• 𝓱𝓮𝓻𝓮 𝓲𝓼 𝓸𝓾𝓻 𝓼𝓸𝓾𝓵𝓼 •

169 28 5
                                    

•••

• هَاهِي ذِي أروَاحُنَا •

السادس عشر من ديسمبر

مُجددًا ها أنا ذا أسيرُ وحيدًا في ضواحي الحي،
ما حدث؟ لا شيء سوى أن تمّت تبرئتُي و زُججتُ على الطريق ..

الوقتُ تخطى الواحده فجرًا،
وأنا لازلتُ أبحث بلا أمل عن وجود جيسونغ ..
في كل مشفى، في كل منزل، في كل ضاحية، وعلى مذياع الطريق ..

رُبما وصلتُ بعيدًا فالمشفى هذه خارج الحدود،
دخلتُ بفتورٍ وجحوظُ عيناي يلحظه الجميع،

- سيدتي .. هلّا تبحثين عن اسم هان جيسونغ من بين قائمة المرضى رجاءً؟.
حقًا، حتى لو رأى المشردُ حالي لرأف بي ..

- هان جيسونغ؟ أعتذر، اسمه ليس مُتواجدًا.
نظرت برجاءٍ مُجددًا
- هلّا ألقيتِ نظرة أُخرى من فضلك؟.

- تواجد مريضٌ بهذا الاسم قبل عدة أيام، لا أظن أن نظام التشغيل لدينا قد أُصيب بعطلٍ لذا على الأغلب أنه قد خرج من هُنا.

نبضت روحي بفرح، هو لا يزال حيًا على الأقل!.
- يُمكنك سؤال الطبيب.
أشارت لي بأحد الأطباء فذهبتُ مُسرعًا.

- عفوًا سيدي؟ أتُشرف على مريضٍ يُدعى بهان جيسونغ؟.
علّه رأى الرجاء في عيناي فابتسم بود
- هل أنت أحد أقربائه؟ بحثنا كثيرًا ولم يكن لديه أحد، يُسعدُني قُدومك كثيرًا.

أقرباء؟ أتقصد كوني قريبٌ منه؟ هه كلا! أنا مجرد غريبٍ عنه!!.
فقط أخبرني بأنك تمزح ..

دلّني على غُرفته واصفًا حالته،
كُنت أتشاركه الألم رُبما ..

منذ ذلك اليوم، جسده سقط في غيبوبة لا يُعلم مداها ..
لا يفيق أو يتحرك، عقله لا يستجيب مع العالم الخارجي ولا حتى قلبه ينبض بشكلٍ جيد ..

أخذتُ بذاتي للداخل ألُومُها مع كل خطوه،
دقّاتُ قلبه البطيئة تبعث الكآبة في الأرجاء،
كانت حتى أبطئ من سير السفينة على الرمال ..
جسده كان هزيلّا وشحوبه كغيمةٍ أمطرت وتبددت ..
كان وكأن روحه ترجو الذهاب ..

سقطتُ باكيًا شاعرًا بتخبُطاتٍ تنتزع بقسوة سَكينة قلبي ..
ترمي بلا مُبالتي جرف الرمال وتجعلني أشعر ..
أشعر مُجددًا كم مؤلمٌ ما أحياهُ الآن ..

- جيسونغ أخبرني ..
افتح عيني المحيط الآن وأجبرني على الضحك ..
ابكِ إن أردت .. اطلب مني احتضانك وأخبرني بقيمتي في الحياة؛ كي لا أُلقي بذاتي في الهاوية حالًا ..

قُلت أمسح على شعره البُني بهدوءٍ عكس بُكائي الصاخب ووخزات فؤادي المُتتالية ..

أسقطتُ رأسي بثقلٍ على الفراش بجواره،
أنظر بعيناي التي بالكاد تُفتحان، صوتي كان غليظّا لبُكائي لكني رغبتُ بالغناء لأجله ..

- ماذا ستخبرني الآن؟
هدوءٌ قاتم؟
ألن تُبصر عينيك وتنظر إلي؟
لأنني رُبما أحتضر في داخلي ..

لا تُغادر، هذه الليلة على الأقل ..
أمسك يداي وغني معي ..
أستكون هذه أغنيتك الأخيره؟
ترنيمةٌ مرت بخاطري لذا أود أن أقول،

كلا~ لا تجعل هذا الفراش، فراش موتك ..
لا ترحل هذه الليلة فقلبي عامرٌ بالخراب ..
افتح عينيك، انظر إلي ..
ربّت على قلبي بحنيةٍ، إني أشتاقُ إليك ..

اصدق القول والفعل،
انطق، واطلب مني عدم البُكاء ..

فتحتُ عيناي تزامُنًا مع صوت جهاز تخطيط القلب العالي، نظرتُ نحو جيسونغ بذعر ..

التفّ نحوي بعينان باهته وصوتٍ مُبهم تحدث بصعوبه
- أنت هُنا؟.. كُنتُ أنتظرك ..
شعرتُ بدموعي تتساقط تبعًا، أمسكت مقبض الباب راغبًا بمناداة الطبيب لكنه قال
- كلا .. غنِّ لي كُل ليله ..
فقط ..

أعاد رأسه حيث كان قبلًا فعلمتُ بكونه سيعود لسُباته مُجددًا، نفيتُ رأسي بقوة
- كلا جيسونغ! لا تُغلق عينيك أرجوك!.

- أمرٌ أخير ..
لا تبكِ هيون، الأُمراءُ لا يبكون ..

هاهو ذا نبضُ قلبه يعود للسير ببطئ،
كرهتُ ذلك الصوت .. كم أمقتُه ..أخشى يومًا أن يستقيم الخطُ ويبقى ذاك الصوتُ دون توقف ..

بكيتُ من هول الموقف مُهرولًا نحو الطبيب،
- أرجوك .. لقد! هو.. إنه قد استيقظ لكن!!..
لساني تعثّر وكلماتي أبت الخروج،
الطبيب جرى نحو غرفته بينما سقطتُ على الزجاج البارد أحتضن نفسي بخوفٍ غير راغبٍ بسماع شيء ..

حطمتُ قبضتاي بالجُدران البائسة،
- كلا جيسونغ أنت لن ترحل!.

بكيتُ وكم بكيتُ تلك الليلة ..

فعوضًا عن قلبي كُنتُ أشعر بنيرانٍ تقتُلني ببردها وفراغ مكانها إليها ..
صرختُ وكم صرختُ تلك الليلة ..
فظاعه .. فوضى .. طَغيان الألم وفراغ الشعور ..
مرارةُ كل شيءٍ عشته وحدها تلك الليلة ..

•••

جيسونغ م مات، بس هيونجين خايف من الشعور اذا صار ذا الشي.

الـقَـرِيـبُ الـغَـرِيـب.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن