"لَيلة الوداع" ch3

269 15 3
                                    

"رأيتُها ماشيةً بساقَيها القصيرتين،خصلاتُ شعرِها الذهبية اللامعة تتأرجح ، بملامِحها الطفوليةِ الباردة ، أصواتُ كل خطوةٍ تخطيها ترّنُ بأذناي و كأنها تناديني، تلاقت أعيننا،نظرتُ إلى عينَيها الواسعتين من ثمَ...
تجاهلْتُها، و رَحلْتُ و كأنني لم أوجدْ"

إستمرت حال ألين ، لم يتغير شيئاً في حياتِها.
في كل السنين التي عاشتها ، لم تواجه سوى تعذيب، ألم، حقد تجاهها سواء من أبيها أو زملائها.
لم تجدَ من أحدٍ ينصتُ لها ،إنْ تحدثت أو يتحدث معها. لذا لم تكن تلجأ سوى لِلعبتها، تلك اللُعبة التي إنّ صح القول...،غيّرت مَصيرها.

_ألين، ألين، ألين
ألين:جاك، ماذا تريد؟ أنا منشغلة سأقدم اليوم الفحص النهائي لذا فالتتركني .
_أنا فقط أردت إخباركِ ، بأن اليوم...ميلادكِ الثامن عشر.
ألين:أنا أعلم و ما في الأمر؟
_سيأتي أباكِ ليُعذبكِ مجدداً،ما الذي ستفعلينهُ هذهِ المرة؟
ألين:أنا واثقةٌ من أنّهُ لن يأتي، لقد تدهورت حالته الصحية، لا يستطيع المشي حتى من دون كُرسيهِ المتحرك لذا فالتدعهُ قليلاً.
_قليلاً،ماذا تقصدين بقليلاً ألين؟
ألين:لقد ذكرتُ لك، هو لا يستطيع الحراك ، أنسيت؟ هو لم يؤذِني في الأشهر الماضية لذا فلنعطه فرصة جاك.
_أتخبرينني بأنكِ نسيتي ما فعله لكِ كل تلك السنين؟
كل فتاة في عمركِ تلقت الحب و الحنان من والِديها، ذلك الدفء و الأمان الذي يغمرها، جميعهُ لقد أُحرمتِ منه!!
تفتحت عيناك ِ لتجدي بأنَّ والدك المختل يخنق أُمكِ، كان له أن يقتلكِ لكنه لم يفعل أتعلمين لما؟ لكي تكبري و يحلو لهُ أن يعذبكِ كما يشاء...فالتنظري إلى نفسكِ، كم مرةٍ صبغتِ شعركِ لكي تغطي ذلك اللون المرعب الباهت، و تخبرينني لما زملائكِ مرتعبين منكِ ها؟ إذا كنتِ أنتِ مرتعبةً من نفسكِ ، كل جزءٍ منكِ!!
ألين:فالتصمت!!(تصرخ)
_فالتنظري ما الذي فعلهُ بكِ، لقد جعلك ِ تتحدثين إلى دميةٍ لا سمعَ لها ولا نطق.. فالتنظري أنا ليس لي من وجودٍ حتى!! ذلك صوت صُراخكِ الداخلي...،
إنّه ذاتُكِ ألين!!
ألين:كلا، جاك، كلا أنتَ كل ما أملك!! أنّى لكَ أن تقول ذلك ها، أنّى لكَ؟!!
_أنا لستُ موجوداً ألين... أنا لستُ موجوداً!!
فالتستيقظي لواقعكِ!!كفاكِ تخيلاً!!
ألين:جاك حقاً، أرجوك لا تقلْ ذلكّ حقاً لا تق....
أتعلم؟ أنت محق ٍجاك ، ليس لك َ من وجودٍ ، أنا...قد إستخدمتُكَ فقط كي أُفرغ َ مشاعري...تناقضي ذاك الذي كلّما بذلتُ جهدي لأتخلص منه...لم أستطعْ ، محاولتي لتناسي ما فعله أبي ، و عدم مقدرتي لتجاوز ذلك الخوف و الإرتعاب منهُ، أنت فقط دميةً فارغةً أُمتُلِئتْ بمشاعري. مشاعر الحقد، الكره، و العزيمة لنيل َ مرادي ألا وهو الإنتقام من والدي.

قامت بتمزيق لعبتها، تلك اللعبة التي أشعلت فيها نيران الإنتقام ، كاسرةً فيها..،كل حاجزٍ يبعدها عن مرادها.

و بعد إنجازها لإختبارها النهائي، ذهبت إلى منزِلها .
غارِقةً في أعماقِها تُفكِر...،كيف لها أن تتغلب على أبيها؟ تسرح بمُخيلتها ...في حيرةٍ، هل تدعْ والدها و شأنه؟أم تعدّ له الجحيم الموعود!!
وفي أثناء ذلك،لمحت شخصاً فائق البياض، بشعره الأسود الخلاب يتطاير مع نسيم الهواء ،حاملاً حقيبة ً بيديه البيضاوتين ، ينظر لها....و عندما نظرت له، وَجدت شخصاً ذو أعينٍ حزينةٍ بائسة،بملامحه الباردة لدرجةِ برودها تستطيع أن تربي بطريقاً بجواره...لكنه ذهب َ بعيداً عنها!

تلاعب نفسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن