الجزء السابع💔

87 22 7
                                    

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا  إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ }

هربت من المنزل ،و لم يبقى لي سوى ان اعبر السور ….الا انه كان طويل جدا ومن المستحيل ان اتسلق عليه مع اصابعي المكسورة ….كانت سيارة مازن واقفة  امام باب المنزل، لذا فكرت ان اجازف قليلا وأصعد سيارته من الخلف حتى يبتعد عن المنزل وبعدها سيسهل عليا الأمر …… وبالفعل فتحت السيارة من الخلف بصعوبة وانا ارتجف خوفا من ان يُكشف أمري.… وادعو الله ان يساعدني في هذا ….
دخلت السيارة بعدما ادخلت محمد أولا ….. نعانق بعضا البعض في الظلام بقلب ينتفض بعنف من القلق والخوف ، إلى ان غفينا نائمين دون ان نشعر بشيء ….
اشرقت الشمس و القت بأشعتها الذهبية عبر نافذة السيارة … فتحت عيناي ببطء شاعرة بخذر غريب في كل انحاء جسدي ، اخذت اتمطى بإعياء  حتى اصطدمت بعيناه المتسعتين بإستغراب وحاجبان منعقدنا بحيرة… كان قد فتح علينا السيارة انا ومحمد عندما غفينا ونسينا ان نهرب قبل ان يكشف امرنا ….. حينها لعنت نفسي الف مرة في الدقيقة على غبائي …. ولم اعرف كيف اتصرف
( انزلي من السارة …حالا )
انتشر الرعب في اوصالي بمجرد سماع كلماته المتوترة …. وبدأت اتخيل كيف سيكون حالي وحال ابني عند عودتي الى مقبرة الموت
قلت بإستعطاف شديد وصوت مرتجف
( ارجوك …. لا تُخبره عن مكاننا  …... او على الأقل لا تُعدني اليه اتوسل اليك يا سيد مازن …انا ..…)
( انسة بثينة … اصابعك مكسورة وتحتاجين إلى علاج فقط تعالي معي …)
ترددت قليلا غير واثقة منه …. الا انني نزلت ومحمد من السيارة بتردد وخوف …

جلسنا ثلاثتنا مع اخت مازن رانيا التي كانت تنظر الينا بشك ، ثم تهمس لمازن بشيء لم اسمعه … كدت ان اتحدث الا ان مازن سبقني وقال
( انسة بثينة … لا تخافي ، انتِ الان في بيتي وستكونين بأمان ، ولن اخبره عنكما …. اعلم  جيدا ما كان يمارسه زياد عليك من عنف وقسوة …)
صمت قليلا حتى ابضت عيناه من الحزن ثم قال بإبتسامة حزينة
( اختي تشبهكِ لدرجة لا توصف لدرجة انني عندنا رأيتك خفق قلبي بشد ….ظننتك هي …… كانت زوجة زياد الأولى... كانت تحبه الى درجة الموت ، الا انه وضعها في قطار الموت فعلا ، دائما ما كان يقسو عليها يعاملها مثلك واكثر …. لقد امتص روحها وشبابها …. وابتسامتها …. اصبحت شاحبة …. هزيلة مثلك الأن.…. كل هذا كان بسبب عنف زياد عليها )
كانت حدقتا عيناي تهتز بصدمة … لم اكن اعلم ان زياد كان متزوج من قبل ، وكان يمارس العنف معها …. هذا يعني لست الوحيدة التي اذقت العذاب على يده ….. ولن أكون الأخيرة …..
( اين هي اختك …)
ابتسم بمرارة وقال
( ماتت !! …)
صدرت مني شهقة مكتومة لم استطيع ان امنعها …. لأضع يدي على شفتيّ

أضاف مازن قائلا
( انا محامي مشهور …. اذا كنت تريدين الطلاق منه فقط اخبريني …. انا سوف أساعدك.…. وسأتكفل بكل شي )
من الصعب ان اثق به في ذلك الوقت لذلك قلت بقلب مذعور
( اذا كانت اختك اذاقت العذاب على يد زياد لماذا اذا انت على علاقة معه .. ارى ان علاقتكما عميقة جدا )
طئطئة مازن رأسه وقد بان التعب عليه بيمنا قالت اخته رانيا
( نحن لم نجد جثة اختنا بعد ….. لقد ذهبت مع السيد مازن للقضاء عطلة صيفية …الا انه يعود وحيدا بدونها وقال انها ماتت غرقا والشرطة لم تتمكن من العثور عليها جثتها….)
صمتت قليلا بعد ان اهتز صوتها لترفع حدقت عينيها الى الأعلى تمنع دموعها من السقوط … ثم قالت
( لهذا مازن يحاول ان يُكون علاقة وطيدة مع زياد عله يصل الى مراده ويكشف حقيقته …. الا انه مازن كما تعلمين ذكي وخبيث ، لا يترك اي اثر ورائه )
كانت دموعي منهمرة وقتها ، لم اتحمل تلك القصة المحزنة …. لم اكن الوحيدة التي عاشت العذاب على يده … واخت مازن كانت ضحية قسوته ووحشيته … كم امرأة عذبها ولايزال يعذب وسيعذبهن في المستقبل ….الى متي
انتزعني مازن من تفكير بعد ان عاد الى طبيعته المتزنة

( في الحقيقة انا معجب بشخصيتك القوية …. استطعتي الهروب من سجنه ….. تمنيت ان تكون اختي مثلك ، بشجاعتك ، بقوتك …لكن مع الأسف ….. ارجوكِ انسة بثينة لا تضعفي الان …. فقط اشيري لي بأصبعك وانا سأتحرك فورا )
رفعت رأسي اليه ناوية على الرد … الا انني وقبل ان افعل  نظرت الى الصورة المعلقة على الجدار  … اتسعت عيناي  وفرغت شفتيّ بينما اخذ صدري يعلو ويهبض برعب ….. ابتلعت ريقي بصعوبة ، لأشير الى الصورة بيد مرتجفة وقلت غير مصدقة
( انها هي … انها نفس العينان الخائفتان ... ونفس المرأة لقد رأيتها ..)

القاسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن