخدمونك وحراس يحمونكِ ترتدين اجمل الملابس وابهى المجوهرات وتضعين ارقي العطور …..تتجرئين وتهربين من البيت ايتها العاهرة يا ناكرة للمعروف …)
ابتسمت له بحرقة كبيرة … هل نسى انه كان يجبرني على وضح كل هذا فقط من اجل الناس والمجتمع
قلت له و اول مرة شعرت انني يمكنني ان اتكلم دون خوف
( ليس هكذا يا زياد …. المال ليس كل ) شيء )
قال بشيطانية كبيرة
( ياغبية يا حمقاء … المفقر يجعلك تعيشين تعاستك برفاهية ويجعل احلامك تقفز من النوافذ )
" احلام ؟ ….. هل كانت هناك احلام في حياتي اصلا حتى تقفز من النوافذ "
لم انطق بهذا بل قلت بقلب مخدوش ينزف دما
( لكنني عشت تعاستي معك يا زياد …. بغض النظر عن مالك ونفوذك … لكن لم اذق طعم الحياة يوما )
كان ينظر اليّ بحدقتين مهتزتين يتنفس بصعوبة رأيت طيف ضئيل مم الألم في عينيه … لم اتخيل في حياتي ان اراه يتألم وكأنني خيبت ظنه …. الا ان الألم انقشعة بسرعة وقال بصوت كالفحيح
( اقسم بالله انني سأريكِ العذاب الأليم الذي لم ترينه بعد … لقد كنت متساهل معك الى هذا الحد …انتِ لن تتخيلي ماذا يمكن ان فعله معكِ !! )
لن انكر انني اصابني الخوف وارتعش جسدي بصورة غير ملحوظة بسبب كلماته الا انني تجاوت الخوف فلم يكن ذلك وقت الضعف والخوف….نظرت إلى مازن وقلت
( الغرفة ، انها في الطابق الاعلى …. تعال معي لأريك اياها )______________☆☆☆☆☆_________________