الدرس الثامن

110 9 10
                                    


واجبُـنا تجاهــهُ محبتُـــه   *** طاعتُـه تعظيمُـه ونصـرتُـــه

وحـبُّ آل البيـتِ والصحابـة ***  لمن يريـدُ الفـوزَ والإصابـــة

لا نرتضي عن نهجهم بديـــلا  ***    فأنهم قد شاهــدوا التـنزيــلا

بفهمهم يتضـحُ المنقــــولا     ***  لأنهم قـد صَحِبــوا الرســولا

وعصرُهم أفضلُ مِن ســـواهُ ***    كذا أتى نصـاً بمـا معـنـــاهُ




أخـلاقُـه عظـيمـةٌ مزدانــة *** كالصـدقِ والعـدلِ مع الأمانــة

تمثلت في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمى مكارم الأخلاق، وتجمعت فيه كل الصفات الحميدة، فتعلق الناس به، وتركوا في حبه كل ما كان يربطهم بحياة الجاهلية الأولى، ولذا أثنى الله سبحانه وتعالى عليه بما لم يثن على نبي من أنبيائه، فقال تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِیمࣲ)

وكان صلى الله عليه وسلم مثالًا كاملًا للأمانة وأداء الحقوق لأربابها، والصدق في الحديث، لم تحص عنه خيانة ولا كذبة قط، ولقد اشتهر بأمانته منذ صغره حتى لقب بالأمين، ولما بلغ هرقل ملك الروم كتاب النبي داعيًا له إلى الإسلام طلب ناسًا من قومه يسألهم عنه، فجيء له برهط فيهم: أبو سفيان بن حرب فكان مما قال له: (هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟) قال: لا، قال هرقل: (ما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله!!) ولما هاجر إلى المدينة ترك عليًا بمكة ليرد الودائع التي كانت عنده إلى أصحابها؛ لذلك كانوا يلقبونه الصادق وبالأمين .




واجبُـنا تجاهــهُ محبتُـــه *** طاعتُـه تعظيمُـه ونصـرتُـــه

أي واجبنا اتجاه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و ما سيأتي من الواجبات هي واجب عين على كل مسلم لا يعذر بجهلها لأنها مما يُعلم بالضرورة ( أي أن الإنسان يعرفها دون تعلمها و يُفطر على معرفتها ) و هي مما فطر المسلم و جُبل عليها ... و قد عدّ الناظم أمورًا وليست كل الواجبات بل الواجبات أكثر ...

قال أولًا محبته و دليلها : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ.

ثم طاعته و دليلها : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، إِلاَّ مَنْ أَبَى" ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى قَالَ: "مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى".

تعليم العقيدة و التوحيد للمبتدئين ... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن