القصة 10

30 6 1
                                    

قصة رائعة من الكاتبة المبدعة

el-asmahan

أتمنى ان تنال اعجابكم ❤:

#إرتجال_في_صورة
#مسابقة_5000عضو

فات الأوان لأهمس في أذنك إعتذاري و قد أنهكت الحروب جسدي و أوطاني
طيفي يودعك من بعيد تاركا لك مابقي من أيام
يوصيك أن تبكيني في الليالي الموحشة و حين يغلبك إشتياقي
يوصيك أن تذكرني
أذكرني طائرا مهاجرا غرد قبل رحيله في نافذتك
أذكرني ثائرة هادئة صامتة
أذكرني في كل الحالات إلا يوم رحيلي إنسني
ففي النهاية ستعتاد و ستألف
حين تستوطن أحضانك إمرأة غيري و تتغزل في ملامح غيري
ستعتاد و ستألف و سأصبح من الماضي
ستجبرك الأيام على نسياني
و لأن الوقت لا يصلح كل الأخطاء كما أخبرونا دوما و الواقع يحجب النهاية السعيدة
و لأن وقت الرحيل حان دعني أحكيك سرا دعني أحكيك جهرا
بين حرارة الصيف و زمهرير الشتاء
كنت نقطة إلتقاء
كالحياة بأيامها سعيدة و تعيسة
مثل لقياك خطيئتي الكبيرة
لامغفرة تجب مابعدك و ماقبلك لم يعد له مكان في الذاكرة
كنت الفرحة الوحيدة لروحي المرهقة
نور آخر النفق أجمل الأشياء الأبشع
و الأكثر نقاء من بينها
كأول يوم في العطلة الصيفية
مثل صندوق الموسيقى و الذي لطالما تمنيته كهدية
خبايا نفسي حكايا جدي و صوت العندليب في ليلة شتوية
كنت أحكيك لآخر خيط من خيوط الشمس الغاربة
لتأخذك معها لاكنها كانت تعيد تسليمك لي من إن تطل صباحا
لم يكن لي أي خلاص منك شاء القدر أن تبقى معي إلى النهاية
أخبرتني يوما أن من يحب حقا سيغفر كل شيئ
الأخطاء و الزلات و الهفوات
و أن الحياة بكل تعقيداتها لا تستحق الغضب
كنت متناقضا حد النخاع
كسرك للأباجورة الزجاجية بعد خسارة ريال مدريد لقب الدوري لم يكن له علاقة بكلامك
و أحببت هذا
أحببت العيش في دوامة بلا نهاية معك رغم ليالي الأرق و التعب التي كانت تستنزفني
كنت أحبك
قلت لي ذات مساء و أنت ترتشف قهوتك السوداء
خلقتي من طين مشبع بالأوهام
كنت مندمجة معى روايتي التي تقطر رومانسية كالعادة ردي إبتسامة هادئة أخبرتك بعدها أن الوهم عالم رائع
لربما أكثر ماكان يغضبك حالميتي الزائدة
كما كنت تراها
بالنسبة لك لن أستطيع مواجهة الحياة هكذا
أنت معي
أهمسها في وجهك لأقطع محاظراتك الطويلة عن أهمية التجلد في الحياة
ذاك الإجفال الخفيف على ملامحك الحبيبة يرضيني بشدة
لا فائدة
تقولها و تبتعد
و لأني شخص ليس له في النزاعات أي خاطر أراقبك بصمت تحوم حول نفسك بضع مرات ثم تعود راغبا في إكمال مناقشتك
أنا شخص حدوده مرسومة حلقة أصدقائه معدودة كلمة حلوة واحدة تجعل يومي بأكمله رائعا و كلمة مناقضة ترميني إلى القاع
عكسك تماما ثائر دوما و أبدا ليس للكلمات ذالك السحر العجيب عليك كل الحقائق واضحة لك و تعشق التغيير
من قال أن الرجل الغريب الذي قابلته صدفة في يوم ماطر يتقاتل معى قطة في أول الشارع سيصبح عالمي كله سيصبح وطني و أماني
بداية العام الدراسي الجديد و في حرم الجامعة كان لنا ألف لقاء
أراقبك خفية في نقاشك المحتدم معى بعض الأصدقاء
عن الأوضاع السياسية عن الطب كرة القدم هوسك الأول عن كل شيئ تقريبا
نظراتك التي رمقتني بإصرار و أنت تسأل
مارأيك
لايهمني
كانت أول كلمات بيننا عدا
صباح الخير...... مساء الخير
كيف حالك....... بخير
و الضاهر أنك تبنيتني بعد ذالك في إشراكك لي في كل المواضيع
مضت الأيام بيننا كحلم جميل تلك اللحضات المسروقة من العالم أسهرتني ليال طوال
أحاديثك التي لا تنتهي جدالك الدائم إخترق صومعتي الهادئة أحلها مدينة ملاهي
على أحد الموائد نجلس قبال بعض تمد يدك تلامس أطراف أصابعي الممسكة بكأس شراب ساخن
هدوئي الذي ينجلي كلما كنت معك تاركا إياي أثرثر عن حكايا مظى عليها عقد من الزمن
و أنت تعطيني إنتباهك الكامل يجعلني أحس نفسي شخصا آخر
أخبرتني يوما أن الأشخاص الثرثارون ضعاف عكس الصامتين يخبئون في دواخلهم كل شيئ بمنتهى القوة
أذكر ليلة إبريل من السنة الماضية صوتك المتذمر يأتيني عبر الهاتف و عيناي تشردان في النجوم اللامعة
هل عدت للشرود في أحلامك الوردية
أجيبك و قد إتسعت إبتسامتي
أتئمن بالحب
ردك قاسي
الحب كذبة يصدقها الحمقى
و جوابي ماثلك
الحب حقيقة يخشاها الضعاف
كان أول خصام لنا
على الأقل أنا إعتبرته كذالك لقد سخرت من أهم عقائدي فمذا تتوقع مني
بعدها بيومين و ليلة طرقت بابي معتذرا قائلا أنك ضعيف إتجاهي
و حفل التخرج كان برعاية
مبارك التخرج تزوجيني
نظراتي المشدوهة و نعم متسائلة مندهشة حشرت بعدها الخاتم في إصبعي
جررتني بعدها لعالمك
عالمك الملون الصاخب المُتعِب
و لأني بلا عائلة أصبحت عائلتي
و لأني بلا وطن أصبحت وطني
عوضتني حنان الأب و تسلط الأخ
حتى عاطفة الأم كنت أحسها معك
يومي الذي يبدأ معك في قتال ساحق لتستيقظ من نومك الثقيل وصولا لركضي خلفك أعيد ترتيب الفوضى التي تحدثها حتى مرافقتك إلى الباب كانت عالمي كله
كانت أجمل من أحلامي كانت واقعي
الأيام معك دافئة عاصفة أمواج عاتية
لا تهدء لا تركد
طفل مشاغب تعشق كل ماهو ممنوع تهوى إخراجي من هدوئي تهوى إغضابي
ثم تعود ذابل العينين متأسفا
و من أكون أنا أمام سحر عينيك
لم نكن مثاليان فلا شيئ مثاليا في هذا الوجود
نتخاصم ....نتشاجر..... نقاطع بعض.... نقسى على بعض .....ثم نعود
تعود إلى أحضاني و أعود إلى أوطاني
لكننا كنا نكمل بعض بتأكيد
ماكنت أعجز عن وصفه أحيانا ....تدركه
و ما كنت أخفيه ....تحسه
بكائك على كتفي ....ذراعك تسند ظهري....... يدك في يدي......همساتك...كلماتك تشجعني
لم تكن ذكريات كانت هواء أتنفسه أعيش به
و لأن الوقت لا يصلح كل الأخطاء كما أخبرونا دوما و الواقع يحجب النهاية السعيدة
و لأن وقت الرحيل حان أوصيك أن تذكرني أوصيك أن تبكيني
خبأ بعضا من صوري و إحرق البعض
خبأ بعض حاجياتي و تخلص من البعض
أذكرني قليلا و إنسني قليلا
و إن حالفك الحظ إنسني

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 04, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قصص مسابقة W. A. Fحيث تعيش القصص. اكتشف الآن