الفصل 19,20,21

2.7K 151 3
                                    

  يااارييييت اى حد ملاحظ اى حاجه غريبه فى الروايه يقول عشان اعدلها ما عدا اخطاء املائيه
مع العلم انها بقلم شيماء عفيفى مش بقلمى
اتمنى ليكم قراءة ممتعه

الفصل التاسع عشر

(مرتدية إسدالها تمشي في شارع قريب لبيتها كان يسكنه الهدوء؛ مظلم؛ مخيف؛ لا يوجد به أحد قط؛ ينبعث ضوء خافت من السماء يُنير الطريق بعض الشيء؛ خطت خطوة تلو الأخرى جاءها إحساس بالوحدة والخوف معا؛ التفتت ونظرت بعينيها الحائرة يميناً ويسارا؛ ضربات قلبها تتسارع دقة تلو الأخرى؛ استكملت السير في طريقها ناحية المسجد؛ ظلت تقترب وتقترب كادت أخيراً أن تصل؛ اطمئن قلبها قليلا؛ أوقفها شيء بالشارع المقابل للمسجد؛ اتسعت عيناها من هول ما رأت؛ تسمرت مكانها؛ التقطت أنفاسها بصعوبة؛ ارتعش جسدها؛ هذا الشيء أصبح قريبًا منها؛ تقدم نحوها بسرعة فائقة كأنه يطير إليها؛ وقف أمامها فجأةً؛ أخذ يسحبها شيئًا فشيئًا وهي مسلوبة الإرادة؛ أصابها الشلل؛ لن تستطيع المقاومة؛ تلجم لسانها؛ تريد أن تصرخ تستغيث بأحد لكن دون جدوى؛ استمر يسحبها ويسحبها إلى أن وصل نصف جسدها داخل هذا (النعش).!! نعم نعش يسحبها بداخله؛ أصبح نصفها داخله والنصف الآخر بالخارج؛ عاجزة عن الحركة تماما؛ فزعت من هول المنظر؛ هل حانت لحظة انتهاء حياتها؛ أم ماذا؟! هل ستموت الآن؟!
كل هذه التساؤلات تدور بعقلها وهي بداخله؟!) وقتئذ أفاقت من نومها على شهقات كأن روحها تخرج منها؛ بكت وصرخت وتساقطت دموعها على خديها بغزارة؛ تتضارب دقات قلبها وتصرخ ثم تصمت قليلاً حتى تلتقط أنفاسها بصعوبة؛ هرولت إليها والدتها بقلق؛ ودخل علي ووالدها إليها سريعاً؛ والجميع قد أفزعهم صوتها..
احتضنتها والدتها؛ ثم قالت بقلق: "ما تخافيش يا حبيبتي؛ ده أكيد كابوس!"
تتنهد بصعوبة وتتساقط دموعها وتردد: "الحمد لله كنت مستورة بالإسدال؛ يا رب استرني؛ يا رب استرني"..
والدتها بتعجب: "مش فاهمة يا بنتي!!"
حسناء بخوف: "كنت بموت يا ماما؛ خلاص كنت بموت!
ربتت على كتفها: "ربنا يحفظك يا بنتي؛ طيب اهدي وبعدين نتكلم"..
بدأت تتلو عليها بعض آيات من القرآن الكريم؛ وعلي ووالده عند باب الغرفة؛ اقترب علي من والده وقال بصوت خافت حتى لا يزعج حسناء: "مش عارف بقت بتشوف أحلام مفزعة كتيرة الأيام دي؛ وتصحى خايفة وتعيط!! أنا قلقان عليها أوي!!"
والده بقلق: "ربنا يستر يا ابني؛ يمكن قبل ما تنام كانت بتبكي ولا حاجة؛ قامت شافت كابوس.!!"
نظر علي بحيرة: "مش عارف؛ بس كل اللي أعرفه إن حسناء لازم تروح عند دكتور تتعالج؛ يمكن عندها حالة نفسية مأثرة عليها واحنا مش واخدين بالنا؛ وبعدين من بعد ما شافت البنت اللي توفيت في المسجد قدامها وهي مش طبيعية خالص!!"
أومأ والده برأسه بالإيجاب ثم قال: "أيوة فعلا؛ أسعد حكالي الموضوع؛ فعلا أكيد الموضوع مأثر عليها؛ يا ريت فعلا تروح للدكتور وأهو نطمن عليها بردو!!!"
أشارت زينب لابنها علي ووالده أن يخرجا ويغلقا باب الغرفة حتى لا تنزعج حسناء من صوتهما بعد أن اطمأنت قليلا وهدأت..
نظر علي إلى ساعته: "باقي حوالي ربع ساعة على أذان الفجر؛ هروح أتوضا وأنزل أصلي في المسجد؛ وأرجع ألبس وأروح شغلي بأه؛ بقالي كام يوم واخد أجازة.!!"
والده بابتسامة: "ربنا يوفقك يا ابني ويصلح حالك؛ وأنا كمان عايز أتوضا؛ ممكن تساعدني؟!"
أشار بإصبع السبابة إلى عينيه: "طبعا يا والدي؛ من عنيا الاتنين.!!"
-ربنا يسعدك يا ابني ويجازيك عني كل خير..
يستكمل كلامه بحزن: "كان نفسي أنزل أصلي معاك في المسجد؛ يلا الحمد لله على كل حال"..
علي بدهشة: "وليه لاء يا والدي؟! يلا تعالى نتوضا وتنزل معايا تصلي في المسجد"..
عقد والده حاجبيه باستغراب: "إزاي يا ابني؟!"
ابتسم واستعرض عضلاته: "شايف العضلات دي.؟! هشيلك عليها متقلقش خالص"..
ضحك وهو يقول في دهشة: "بتتكلم جد يا ابني؟!!"
علي بجدية: "طبعا؛ جد الجد كمان!!"
(انتهوا من الوضوء؛ وحمل علي والده وأنزله وأجلسه على كرسيه المتحرك؛ وأخذه وذهب للمسجد؛ كان الأمر صعبًا جداً بالنسبة لعلي بأن يحمل والده ولكنه استعان بالله ثم قال هذا الدعاء: "اللهم إني أبرأ من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك فإنه لا حول ولاقوه لي إلا بك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
كاد والده يطير من الفرح؛ حلمه تحقق؛ كان يتمنى كثيراً بعد أن أصابه المرض أن يصلي جماعة في المسجد.)
بعد انتهائه م من الصلاة قال والده بفرح: "ربنا يجازيك خير يا ابني؛ المسجد كان واحشني أوي"..
- خلاص كل يوم هاخدك تصلي الفجر؛ وسامحني بقية الصلوات لأني هاكون في شغلي؛ على عيني والله!
والده بابتسامة: "كفاية أوي الحمد لله؛ بس كده هاتعبك أوي!"
ربت على كتف والده: "ما فيش تعب خالص؛ الله المستعان؛ حتى عضلاتي تجمد شوية بدل ما أسعد ماسكني تريقة على طول"..
والده بابتسامة: "طب يلا نرجع بأه عشان متتأخرش على شغلك"..
نهض علي وقال: "حاضر؛ توكلنا على الله"..
**************
(ذهب علي إلى شغله؛ فهو محبوب من كل العاملين حتى مديره (أستاذ منصور) يعتبره ابنًا من أبنائه لحبه الشديد له.)
عامل البوفيه (عم بدوي): "أستاذ علي.؟! والله وحشتنا أوي؛ الشركة نورت بوجودك"..
علي بابتسامة: "الله يسلمك يا عم بدوي؛ عامل إيه يا راجل يا طيب؟"
عم بدوي: "الحمد الله يا ابني؛ على فكرة؛ منصور بيه سأل عليك من شوية.!!"
علي: "ماشي؛ هاروح أشوفه دلوقتي؛ وربنا يستر بأه"..
عم بدوي: "ما تقلقش يا ابني؛ ده منصور بيه بيعزك وبيحبك أوي"..
علي: "عارف؛ وأنا كمان بحبه أوي"..
**************
(فرحت مريم كثيرا عندما علمت برجوع علي إلى عمله؛ حمدت الله كثيرا في نفسها؛ لكن عاودها القلق كثيرا كلما تذكرت غيابه هذه الأيام؛ يراودها هاجس أن سبب غيابه خطبته على بنت غيرها.)
**************
(اتجه علي إلى مكتب أستاذ منصور وطرق الباب)
أستاذ منصور: "اتفضل"..
علي بابتسامة: "السلام عليكم؛ إزيك يا أستاذ منصور.؟!"
وقف ومد يده إلى علي ليسلم عليه: "إيه يا علي.؟! خير.؟! قلقت عليك جداً؛ في حاجة ولا إيه؟!"
علي بابتسامة: "يعني حصلت شوية ظروف كده؛ والوالد كان مريض شوية"..
منصور وقد ظهر على ملامحه الزعل: "ألف لا بأس عليه؛ وهو عامل إيه دلوقتي؟!"
- الحمد الله؛ اتحسن كتير عن الأول..
- الحمد الله؛ ربنا يتم شفاه على خير؛ لو احتجت أي حاجة بلغني على طول..
علي بامتنان: "شكرا؛ وجزاك الله خيرا!"
-يلا على شغلك بأه؛ ده أنت مُنتظرك شوية شغل.؟!!
عقد حاجبيه وقال: "الله المستعان؛ عن إذنك.؟!"
- اتفضل..
ظل علي طيلة اليوم يعمل ويشرف على العمال ويراجع الأوراق ويستلم طلبيات؛ حتى انتهى موعد العمل واستعد كل العمال للرحيل؛ أما علي فانتظر حتى ينتهي من مراجعة الطلبيات التي تراكمت عليه؛ استمر لمدة نصف ساعة ثم انتهى وقرر الذهاب؛ كان الجو رطبًا جدا والسماء تمطر بغزارة كالسيول؛ وقف عند بوابة الشركة.. قال وهو يرتعش: "الحمد الله إني لبست الجاكت النهاردة؛ هو الجو تلج كده ليه؟! أنا هوقف تاكسي بأه وأمري لله؛ الميزانية أينعم خربانة؛ بس هاعمل إيه؟! الجو تلج؛ وكمان بتمطر؛ شكلي هاخد المطرة كلها على دماغي!"
وفجأة نظر بعينه لليسار؛ لفتت انتباهه فتاة واقفة ترتدي عباءة سوداء وعلى رأسها خمار والشتاء يتساقط عليها بغزارة؛ فكانت ممسكة ببعض الأوراق بيدها وبُعثرت بأكملها على الأرض من شدة الهواء والشتاء؛ اتجه إليها مسرعاً وهو غاضٌّ لبصره؛ أما الفتاة فقد تراجعت قليلا؛ وانحنى ليلتقط الأوراق من على الأرض التي لوثتها مياه الشتاء الممزوجة بالطين..
ثم قام وذهب إليها وعيناه تنظران بالأرض؛ ثم قال: "اتفضلي الورق؛ أنا آسف جدا؛ هو اتبهدل من الطين؛ هو ورق مهم؟!"
ظهر على ملامح مريم القلق الشديد؛ وتمتمت بصوت منخفض تحدث نفسها: "شكل أستاذ منصور هيرفدني"..
لفت انتباه علي اسم أستاذ منصور؛ ثم قال باستغراب: "هو حضرتك معانا في شركة السلام اللي مديرها أستاذ منصور؟!"
قالت وهي تأخذ الورق منه: "أيوة؛ على العموم شكرا لحضرتك؛ عن إذنك"..
علي بإحراج شديد: "أنا آسف جدا؛ اسمحيلي بس أوقف لحضرتك تاكسي؛ هاطلع على أول الشارع أوقف تاكسي"..
بعد أن أحضر لها التاكسي وركبت وذهب التاكسي بها؛ عاد إلى أول الشارع وأوقف تاكسي له وركب؛ وظل طيلة الطريق يفكر في هذه الفتاة وكيف ستحل مشكلة هذه الأوراق..
قال محدثا نفسه: "بسم الله ما شاء الله؛ بنت محترمة أوي حتى طريقة لبسها وكلامها توحي بكده؛ بس صعبت عليا أوي؛ يا ترى هتعمل إيه في الورق اللي اتبهدل ده؟!! ربنا معاها ويهدي أستاذ منصور"..
وأخيرا وصل علي البيت؛ ووجد أسعد وسعيد والد مها جالسين مع والده وألقى التحية عليهم..
علي بابتسامة: "عم سعيد.؟! إزيك عامل إيه؟!"
سعيد: "الحمد الله؛ بخير يا ابني"..
ضحك أسعد وقال: "أنت أخدت الشتواية على دماغك؛ ولا إيه يا عليوة؟"
نظر لأسعد باشمئزاز وقال: "طول عمرك بتفهمها وهي طايرة؛ جبت الذكاء ده كله منين يا خفة.؟!!"
ضحك الجميع ونظر والده إلى والد مها وقال: "هما كده؛ ناقر ونقير بس دمهم زي العسل"..
أسعد بابتسامة: "ربنا يخليك يا عمي؛ ده بس من ذوقك"..
وظل الجميع يتسامرون ويضحكون..
**************
مها بقلق: "مالك يا سمسمتي بس.؟! حاسة بإيه يا حبيبتي؟"
حسناء بحزن: "مش عارفة يا مها؛ بس مخنوقة أوي وحاسة إني مش راضية عن نفسي خالص!"
- يا حبيبتي أنتِ اللي عاملة في نفسك كده؛ عارفة لو أخدتي كل شيء ببساطة؛ هترتاحي صدقيني!
تنهدت بق وة وقالت: "مش بمزاجي؛ أنا حاسة إن كل حاجة بقت ملخبطة؛ حتى مش عارفة أذاكر والامتحانات خلاص على الأبواب"..
ربتت مها على كتفها: "لا؛ أنا عايزاكي تهدي كده وتركزي وتسبيها على الله وتذاكري؛ عايزين نطلع بتقدير كويس السنة دي!"
زفرت بقلق: "بإذن الله"..
قالت متسائلة:"قوليلي؛ هو أسعد بيجي عندكم على طول؟
نظرت حسناء لها بدهشة: "أيوة؛ ليه بتسألي؟!"
تبسمت مها ثم قالت: "خلاص؛ ما فيش؛ مجرد سؤال!"
رفعت حاجبها وقالت باستغراب: "لا بجد؛ بتسألي ليه؟!"
غمزت لحسناء ثم قالت: "بصراحة بصراحة يعني.؟! حاسة إنه بيحبك!!"
ضحكت حسناء بسخرية: "أنتِ دماغك راحت لبعيد أوي".
مها بجدية: "أنا بتكلم جد؛ طب يا ريت؛ ده شاب ملتزم وجدع وكل مواقفه اللي بتحكيهالي أنتِ وزياد بتأكد كده!"
حسناء بدهشة: "أسعد مين ده اللي يبقى جوزي؟! وكمان ابن عمي ومن دم الراجل اللي بره ده.؟! لالالالالالالالاء؛ انسي؛ ده لو آخر واحد في الدنيا...."
عقدت مها حاجبيها وقالت: "إيه الهبل اللي بتقوليه ده يا بنتي.؟! طب أنا أهو وأنتِ أهو لو أسعد ده ما طلعش بيحبك!"
صمتت حسناء قليلا؛ ثم قالت في حيرة: "حتى لو كلامك صح؛ أنا بأه مش بحبه..!"
مها بتعجب: "أنتِ تطولي شاب زيه أصلا.؟! فكري كده في الموضوع ده يمكن تكوني بتحبيه وأنتِ مش واخدة بالك أصلاً"..
صمتت قليلا؛ ثم قالت ببطء وبحنين لأيام الطفولة: "أنا ما أنكرش زمان وأنا صغيرة كنت معجبة بيه؛ وأوقات كنت باغير عليه؛ بس أنا كنت في أولى إعدادي يا بنتي؛ كان هبل يعني"..
ضحكت مها بصوت عالٍ وهي تقول: "شوفتي.؟! عشان تعرفي إن كلامي صح؛ طب وهو أيامها كان بيكلمك إزاي.؟؟ أكيد كنتِ بتحسي بردو إذا كان بيحبك ولا لأ.!!"
قالت بابتسامة حنين: "أنتِ فكرتيني بأيام جميلة أوي؛ أنا أوقات كتيرة كنت بحس باهتمامه بيا"..
غمزت لحسناء: "حلو أوي؛ يا رب يرزقك بأسعد عن قريب يا حسناء؛ ويجي يطلب إيدك"..
حسناء بغضب: "قولتلك ده كان زمان؛ قبل مشكلة أبويا؛ لكن دلوقتي خلاص؛ لو آخر واحد في الدنيا؛ ده من دمه يا بنتي وبكرة يعمل زيه ويخون مراته بردو"..
مها: "لا طبعا و....."
(يقطع كلامهما رنين هاتف حسناء..)
نظرت حسناء وقالت باستغراب:"ده رقم غريب يا ترى مين؟
مها: "طيب ردي حبيبتي شوفي مين.!!"
ردت على الهاتف وقد سمعت صوت امرأة:
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أيوة مين معايا؟!
المتصلة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, حسناء معايا؟
حسناء باستغراب شديد: "أنا حسناء؛ مين حضرتك؟"
**************

المنتقبه الحسناء (مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن