ألم نصل بعد؟!

17 3 7
                                    

🌿✨أنا حرة✨🌿

#القسم_السابع💙

الأحلام كالأشجار🍃...فلا تكن كالخريف لتجعلها تتساقط🍂...بل كن كالربيع لتجعلها تزهر🌸

ثم قالت كريستا: "هيا غيرن ملابسكن" ...فقالت الفتيات:"لم؟!" لترد كريستا:"سنذهب إلى مكان ما".

بدأ الجميع يمشي بغير هدى، ماعدا كريستا التي تعرف تمام إلى أين تذهب.. طال المشي إلى ما يقارب الساعة والنصف، هنا لم تعد لونا تحتمل أكتر،فوقعت على ركبتيها تلهث.. لتقول بصوت متقطع: "لم..ل..لم أعد..لم أعد أستطيع..الاحتمال..أكثر"، تذكرت كريستا بأن لونا لم يمضي على شفائها سوى بضعة ساعات ومع ذلك لابد من استمرار التعب ساعات أخرى، بدأت ليليان وماري تفكران بطريقة لمساعدة لونا، لتقول ماري: "لنأخذ سيارة أجرة".
"لايوجد سيارات أجرة توصلنا للمكان المطلوب".
قالت لونا: "لا..لا بأس..لا..تقلق..لاتقلقوا علي..سأكون على..مايرام"، وما إن أنهت جملتها حتى حاولت الوقوف لتقع مرة أخرى على الأرض، صاحت ليليان: "لا لونا..أرجوك ليس عليك ذلك"؛ هنا اقتربت كريستا من لونا، ثم حملتها على ظهرها وقالت بابتسامة توحي بأنها لن تتعب بهذا: "حسنا أنا سأحمل لونا، وأنتم ستتابعون المشي معي اتفقنا؟" فقالت ماري:اتفقنا. وكذلك الأمر مع ليليان، أما لونا فقالت:  "أعتذر منك يا أمي لم أقصد حدوث هذا"، كريستا: "لا بأس ياعزيزتي..أنا من يجب عليه الاعتذار! فلم أعط بالا لمرضك، والآن استرخري ولا تفكري بشيء".
ابتسمت لونا بعد أن استرخيت على ظهر أمها ليتابعوا المسير الذي بدؤوا به.

"ألم نصل بعد؟!" كانت تلك ماري المتعبة، فقد دام المسير نصف ساعة أخرى..فكان جواب كريستا: "بلا لقد وصلنا".

كانو يقفون أمام مكان بعيد جدا عن المدينة وكأنه مفصول عنها.. مملوء بالأعشاب الخضراء.. الأزهار الجميلة.. والأشجار الطويلة، كان المكان غاية في الروعة والهدوء، بعيد عن ضجة السيارات.. يكسوه الهواء النقي الذي يجدد الرئة، لم يكن هناك سوى بيت واحد وسط كل هذا، مبني على جبل شاهق، وله سلالم عدة، نظرت ليليان لكل تلك السلالم بحزن لتقول: "أووووه..أعلينا أن نصعد كل هذا..يااالهي".
"يجب علينا فعل ذلك..لكننا حالة مستثناة". قالت كريستا وغمزت بعينها، ثم نبهت لونا بأن تمسكها جيدا لأنها ستتركها، وما إن فعلت ذلك..حتى أخرجت كريستا هاتفها النقال من حقيبتها، وضغطت على جهة اتصال مجهولة..كانت المحاورة كالتالي:
" مرحبا..كيف حالك..بخير..ماهذه السلالم الطويلة..أجل..أجل أنا انتظرك..لا..لا معي ثلاث فتيات..هههه..أجل..حسنا وداعا..إلى اللقاء".

وما إن همت على إغلاق الخط حتى ظهر ظل أسود قد خرج من النافذة ليتأكد من شخصية المتصل، فابتسمت له كريستا وعاد هو إلى الداخل، كانت ليليان وماري تراقبان الوضع باستغراب شديد فاغرين أفواههن، لم تعد لونا التحمل أكثر فبدأت تضحك عليهن بطريقة خفيفة بينما كريستا تمسك بها جيدا كيلا تقع، فقالا: أتعرفينه؟!
هزت لونا رأسها مشيرة إلى إجابة ال:لا!

وماهي إلا ثوان حتى فتح جزء من حائط البيت ليظهر من خلفه مصعد كان مخفي، قالت كريستا: "هيا بنا نصعد". استجابت الفتاتين لطلب كريستا وصعدا عليه، كان المصعد حديثا فخما لأبعد الحدود.
يغطيه اللون البنفسجي الفاتح مع نمط من الزخرفة الجميلة باللون الأسود الداكن، أعجبت لونا فيه كثيييرا جدا فقد جمع بين أفضل لونين بالنسبة لها بطريقة أنيقة ورائعة.

بقي المصعد يرتفع لدقائق غير قصيرة، مما دل على شدة ارتفاع البيت عن الأرض، تكلمت كريستا وأخيرا: "هذا المبنى يسكن فيه شخص وحيد سأعرفكن عليه قريباً. لا يأتي إليه أحد كما أنه لايحب أن يأتي إليه أحد، يقوم بتجارب كثيرة وسرية جدا..ويعرف معلومات كثيرة جدا عن هذه المدينة وخارجها قد لا يعرفه المحافظ شخصيا، لهذا صنع هذا المصعد، لأن كل من يصعد السلالم يعني أنه أتى ليستكشف أو شيء من هذا القبيل، وهذا غير مسموح فيؤدي لنهاية مغلقة.
ولكن إذا ماكنت أنا أو أحد رفاقه الذين يساعدونه ويضع ثقته فيهم، فيكلمونه على الهاتف ليصعد هو إلى شرفة المنزل ويتأكد من هوية الشخص، حتى يفتح باب هذا المصعد".

"وااااو" ..انطلقت صيحات الإعجاب من أفواه الفتيات الثلاثة، وبعد ذلك بثوان كان المصعد قد وصل.. فتح ليظهر شاب خلفه في العشرين من عمره. وعندما لمح كريستا، انحنى بطريقة خفيفة ومؤدبة ليقول: "أهلا بك آنسة كريستا، وأهلا بكن أيتها الفتيات". ثم استقام في جلسته ليلاحظ احمرار خدود لونا ورفيقتيها! فضحك بخفوت لترد عليه كريستا بمرح:ولم كل هذه الرسمية؟! ثم بدء الاثنان بالضحك معا.

انتبه الشاب للونا التي كانت تحملها كريستا ويبدو عليها التعب الخفيف فقال:هل هي بخير؟ تلعثمت كريستا قليلا قبل أن تقول: "أاااا..لا..لا..شيء..إنها فقط..مصابة بحمى خفيفة، وقد تعبت أثناء السير"، فرد:"ضعيها على سريري، أستطيع علاجها".
وضعت لونا على السرير كما طلب منها، ولم تمر سوى دقيقة حتى أتى مصطحبا بيديه بعض الأدوية و الأعشاب الطبية. وبينما هو يعالج لونا..قالت كريستا: "أعرفكن على ابن عمتي الوحيد: *آليكس*.

آليكس.. هذه ابنتي لونا وهاتان صديقتاها المقربتين،  ليليان وماري".
أدار آليكس رأسه نحو الصديقتين وقال بابتسامة عذبة قد زينت وجهه الأبيض :سعدت بمعرفتكما. وكذلك اتجهت أنظاره نحو لونا وقال ذات الكلام.

وبعد ربع ساعة..كان آليكس قد انتهى من علاج لونا وهي الآن تشعر بتحسن كبير وطاقة تجري في دمها كما لو أنها لم تكن مريضة ومتعبة جدا من قبل، فقالت: "أشكرك جدا سيد آليكس أنا الآن في أحسن حال".
ليرد:لا شكر على واجب، سعيد أنك تشعرين بالتحسن الآن.

صمت قليلا ليتابع: "والآان مالذي تريدينه مني آنسة كريستا؟".

فقالت الأخيرة: "هناك موضوع مهم علي أن أسألك عنه ! ".

****
ترى هل ستخبر كريستا آليكس بما حصل مع لونا⁉️؟  وإن أخبرته فكيف يمكنه مساعدتها⛅؟  كل ذلك سنعرفه في الأجزاء القادمة إلى اللقاء 💜.

🌿✨أنا حرة✨🌿حيث تعيش القصص. اكتشف الآن