الفصل الثاني

23.1K 291 46
                                    

الفصل الثاني
كاره النساء

فتحت باب حجرتها بحركة عصبية تخلع عنها تلك العباءة التي فرضت عليها ملقية بها على الأرض، وداعسة عليها بقدميها وكأنها تسحق من كان السبب في ارتدائها بالأكراه، تخصرت بيديها ، جسدها كله يهتز بعنف لاعنة ذلك الوغد الذي قهرها هامسة لنفسها:
-كان ناقصني سي مالك ده كمان ..طلع لي منين ده بس ياربي.
ثم عضت على ابهامها بكل غيظ الدنيا ثم تابعت همسها المفعم بالضيق:
-أنا يتحكم فيا جلف زي ده..ويلبسني العباية بتاعة الأشباح دي طيب ياجلف انت إن ماوريتك.

وعندما شعرت بسخونة جسدها واضطرابه بفعل غيظها أخذت نفسا عميقا، وأخرجته على مهل وراحت تهدئ نفسها تتمتم وهي مغمضة العينين:
-اهدي..اهدي يا نانا..مش مستهلة تتنرفزي بسبب واحد زي ده.. اهو تلاقيه غار على بلده وتستريحي منه بقى..أووووووف.

أبدلت ثيابها بثياب منزلية مريحة، تلك الملابس التي تعودت ارتدائها وتكشف ذراعيها وساقيها، تتجول بحريتها في منزلها، بعد أن ألقت نظرة أخيرة على صورتها في المرآه فتحت باب حجرتها وهمت بالخروج فاصطدمت بوالدتها، تلك الأخيرة التي عندما رأتها دفعتها الى داخل حجرتها برفق وهي تقول لها بذهول:
-رايحة فين بلبسك ده ابن عمك لسه تحت ميصحش تنزلي قدامه باللبس ده.

جحظت بعينيها بفزع وهي تهمس غير مصدقة:
- ننننعم ابن عمي مين ده اللي تحت هو مغارش لسة من هنا.. دانا قلت مشي من بدري وريحنا من سحنته النكد دي.

-يا بنتي عيب ال بتقوليه ده ..ده مهما كان ابن عمك بردو.
ثم تحمحمت والدتها وترددت الكلمات في حلقها فقد خشيت ردة فعل ابنتها، ويبدو أن نريمان لاحظت ترددها فقالت لها بتساؤل مريب:
-في ايه ياماما مالك مترددة ليه كأنك عايزة تقولي حاجة وخايفة.

عدلت والدتها من حجابها بحركة مرتبكة قبل أن تهمس:
-أصل ..أصل ابن عمك يعني حيقعد معانا عالطول.
انتفضت بغضب قائلة بصدمة:- إييه؟ يعني ايه يقعد معانا عالطول ازاي يعني مش فاهمة؟؛
قالتها نريمان وهي ترمش بأهدابها في عدم تصديق.

جذبتها والدتها من ذراعها وأجلستها عنوة على فراشها علها تحد من غضبها.

-اقعدي يا نريمان واهدي كده وسيبك من عصبيتك دي..اخذت نفسا عميقا تستعين به و الصبر على ابنتها ثم تابعت:

-ابن عمك يابنتي في محنة ضاع منه كل شئ، بيته وفلوسه وأرضه، أبوكي طبعا مكنش ينفع يسيبه ولا يتخلى عنه، عشان كده عرض عليه انه يجي يعيش معانا ..وكمان عشان يساعده في شغله.. أبوكي كبر يانانا ولازم حد يشيل عنه الحمل فاهمة.

هتفت نانا بعد ان نزعت يديها من تحت يدى أمها اللتان كانتا مستقرتان تحتهما بحركة قوية غاضبة:
-وأنا مالي ومال الفيلم الهندي ده ياماما، بابا يساعده ولا يطبطب عليه.. أنا مالي..ذنبي أيه أتحمل غلاسته ليه... ويكتم على نفسي ليه... ليل ونهار أنا مش طيقاه ..مش طيقااااه.
قالت كلاماتها الأخيرة بصوت عالي مفعم بكل كرهها له وكأنه عدوها اللدود..ثم نهضت بغضب وقالت باصرار وعزم وتصميم :

كاره النساءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن