الفصل الأول

265 50 25
                                    

نهض أجعد الشعر من فراشِه بعد الظهيرة، مُقترباً من النافذة لينظر خارجاً، كان الشارع هادئاً ويكاد يكون خالياً لولا أحد عمال البلدية.

ها هو ذا مجدداً، الشقي الذي يُراقب الناس تحت غطاء عمله... يأتي هنا ويضع عيناه على ما لا يخصه أبداً. لن أتفاجئ إذا كان يعرف كل صغيرة وكبيرة تحدث في الحي!

أمثاله دائماً ما يكونون مُعتلين معطوبين، ويزدادون اعتلالاً بمرور الوقت حتى تصبح مراقبة الناس من ضمن أولويات الحياة بالنسبة لهم؛ ماء، هواء وحشر أنفسهم في كل زاوية يروها كالجُرذان.

بالطبع شخصٌ مثلي، أنا ليوبولد دوغلس، لن أترك شخصاً مشبوهاً مثله بدون أن أتحقق منه.. فـربما يكون لديه سجلٌ إجرامي؟ سارقٌ ربما. كأن يراقب المنازل التي سوف يسرقها. أو الأسوأ من ذلك؛ يراقب الناس الذي يرغب بقتلهم!

لا أعتقد أني بالغت في الأمر، كل إنسان عاقل كان سيفعل ذلك أيضاً. كوني لم أجد شيئاً عليه بعد لا يعني أنه شخص جيد، من ذلك الشخص الجيد الذي ينظر داخل نوافذ منازل العائلات أو يتسمّع إلى أحاديثهم؟ كلا، لم أبالغ، لقد فعلت الصواب.

بعد لحظات توجهت عينا عامل النظافة إلى نافذة ليوبولد، ليبتعد بعد أن أحس بالاشمئزاز من نظراته الفضولية.

جلس على كرسي مكتبه الصغير وفتح دفتر ملاحظاته أزرق اللون، ثم كتب: «الجِرذان المتطفلة يجب أن تموت» .

×××

في الحي الميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن