"يُحْكَى أَنَّ أميـراً كَانَ لأَمِيرَتِـهِ صُحْبَـةً ورِفْقَـةً دَائِمَـةً.. كَـانَ مُسْتَودَعَ حُزْنِهَـا، فَرَحِهَـا، حُبِهَـا وأسْرَارِهَـا..
حَتَى تُوفِيَتْ بِمَرَضٍ خَبِيثٍ، ومَعَ ذَلكَ لَمْ يَنْسَاهَا..
ظَلَّ لِقَبْرِهَـا أنِيسـًا، وفِى غُرفَتِهَـا حَبِيسَـًا، حَتَـى وَجَدَ دواءًا لداءٍ أودَى بِهَـا..
وَجَـدَ سَلامَـهُ فِى ابْتِسَامَـةِ مَنْ تَعَافَـوا.. مَنْ حُفِظَ أَحِبَتَـهُ مِنْ الشُـرُور..
وَجَـدَ سَلَامَـهُ فِى زَهـرَةِ البُستَانِ التى اُقْتُطِفَتْ بِيـدِ طِفْلَةٍ بَريئَـةٍ فَقِيـرَةٍ لِشُكْرِهِ عَلَى إنْقَـاذِه وَالدتِهَـا.. بَينَمَـا وَجَـدَ العِتَـابَ مِنْ طِفْلَتِـهِ لِعَجْـزِهِ عَنْ إنْقَـاذِ وَالدَتِهَـا..
أوَليسَتْ تِلْكَ حَبِيبَـتَـهُ؟ امْـرأتـه؟ رَفيقَـتـه؟ زَوجَتَـهَ؟..
لَكِنَهَـا طِفْلة! أنَّـى لهَـا أنْ تَفْهَـمَ رُوحَهُ؟ أنَّـى لهَـا رُؤيَـةَ قَلبِـهِ الـذَى مهمـا حَـاوَل كَيَّـهُ لن يَتَوَقَفَ نَزِيفَـهُ؟..
مَرَتْ السُنُـونُ وحِقْـدُ الطِفْلَـةِ يتَزَايَـد؛ حَتَـى مَـاتَ والدُهـَا وفَنِـى بسبب دَاءٍ آخَـر..
أدرَكَتْ الطِفلَـةُ والتِـى أصبَحَتْ شَابَـةً فى السَابِعَـةِ عَشْرَ رَبِيعَـاً أنْهَـا ارتَكَبَـتْ إثْمَـاً لا يُغْتَفَـر.. هَيهَاتَ هَيهَاتَ لا تُجْدِى النَدَامَـة..
أصَبَحتْ لقَبْـرِ والديهـا مُلازِمَـةً.. لإيجَـادِ عِلاجٍ مُصِـرَةً.. حَتَـى أحَسَّتْ بِكُلِ وَخزَةِ ألمْ.. بِكُلِ خَيْبَـةِ أمَل.. بِكُـلِ شُعُـورٍ كَريهٍ ثَقِيـلٍ أحَسَ بِـهِ وَالدِهَـا أحَسْتْ هى بِـهِ عِنْدمَـا مَاتَ زوجُهَـا بِذَلكَ الدَاء..
لكِنْ لَمْ يَكُنْ أبَناؤهَـا مِثلَهَـا.. لَمْ يَقْسَـوا عَليهَـا.. وَهَذا ما لمْ تَحسَبْ له حِسَـاب..
عَاشَتْ حَياتَهـا تَنَقلاً بيـنَ قبور والديهَـا وَزوجِهَـا.. تُحَاول التمَـاس العَفـو منهـم.. "أَنْهَتْ القِصَـة وهى تَنظـرُ لِطفلتِهـا التى لم تنتهـى مِن البُكـَاءِ بعد..
ابْتَسَمَتْ بِخفـة ووضَعت القصـة على المنضـدة بجانبهـا..
انتقلت يداهـا لتسحب ابنتهـا إلى أحضانهـا الدافئـة..
"أ.. أنـا آ.. آسفـة أمى.. لـ.. لـن أُجْبِرَكِ عَلى قراءة قِصصٍ مِثْلهـا مجـددًا"
قالت الطفلـة من بين شهقاتـها متأثـرة بتلك القصـة الكئيبـة.."فقـط كى تعلمـى أنى لن أمنع عنكِ شيئـًا إلا لخوفِى من رؤيـةِ تلك العَبَـراتِ الدافِـئـة تتساقط من زرقاوتيكِ الحبيستيـن بين جفنيكِ كالستـار الأسود.."
"تتجه إلى وجنتيكِ الورديتيـن.."
"ومن ثم تبلل ملابسكِ.."
أنت تقرأ
| عَـتْـمَــةٌ | 'متوقفة حالياً'
Mystery / Thriller" أَنِيقَةٌ وكأنهـا خُلقَت من رِقـةِ الزهـرةِ.. مُذهِلَـةٌ وكأنهـا مُقْتَبَسَـةٌ من ضُـوءِ القمـر.. حَادةٌ كالحُسَـامِ و رَقِيقَـةٌ كالفَـراشةِ.. ولكنـها تائِهَـةٌ فى العَتمَـةِ.. هل من مَهرَبٍ؟ " رومانسى-أكشن-دراما-مافيا-إثارة