﴿ الفصل الخامس والعشرون ﴾
۞۞۞۞۞۞۞(أنصحك تكتبي عن حسن الخلق وتقتدي به؛ وتعرفي تتعاملي مع الناس باحترام؛ ما ينفعش تكتبي كلام جميل زي ده وأنتِ بتتعاملي مع غيرك بكبرياء وغرور.)
قرأت في ذهول ثم حدثت نفسها: "إيه التعليق ده؟!! ومين حسام نور الدين ده؟!! ده بيتكلم كأنه يعرفني؛ أما أكبر صورة بروفيله دي, تقريبا حاطط صورته".
استكملت كلماتها بدهشة واتسعت عيناها: افتكري يا حسناء شفتِ الشكل ده فين, مش غريب عليا خالص! يا ترى شفته فين؟!! آآآه؛ ده زميلي في الكلية اللي حصل معاه الموقف إياه لما قلتله ما كنتش أعرف إن نظرك ضعيف؛ يا نهار أبيض حقه والله ياخد عني الفكرة دي؛ طب أرد عليه ولا أعمل إيه؟!! مش متعودة أرد على شباب كتير؛ أنا جاتلي فكرة أكتب مقولة صغيرة كده عن حسن الخلق وفيها اعتذار غير مباشر وهو يفهمه لوحده؛ طب أكتب إيه؟!! أنا الكلمات كلها اتمسحت من عقلي بسبب تعليقة ده؛ يا الله؛ اللهم ألهمني رشدي وأعوذ بك من شر نفسي.
بدأت تكتب حسناء على صفحتها بكل ثقة:
<البنت المسلمة هي اللي بتصنع من نفسها عزة نفس وكرامة؛ هي اللي بتفضل غالية بحجابها اللي بيتوج راسها؛ هي اللي بتواضعها بتخلي الكل يحبها لأنها بتحافظ على قلبها ما يدخلش فيه الغل والكره؛ بتحفظ قلبها وتدخل فيه الحب وتبعد عنه أي كبر وغرور؛ دايما بإسلامها وحبها لله ربنا بيزرع الحب والحنان والطيبة في قلبها الأبيض لأنها حبت غيرها عشان كده ربنا عوضها بحب الناس ليها..
عشان كده لو أي بنت فينا حاسة إن ما فيهاش الصفات والمميزات دي لازم تراجع نفسها؛ مش عيب إننا نغلط العيب إننا نستمر في الغلط؛ خليكي مثل أعلى وقدوة حسنة لأخواتِك وأصدقائك في الله وبنات المسلمين..
أوقات فعلا بنغلط بس أكيد بدون قصد؛ باعتذر لأي إنسان أخطأت في حقه بقصد أو بدون قصد؛ يا رب قدرني أن أكون كما تحب أن أكون.>
بعد أن انتهت حسناء حدثت نفسها: "أعتقد بأه كده رسالتي وصلت لزميلي بطريقة غير مباشرة".
وصل لها إشعار آخر على هذه المقولة...
حسام نور الدين: "مش عيب إننا نعترف بغلطنا؛ الرسالة وصلت، جزاكِ الله خيرا".
تمتمت بابتسامة: "المقولة جابت نتيجة؛ الحمد لله،أما أقفل بأه وأقعد أذاكر شوية على ما مها تيجي"..
******************
محدثا نفسه: "البنت دي فعلا محترمة؛ يعني لو كانت قليلة الذوق زي ما أنا كنت فاكر؛ كانت ردت على تعليقي وحش؛ لكن أسلوبها ده بيقول إنها ما كانتش تقصد إهانتي؛ خلاص بأه يا حسام البنت عملت اللي عليها واعتذرت"..
قالت من وراء ظهره: "يا ترى مين واخد عقلك كده يا سي حسام؟!"
انتبه حسام والتفت إلى أخته وهو يقول بابتسامة: "حسناء"..
ظهرت على ملامحها الدهشة وقالت: "حسناء مين؟!! أنت وقعت ولا إيه؟"
ضحك بصوت عالٍ: "يخرب عقلك؛ وقعت مين يا بنت أنتِ؛ يلا روحي ذاكري؛ ما بقاش فاضل على امتحاناتك إلا أسبوعين وعايزك تجيبي مجموع كبير يدخلك طب إن شاء الله"..
قالت بابتسامة: "قول يا رب وما تضيعش الموضوع؛ مين حسناء دي؟ وعرفتها إزاي بأه؟! وأدي قاعدة مش هاقوم إلا لما تحكي كل حاجة بالتفصيل الممل كمان"..
حسام بحيرة: "فاكرة البنت اللي أهانت كرامتي من فترة لما طلبت إني أقعد مكانها, وكلمتني وحش ساعتها, وبعدين جاتلي الكافيتريا تعتذر؛ أتاريها كانت جاية تتريق عليا؟"
رفعت حاجبها وقالت: "أيوة فاكرة, مالها بأه؟!"
قال بتنهيدة ارتياح: "سألت عليها بنت زميلتنا وقالتلي دي حسناء المنياوي وبصراحة شكرت فيها جدا, وقالتلي إنها عاملة صفحة على الفيس بتكتب فيها خواطر باسمها".
قالت بتعجب: "كمل؛ وبعدين.؟!"
نظرات حيرة ترتسم على وجهه: "بحثت على اسمها وبقيت متابعها على طول؛ هي ما كانتش بتفتح كتير؛ ومن شوية لقتها فتحت وكتبت خاطرة علقت عليها؛ بصي كده علقت قلت إيه"..
تمتمت بصوت خافت ثم نظرت له بجدية: "يا نهار أبيض, أنت أهنتها خالص, ده تلاقيها لما تشوف تعليقك ده هتهزقك وتبهدلك؛ الحق امسح التعليق ده بسرعة"..
قهقه بصوت عالٍ وقال: "بالعكس؛ هي فعلا شافت التعليق ومن احترامها ما ردتش خالص؛ بس نزلت مقولة بعد دقايق من تعليقي وفيها اعتذار لو كانت أساءت لأي إنسان؛ وطبعا أكيد تقصدني!!"
عقدت حاجبيها وقالت بامتنان: "بجد.؟! هو فين كلامها ده.؟! وريهولي كده"..
أشار بالماوس على كلمات حسناء: "أهو يا ستي"..
هزت رأسها وقالت في ثقة: "البنت دي بجد محترمة جدا ما شاء الله عليها؛ ما حبتش ترد على تعليقك وكتبت مقولة وفيها اعتذار غير مباشر؛ برافو عليها"..
حسام بندم: "وأنا اللي كنت ظالمها.!!"
ربتت على كتفه: "ولا ظلم ولا حاجة, ده مجرد سوء تفاهم وراح لحاله بعد اعتذارها؛ كبر دماغك بأه وما تحاولش تضايقها تاني بتعليقاتك"..
حسام بابتسامة: "أكيد هاعمل كده؛ لأنها ما تستاهلش إني أضايقها؛ بصراحة ربنا يجازيها خير ويهديها ويهدينا جميعا"..
******************
-السلام عليكم؛ وحشتيني أوي يا ميهو؛ كده متسأليش بقالك أسبوع.؟!
رق قلبها عندما سمعت صوت زياد؛ ثم قالت بحنين: "وعليكم السلام؛ سيبتك تاخد فرصة تفكر"..
زياد بحزن: "حتى لو كده بردو؛ حتى اطمني عليا.!!"
مها بهدوء: "أنا آسفة جدا؛ والله قلبي كان واجعني عليك جدا؛ بس قلت أنت لما تهدى هتتصل بيا"..
تنهد بقوة وقال: "خلاص حصل خير؛ المهم أنتِ عاملة إيه؟! احكيلي"..
مها بجدية:"الحمدلله؛ قولي فكرت وأخدت قرار ولا لسة؟
همس بصوت خافت: "مش هاقولك إلا لما تفكي التكشيرة دي"..
مها بابتسامة: "يلا قول بأه؛ ده أنا عندي ليك كام مفاجئة جميلة جدا؛ بس مش هاقول إلا لما تقول أنت الأول"..
زياد بابتسامة وجدية: "بصي يا مها؛ بصراحة آخر مرة كلامك فوقني من معصية كبيرة وهي عقوق الوالدين؛ والحمد لله فضلت أدعي ربنا يغفرلي ويهديني؛ وخلاص أنا قررت بعد أما أقفل معاكي هاتصل بوالدي وأتكلم معاه".
هللت بفرح؛: "الله أكبر؛ الحمد لله يا رب"..
زياد بضحكة عفوية: "أد كده فرحانة؟!!"
ظهرت على نبرات صوتها السعادة: "فرحانة جدا؛ ده أنا هاصلي ركعتين شكر لله"..
اغرورقت عيناه بالدموع؛ ثم قال بصوت خافت: "عارفة يا مها؟ أنا سعيد جدا بيكي؛ وباحمد ربنا كل يوم إنه رزقني بزوجة زيك"..
مها بخجل: "وأنا باحمد ربنا إنه رزقني بزوج صالح زيك"..
زياد بابتسامة: "قوليلي بأه؛ إيه هي المفاجئات الجميلة دي؟!
(بدأت تحكي له ما حدث لوالده وماذا فعلت حسناء ومدى تحسن العلاقة بأبيها؛ ثم حدثته عن مريم أخت صفية وأن علي سيطلب يدها للزواج.)
قال في ذهول: "لا إله إلا الله؛ سبحانك ربي ما أعظمك؛ شفتِ يا مها تدبير ربنا وحكمته؟ والدي يقع ويتعور وحسناء تحاول تسعفه ويرجع الحب في قلبها تاني له؛ يا الله"..
قالت بفرح: "سبحان الله؛ أنا لما حسناء حكت لي ما كنتش مصدقة؛ الحمد لله"..
قال بدهشة: "وموضوع مريم إنها تطلع أخت صفية وبتشتغل في نفس شركة علي ده بردو رزق وتدبير من ربنا؛ أنا فرحان جدا عشان علي؛ ربنا يوفقه ويسعده؛ هو تعب معانا أوي طول السنين اللي فاتت؛ ربنا يجبر بخاطره ومريم توافق على الزواج"..
قالت بدلع: "أنا وحسناء هنروح بكرة لمريم ونتكلم معاها بإذن الل"ه..
ضحك بعفوية: "هتعملوا فيها بأه حماوات.؟!"
مها بابتسامة: "آآه؛ ونديها بندق تكسره بأسنانها وكده يعني"..
ضحك بصوت عالٍ وقال: "دمك زي العسل؛ يلا ربنا يقدم اللي فيه الخير"..
قالت باستعجال: "يلا بأه اقفل عشان هاروح عندكم كمان شوية؛ عشان عمو عبد الرحمن هيديني أنا وحسناء درس؛ أئأ أئأ.!!"
زياد بدهشة: "كمان؟ إيه الهنا ده كله؟ يعني ملكيش حجة أنتِ وحسناء امتياز وما ينفعش أقل من كده؛ مفهوم؟!!"
مها بثقة: "طبعا؛ يلا هاقفل بأه عشان أحضر نفسي"..
زياد بابتسامة: "اتفضلي, وخدي بالك من نفسك، وأول لما توصلي عندنا رني عليا عشان أطمن عليكِ، مفهوم؟!"
مها بحب: "حاضر؛ السلام عليكم"..
-وعليكم السلام..
******************
مها بابتسامة: "ألف سلامة عليك يا عمو؛ لا بأس طهور إن شاء الله"..
والد زياد بامتنان: "الحمد لله يا بنتي؛ أنتِ عاملة إيه؟ ووالدك كيف أحواله؟ وحشني أوي والله"..
-الحمد لله يا عمو بخير؛ وبابا كويس الحمد لله؛ ما يعرفش اللي حصل؛ بس هاقوله وهخليه يجي لحضرتك"..
هز رأسه نافيا: "لا يا بنتي؛ ما تتعبهوش وتقلقيه عليا؛ أنا هابقى اتصل بيه"..
حسناء بجدية: "يلا بأه ناخد الدرس يا بابا"..
والدها بابتسامة: "ماشي اتفضلوا اقعدوا يا بنات وصحصحوا معايا كده؛ عايز تركيز"..
مها وحسناء بابتسامة وفي نفس واحد: "حاضر كُلنا أذان صاغية؛ اتفضل اشرح واحنا هنفهم على طول"..
(بعد مرور ساعة انتهى الدرس وفجأة رن هاتف مها.)
مها بدهشة: "إيه يا زياد نسيت تقولي حاجة ولا إيه؟! رصيدك كده هيخلص!!"
زياد بجدية: "أنتِ جمب بابا يا مها؟!!"
قالت بسعادة: "أيوة؛ لسة مخلصين الدرس حالا, خير في حاجة؟!"
زياد بثقة: "كل خير إن شاء الله؛ ممكن تعطي التليفون لبابا؟!!"
أعطت مها الهاتف لوالده: "يا عمو؛ زياد عايز يكلم حضرتك"..
قلق كثيرا، اعتقد أن زياد سوف يصرخ في وجهه؛ أخذ الهاتف: "السلام عليكم؛ إزيك يا ابني.؟"
اغرورقت عيناه بالدموع وقال: "وعليكم السلام؛ عايز أقول لحضرتك تلات حاجات؛ ممكن تسمعني؟"
والده بقلق ودهشة معا: "اتفضل يا ابني!"
زياد بحب: "أولا: أنا آسف على رد فعلي الخاطئ المكالمة اللي فاتت..
ثانيا: ألف سلامة على حضرتك؛ وربنا يتم شفاءك على خير..
ثالثا بأه وده الأهم: أنا باحبك أوي وكنت مشتاق لحضرتك من زمان أوي؛ ويا ريتني كنت عندك دلوقتي كنت أخدتك بالحضن"..
بكى والده بصوت عالٍ وتساقطت الدموع من عينيه؛ وقال بفرح: "وأنا باحبك أوي؛ وكنت مشتاق لك ونفسي أشوفك أوي؛ ربنا يجبر بخاطرك يا ابني زي ما فرحتني بكلامك الجميل ده"..
قال ببكاء وحنين: "أنا هنا حاسس إني لوحدي كان نفسي أبقى معاكم أوي؛ الغربة وحشة أوي يا بابا"..
والده بحنين: "معلش يا ابني اصبر وربنا معاك يخفف عنك ويصبرك على غربتك"..
زياد بابتسامة: "يا رب يا بابا؛ أسيبك بأه عشان أكمل شغل وهاحاول اتصل بحضرتك على طول بإذن الله أطمن عليك".
والده بفرح: "كتر خيرك يا ابني؛ خد بالك من نفسك؛ في رعاية الله".
- الله المستعان؛ السلام عليكم.
-وعليكم السلام.
(أغلق الهاتف وأعطاه لمها؛ ثم اتفقت حسناء مع مها على موعدهم غدا في الخامسة مساءً لتذهبا إلى مريم؛ قبل انصراف مها إلى بيتها.)
******************
(في مساء اليوم التالي ذهبت حسناء ومها إلى بيت مريم؛ وبعد أن وصلتا دقت حسناء جرس الباب.)
والد صفية ومريم من وراء الباب: "مين؟!!"
حسناء بخجل: "السلام عليكم؛ أنا حسناء"..
فتح الباب وهو ينظر إلى الأرض: "وعليكم السلام؛ ثواني أنادي على مريم".
-يا مريم تعالي؛ جايلك ضيوف.
ظهرت مريم وهي تقول بفرح: "أكيد حسناااااااء!"
والدها بابتسامة: "أيوه فعلا".
قالت بابتسامة: "حسناء؛ حبيبة قلبي؛ وحشتيني جداً".
احتضنتها حسناء وقالت بابتسامة: "وأنتِ كمان وحشتيني أوي".
نظرت إلى مها وسألت بابتسامة: "أكيد دي مها؛ صح؟!"
مها بابتسامة: "صح؛ إزيك يا حبيبتي.؟!"
مريم بامتنان: "الحمد لله؛ تعالوا اتفضلوا ندخل أوضتي عشان نبقى براحتنا"..
بعد أن دخلوا الغرفة؛ قالت حسناء: "هي والدتك فين.؟! دي وحشتني أوي!"
مريم بابتسامة: "زمانها هتيجي حالا أول لما بابا يبلغها إنك هنا"..
حسناء بحنين: "يا ريت تيجي بسرعة بأه؛ وحشتني".
ضحكت مها ثم قالت برجاء: "نفسي أشوفها أنا كمان؛ دي حسناء مش بتبطل تحكي عنها".
مريم بكسوف: "ربنا يخليكِ ويحفظلك والدتك يا مها".
أحنت مها رأسها بحزن؛ فقالت لها حسناء بألم: "والدة مها توفيت من كام شهر؛ الله يرحمها كانت من أطيب الناس اللي أعرفهم؛ ربنا يدخلها فسيح جناته"..
ربتت على كتف مها ثم قالت بحزن: "الله يرحمها ويدخلها فسيح جناته؛ ما تزعليش يا مها ربنا يعوضك خير ويصبرك يا رب"..
اغرورقت عينا مها بالدموع ثم رفعت رأسها قائلة: "آمين يا رب العالمين؛ الحمد لله ربنا عوضني خير بماما زينب؛ زي أمي بالضبط".
مريم بابتسامة: "الحمد لله؛ شكلها حنينة وطيبة أوي.؟!"
مها بابتسامة: "حنينة أوي؛ وطيبة ومتسامحة جدا؛ وقلبها أبيض زي اللبن؛ ربنا يحفظها".
دخلت والدة صفية وقالت بسعادة: "السلام عليكم؛ وحشتيني أوي يا سمسمة؛ عاملة إيه يا حبيبتي.؟!"
احتضنتها بشدة ثم قالت بفرح: "وحضرتك والله يا خالة وحشتيني أوي؛ الحمد الله أنا بخير"..
ألقت السلام على مها؛ ثم قالت بابتسامة: "نورتِ يا بنتي".
أشارت حسناء إلى مها وقالت بابتسامة: "أعرفك يا خالة؛ دي مها صديقة عمري؛ وزي أختي بالضبط؛ وكمان خطيبة زياد أخويا وكاتبين الكتاب".
تبسمت والدة مريم وقالت: "بسم الله ما شاء الله ربنا يحفظك؛ ويديمكم على بعض نعمة يا رب".
مها بابتسامة: "آمين يا رب".
قالت حسناء بجدية: "أنا عايزة اتكلم مع حضرتك يا خالة في موضوعين؛ أول موضوع يخصني شخصيا؛ وتاني موضوع وده الأهم يخص علي أخويا".
التفتت لها ثم قالت باهتمام: "اتفضلي حبيبتي؛ خير.؟"
حسناء بابتسامة: "خير بإذن الله؛ هبدأ بالأهم واتكلم في موضوع علي".
والدة مريم بحيرة: "اتفضلي".
حسناء بابتسامة نظرت لمريم؛: "علي عايز يتقدم يطلب إيد مريم؛ طبعاً يا مريم أنتِ عارفة أخلاق علي؛ وبتسمعي عنه كل خير من الشركة".
دق قلب مريم فرحا وحاولت أن تخبئ مشاعرها؛ ثم قالت بثقة: "أيوه عارفة بسم الله ما شاء الله؛ أخلاقه واحترامه يشهد بيهم الجميع".
استكملت حسناء كلامها: "طيب الحمد لله؛ طبعا هو مش عنده شقة؛ هيأجر شقة للزواج؛ وكل طلباتكم مجابة بإذن الله؛ أهم شيء تاخدوا فرصة تفكروا وتاخدوا رأي عمو؛ وبإذن الله لو في قبول نحدد معاد؛ وبابا وماما وعلي يجوا يتقدموا رسمي وتتكلموا وتتفقوا على كل حاجة".
والدة صفية: "والله يا بنتي؛ ده شيء يشرفنا إننا نناسبكم؛ شكلكم من بيت طيب وملتزم وكمان والد مريم بيشكر في علي أوي؛ وحبه جدا".
تذكرت حسناء شيئًا مهمًا؛ فقالت: "آه نسيت أقولكم؛ علي ما كملش تعليمه؛ أخد ثانوية عامة وكنا بنمر بظروف مادية قاسية؛ بصراحة هو ضحى بإنه يكمل تعليمه وفضل يشتغل يساعدني أنا وزياد نكمل تعليمنا؛ بس هو بإذن الله السنة الجاية دي هيقدم في جامعة مفتوحة يكمل تعليمه وهو بيشتغل في الشركة بردو؛ أنا عارفة إنكم ممكن ترفضوا بسبب فارق الشهادة".
والدة مريم بالنفي: "لا طبعا؛ احنا أهم شيء عندنا الالتزام وإنه يراعي ربنا في مريم؛ بس طبعاً شيء كويس لما يكمل تعليمه له هو ولمستقبله".
نظرت لمريم فوجدت وجهها يزداد خجلاً واحمرارا؛ فضحكت قائلة: "أنا عرفت الرد من منظر مريم".
مريم بإحراج تداري ما تشعر به: "اللي يقوله بابا وماما أنا موافقة عليه".
والدة مريم بضحكة عفوية: "بصي يا مريم صلي النهاردة استخارة قبل ما تنامي وردي علينا؛ وأنا هاتكلم مع والدك ونتشاور سوا وبعدين هنرد عليكِ يا حسناء؛ وربنا يقدم اللي فيه الخير".
ظهر على وجه حسناء الفرح؛ ثم قالت: "على خيرة الله يا خالة؛ نيجي بأه للموضوع اللي يخصني".
والدة مريم قالت باهتمام: "تمام؛ اتفضلي".
اعتدلت حسناء في جلستها؛ وقالت بثقة: "أنا عايزة ألبس النقاب".
التفت إليها الجميع في ذهول؛ واتسعت عينا مها؛ ثم قالت بدهشة: "نقااااب يا حسناء؟! بتتكلمي جد؟!!"
أومأت حسناء برأسها إيجابا: "أيوه؛ الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله".
والدة مريم تقوم من مكانها وتحتضنها؛ ثم تقول في فرح: "الله أكبر؛ كنت متأكدة إن خواطر صفية الله يرحمها هتأثر عليكِ؛ عشان كده وافقت تاخدي الكشكول!"
حسناء بابتسامة: "فعلا يا خالة؛ كلماتها أثرت عليا بالإيجاب الحمد لله".
مريم بفرح: "ربنا يثبتك يا حسناء؛ لازم تاخدي الخطوة دي في أسرع وقت".
ما زالت مها في دهشة؛ قالت: "مفاجئة جميلة جدا؛ ربنا يثبتك ويرزقنا ارتدائه يا رب".
نظرت حسناء لمها وقالت: "وليه لا؟ تعالي أنا وأنتِ نلبسه في يوم واحد وتكون مفاجئة جميلة للكل؛ وكمان ناخد بإيد بعض للجنة ونساعد بعض على الثبات".
أومأت مها برأسها بالإيجاب: "موافقة؛ أنا كان نفسي آخد الخطوة دي من فترة؛ حتى اتكلمت مع زياد فيها قبل كده وقالي يا ريت؛ يعني هو موافق".
احتضنتها بسعادة: "هو ده الكلام الصح".
ابتسمت والدة صفية ومريم وقالت: "ألف مبروك يا بنات؛ ربنا يرزقكم الثبات؛ عارفين لما تعملوا كده في زمن الفتنة ده؛ تبقوا قابضات على الجمر!"
تبادلت حسناء ومها نظرات الحيرة والتعجب؛ ثم التفتتا إلى والدة مريم قائلتين: "يعني إيه يا خالة قابضات على الجمر؟!!"
ابتسمت قائلة: "يعني لما تبقوا في زمن كله فتن؛ وبنات لابسة ضيق ومبينة شعرها؛ ولابسة على الموضة وراسمة وشها بأشكال وألوان؛ والتلفزيون كله أفلام ومسلسلات؛ والبنات والشباب ماشيين على الموضة وفاكرين إنهم عايشين حياتهم؛ وفي وسط الفتن دي كلها؛ تلتزموا بالزي الشرعي وتحصنوا أنفسكم من الفتن؛ تبقوا قابضات على الجمر؛ ها.؟ فهمتوا يا بنات.؟!"
حسناء ومها بسعادة: "أيوة فهمنا".
قالت حسناء باهتمام: "هاطلب من حضرتك طلب يا خالة؛ وأتمنى إن حضرتك ما تكسفنيش؛ ممكن.؟!
قالت بابتسامة: "إن شاء الله مش هرفض؛ قولي يا بنتي؛ خير.؟!"
******************