الفصل الثاني

126 29 4
                                    

الفصل الثانى

انتهت والدة ثائر من تحضير حقيبته ولكن قبلها طلب ثائر الخروج ليطمأن على خطيبته ويبلغها بعودته مرة اخرى للجيش ..
قابل ثائر مروة خطيبته واخبرها بموعد سفره للجبهة وظهرت علامات القلق والخوف على وجه مروة وقالت بقلق
- انت لسة راجع يا ثائر انا لسة ملحقتش اشوفك .. عايز تسافر !!
ابتسم ثائر وقال : مش ذنبى .. دى اوامر،  وتنهد قليلا قائلا : واحتمال كبير تكون الحرب

شعرت مروة بالهلع والخوف على حبيبها وحلم الصبا ولا تعلم لما شعرت بانسحاب انفاسها من صدرها وبثقل على قلبها.. ولكنها تماسكت ودعت ربها ان يحفظ لها سبب فرحتها بالحياة  وقالت : انا قلقانة اوى يا ثائر عليك ، كل مرة بتسافر ببقى عادى بس المرة دى مرعوبة وقلبي مقبوض وخايفة ما اشوفكش تاني..

نظر ثائر لها بكل حب وقال : ما تقوليش كدا، ان شاء الله خير يا مروة ولو ربنا اذن اني ارجع بأذن الله هرجع بعد رمضان ونكتب كتابنا،  وتلجلج صوته وهو يكمل،  ولو مت متزعليش لأن انا بتمنى اموت شهيد وانا بدافع عن بلدى وعنك

تغرغرت الدموع في عينيها وقالت : بعد الشر عنك يا ثائر .. ان شاء الله ترجع زي كل مرة... ارجع يا حبيبي ارجوك انا مقدرش اعيش من غيرك ولا حياتي ليها معنى من غيرك، واجهشت ببكاءٍ حار

ثائر وهو يداري دموعه التي تهدد بالنزول : ان شاء الله، قولي يارب ... ودايما افتكريني بالخير و افتكري انك الانسانه الوحيدة اللي حبتها واني عمري ما حبيت غيرك ولا قلبي دق لغيرك، ولو.. ولكنه توقف يستجمع انفاسه ونبضاته الهادرة ويمنع دموعه من الهطول:  ولو ما رجعتش، وضع يده على فمها مانعا اياها من مقاطعته  ، عيشي يا حياتك ، افرحي انى بقيت شهيد وشاركت فى تحرير بلدى افرحى بالحرية ، وخليكى عارفة انى بحبك لاخر نفس فيا ..  ولو رجعت  ابتسم ابتسامة حقيقية وكأن النصر اصبح امر واقع يعيشه : ولو رجعت هنعيش حياة سعيدة مع بعض ونفضل نفتكر الايام دى

واستدار قاطعا الحديث واللقاء دون ان يرتوي اياً منهما من شرب ملامح الاخر في قلبه فما زال الكثير، الذي يريدون ان يكونا معا فيه ولكن دائما هناك الغالي والاغلى وهى الحرية والنصر او الشهادة
رحل ثائر بعد ان ودع روحه مروة  وعاد الى المنزل ليجد حقيبته مُجهزة والجميع ينظر له فى فخر وحب
ذهب الى والدته واحتضنها في حب وشدد بأحتضانها يعلم انه قد لا يعود وان ربه سيعطيه الشهادة فهو اخلص الطلب والنية واخلص الدعاء ثم قبل يدها و رأسها
وقال :  ادعيلي يا ست الكل .. ادعي ربنا يحققلي مرادي وينولني طلبي ويجمعني بيكم فرحانين ومنصورين، عاد يقبلها من رأسها قبلة طويلة استنشق فيها كل حنانها له طوال الاعوام الماضية يريد ان يختزن كل انفاسها بصدره لتعينه على ماهو مقدم عليه ، وبعدها ذهب الى والده واحتضنه بقوة وصلابة الرجال المصريين الاحرار أراد ان يُري والده صلابته ، وان يُعلمه انه عرف كيف يُربي رجلاً وأنه كان نعم الوالد ليكون ابنه بهذه الصلابة أراد ان يبث الفخر بقلب والده بنفسه وانه أب قادر على تنشأة رجل بحق وقد كان، فاستشعر والده ذلك وشعر بالزهو من نفسه ومن ابنه ولكن غصة احتكمت بقلبه وهي غصة الفراق لا اكتر لأنه يعلم ان ابنه سيعود بأحدى الحسنيين وما رحل الا ليصدق الوعد فهو من الرجال الذين صدقو ما عاهدو الله عليه... ولكنه اب و يحب ابنه ويشتد به ويستند اليه بل يكاد يناطح السحاب به ، ولكن الفراق  وااااه من مرارة الفراق ويبقى ريح الحسنيين العزاء والسلوى

والده في فخر : ترجع بالسلامة يا بطل.. مصر بين ايديكم حافظو عليها ..  عارف انك مش عايز حد يوصيك لكن انا ابوك وابنها و عايزكم انتم الاتنين لكن حب الام وبرها.... واجهش ببكاءٍ لم يبكيه يوماً.... وما عاد للحروف مكان بعدها.. لكن الابن البار شدد من احتضان والده مهدهدا ً و مؤكدا انه يعي ويدرك كل حرف لم يقل... وبعدها توجه كريم الى ثائر واحتضنه مودعا اياه في حزن على رحيله نظر كريم الى ثائر
وقال : هنستناك يا ثائر ...  لازم ترجع عايز احضر فرحك و اشيل عيالك عايز تكون جنبي يوم تخرجي ويوم فرحي انت اخويا وحبيبي وسندي متتأخرش عليا ، عشان اقولك عملت ايه...  عندي كلام كتير لسة عايز اقوله... وعندي مشاوير كتير عايز اروحها معاك و لسة في كتير نعمله مع بعض...
ثائر بإبتسامة الاخ الودود المحب الذي لا يريد لاخيه ان يكون اخر عهده به الدموع : ان شاء الله... ربنا يكتبلنا الخير دايما، وانا وانت ولو ايه  عمرنا ما هنفترق ابدا ، دا انت ابني قبل ما تكون اخويا وبدعيلك دايما يا حبيبي، بس اوعى تنسى وعدك ليا ها ولو ايه...
نظر اليهم جميعا نظرة مودع و ابتسم لهم جميعا وعقد العزم على الرحيل واشاح بوجهه عن الجميع ورحل مهرولا وسط دعوات والدته ووالده له بالنصر والعودة سالما ...
عاد ثائر الى صفوف الجيش ووجد اصدقائه وايضا صديقه المقرب خالد فتوجه ثائر الى صديقه خالد واحتضنه

ثائر بتساؤل : عامل اية يا خالد .. وحشتنى اليوم ده والله
خالد بأمل : بتتريق هههههه .... صحيح، مش يمكن نحارب!
نظر ثائر الى السماء وقال : هو انا اكره !! طب ياريت نحارب والله
نظر خالد الى سلاحه بحماس : ياااه بستنى اللحظة دى بفارغ الصبر ..
نظر ثائر الى خالد وقال : هتيجى اللحظة دى ... بأذن الله هتيجى وساعتها هنعرف العالم كله مين مصر ومين اولادها و يشوفو مين جيش مصر ...

نوفيلا "ربيع النصر"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن