البارت الأول

4.8K 136 23
                                    

الحياة ..........قد تكون صعبة ومتعبة لبعض الناس الذين يكدحون فيها لتأمين الرغد و الرفاه والمعيشة الكريمة لنفسهم ولأبنائهم الذين هم أغلى مايملكون ......

وقد تكون سهلة وممتعة لبعض آخر من الناس الذين يأخذون تعب الآخرين على طبق من ذهب ويعيشون على أمجاد غيرهم دون اي حس بالذنب أو المسؤولية أو محاسبة النفس .... وهو النوع الأبشع من البشر ........

أما بالنسبة لبعض الشباب اليافع ... فالحياة هي شيء جميل وبسيط وهي عبارة عن طموحات و آمال عريضة لبناء مستقبل زاهر مليء بالمفاجآت الجميلة و الأحلام الوردية ...... تماما كبطلة قصتنا هذه التي تدعى (كيت) ..... وهي فتاة في مقتبل العمر في ريعان شبابها لاتعرف من الحياة سوى الأشياء الجميلة ولا تعرف ماقد يخبؤة لها القدر ........

فهاهي أتمت دراستها الجامعية وقررت أن تساعد والديها في إدارة شركتهم الضخمة وثرواتهم الهائلة ..... فهي الإبنة الوحيدة البارة لرجل أعمال ضخم الموارد .. طيب المعشر .. قد أنهكته الحياة في بناء تلك الشركة وتلك الثروة لأجل تأمين حياة راقية ورغيدة لإبنته وزوجته الطيبة .

وكان للأب مساعد في الشركة يعينه في أمورها ويثق به ثقة عمياء ويوكل إليه أمور الشركة ويتشاور معه في كل كبيرة وصغيرة ...... ولكن بعض البشر لا تستحق تلك الثقة العمياء ...... وكان هذا المساعد يدعى (ديفيد) .

وفي يوم من الأيام بعد أن بدأت كيت العمل مع والدها في الشركة ..... وفي مكتب الأب :

الأب : ديفيد .... من فضلك أريد أن أسلم لك أمور الشركة في اليومين القادمين لأمر مهم ... فقد طرأت بعض الأمور ويجب علي أن أسافر ليومين أو ثلاث خارج الولاية برفقة زوجتي .... (بالمناسبة تدور أحداث القصة في أمريكا) لذلك أنا أئتمنك على الشركة في هذه الأيام ....

وكما تعلم إبنتي مازالت في ال24 من عمرها وهي حديثة في إدارة أمور الشركة ..... لذا من فضلك كن خير معين لها .... أنا أثق بك ....

ديفيد : لاتهتم ياسيدي .... سافر وأنت مطمئن البال .... كل شيء سيكون على خير مايرام ..... والآنسة كيت ستكون بعهدتي لاتقلق ....

الأب : أشكرك يا ديفيد .... لم يخب ظني بك يوما .....

وبالفعل تجهز الأب وزوجته للذهاب في هذه الرحلة لولاية مختلفة تاركين ورائهم ابنتهم الشابة والشركة بعهدة ديفيد .....

كيت : أبي ... أمي ... لم عليكما السفر فجأة هكذا وتركي هنا لوحدي ..... على الأقل خذوني معكم .

الأم : يا ابنتي أنتي لم تعودي صغيرة ... أصبحتي شابة جميلة قادرة على العناية بنفسها .... ثم إن معك ديفيد سيعينك في أمور الشركة إن صعب عليكي شيء ما .

الأب : هذا صحيح يا ابنتي .... علي حل بعض الأمور خارج الولاية .... ولن أتأخر على ابنتي الغالية عي العودة .... كوني فتاة والدك المطيعة واهتمي بنفسك وبأمور الشركة في غيابنا .... حسنا .....

كيت بوجه حزين : حسنا يا أبي .... لكم هذا .

وفعلا غادر الوالدين تاركين ورائهم شمعة حياتهم للمجهول ......

ولكن شاءت الأقدار أن تكون هذه الرحلة هي الرحلة الأخيرة للوالدين المسكينين ..... فقد كانت السماء تمطر بغزارة والضباب يغطي الطريق ...... وللأسف حصل حادث مهول للوالدين توفيا على أثره ..... وفقدت بذلك كيت الحب والأمل والدفء في حياتها بفقدان والديها ..... ومن هنا ...... بدأت معاناتها الأليمة .....

بعد عزاء والديها بعدة أيام ....... في الشركة ...... وتحديدا في مكتب كيت :

ديفيد : آنستي ...... من فضلك كوني قوية ..... أعباء الشركة باتت على كاهلك الآن ..... آنستي ........آنسة كيت ........ تحلي بالصبر والقوة رجاء ......

لم تكن كيت تجيب ديفيد ولا حتى ترد عليه كانت تكتفي بالبكاء بصمت والتفكير العميق بمستقبلها ومستقبل الشركة والحالة التي آلت إليها أمورها بعد الذي حدث ..... وبأغلى مخلوقين في الوجود على قلبها .... أين هما الآن .... وبالذي حصل لهما ..... تنهدت بعدها ومسحت دموعها وقالت : أنت محق يا ديفيد يجب علي أن أكون قوية وصبورة .....بالرغم من أني أشعر بأني ذبحت في صدري ... وبأن روحي قد تمزقت بفقداني لوالدي ... ولكن .. والدي أوصاني قبل رحيله بالتحلي بالقوة و الصبر وأوكل إلي أمور الشركة ..... ولكني بالطبع بحاجة لمساندتك معي أرجوك .

ديفيد : طبعا طبعا آنستي .... لاتهتمي .... أنا بحانبك دائما وأبدا ...

وفعلا طوت الأيام والشهور وديفيد يساعد كيت في كل كبيرة وصغيرة في الشركة وبدأ يتقرب منها شيئا فشيئا .... حتى هي بدأت تحس بذلك .... وفي يوم من الأيام.....

ديفيد : آنستي .... أتعلمين ..... لقد أصبحت أحسك قريبة جدا مني وكما تعلمين أنا ليس لدي عائلة وأعيش وحيدا .... ووالدك المرحوم كان هو كل عائلتي .... ومن بعده ..... بدأت أحس أيضا أنك أصبحتي عائلتي الوحيدة ..... أعذريني على جرأتي ولكن ............اوه .......... أشعر بالإرتباك ...

كيت : أنت محق يا ديفيد أنت فعلا مقرب مني جدا .....(ابتسمت بلطف) لا تقلق قل لي ما بقلبك ... لا ترتبك ..

ديفيد : حسنا ..... آنستي ............. هل تقبلين الزواج بي ؟؟؟!!!!!!

كيت بذهول واستغراب : ديفيد هل أنت متأكد مما تقول ....!!!!!!! واو لقد فاجأتني بهذا ..... أحقا ما تقول !!!!!!

ديفيد : طبعا آنستي أنا متأكد مما أقول ...لقد قلت لك بأنك عائلتي الوحيدة الآن .. ولأكون صريحا .... أنا أكن لك بعض المشاعر ..... وسأكون سعيدا إذا قبلتي وزينتي حياتي وأصبحتي زوجتي ..... فما رأيك ؟؟؟

التفتت كيت بصدمة وأصبحت تفكر (ياإلهي إنه حقا جاد بالموضوع ... ولكن .... إنه أكبر مني بكثير ..... بما يقارب 20 سنة ..... اووووه ..... ماذا علي أن أفعل ...... ولكنه محق ....فلم يعد لنا في هذه الحياة إلا بعضنا ...... كما أن والدي كان يثق به كثيرا .... وللأمانة أنا أيضا أثق به .... اااااااه ......أظن أنه من مصلحة الشركة ومصلحتي يجب علي الموافقة .....فهذا أيضا كان سيفرح أبي على ما أعتقد )

تنهدت بهدوء ثم التفتت إليه وقالت : موافقة ......

ديفيد : حقا ..... اوه آنستي .... لقد أفرحتني كثيرا ..... سأعوضك عن كل الألم الذي مررتي به صدقيني .....كم أنا سعيد حقا .......

المجرمة البريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن