"أُمّي"

2K 203 31
                                    

لم أستطع إمساك نفسي بعد كومة التساؤلات التي كانت ببالي عما يريد أبي أن يسألني لذا فانفجرت ضاحكة بقوة، أعني جديا يا أبي ؟هذا ما فكرت به ولكن يبقى كل شيء معقول في قصتي ويمكن تقبله سوى الحقيقة.

"ما المضحك يا ماي ؟ أعتقد أنني وجهت إليك سؤالا." قال كاتما ابتسامته هو الآخر، فأبي ليس من النوع القاسي أعني هو حازم لكن ليس كأمي لذا لا يمانع الضحك معنا حتى في أكثر اللحظات جدية لأن علاقتنا معه قائمة على الثقة أكثر، لا يعاقب ولا يصرخ يكفي أن يظهر خيبته من إحدانا حتى تتحول حياتها إلى جحيم نفسي لأنها خيَّبت أمل شخص جميل وعظيم مثله، فهو بطلنا والشخص الذي نتطلع إليه أنا وأخواتي منذ سن مبكرة.

"حسنا، لا يا أبي ! وأنت تعرفني كفاية لم أكن لأصاحب أشخاصا كأولئك أبدا." قُلت بجدية بينما أفكر كيف أنني أصاحب المستذئبين والقتلة والخوارق الآن ولكن لا ليس تجار المخدرات، أعني ليس بعد فمع جنون حياتي صرت أتوقع كل شيء.

قال أبي بعد أن نظر إلى الأرض قليلا:" تعلمين انني سألت لأنني قلق فحسب ، يمكنك الذهاب للنوم الآن لا بد أنك متعبة ، تصبحين على خير."

" وأنت من أهل الخير، وآسفة على إقلاقك ." قلت قبل معانقته والتوجه لغرفتي.

غيرت ملابسي، وتوجهت إلى سريري بعد أن تفقدت حقيبة المدرسة خاصتي من أجل ملتزمات امتحان الغد، سرحتُ في سقف الغرفة بعض الشيء أتذكر كل لحظة مع نيم اليوم شعرت ببعض الخجل لذا وضعت وسادة على وجهي في محاولة ناجحة بعض الشيء لتحويل أفكاري نحو شيء آخر ، إلى موضوع الشبح أو الروح الذي يحوم حولي لتسري قشعريرة بكامل جسدي وبدأت ألتقف حولي لعلي أراها.

الأمر مخيف فعلا، لكنني هدأت من روعي بأنه ليس مؤذيا؛ أقصد لم تكن ماندي لتريد شيئا سيئا أن يحصل لي، أو على الأقل هذا ما أعتقده.

تمكنت أخيرا من النوم بعد دقائق من الترنح يمينا ويسارا، رأيت في حلمي تلك الليلة نفس الشاب الذي رأيته من قبل في أحلامي؛ كان الأمر كأنني و كلاود في السادسة من عمرنا ثانيةً نلعب بالسيارات في باحة منزله بينما يجلس ذلك الشاب في الزاوية ناظرا إلينا بوجه خال من التعابير ليعطيني ابتسامة وديعة حين نظرت إليه، وقفت من على ركبي وأخذت أمشي بناحيته قال بنفس الصوت الذي استعمله سابقا حيث رنينه لا يزال بعقلي:"أنت فعلا تستطيعين رؤيتي!"

استيقظت على الفور، لا أعلم لماذا ؟ أعني ليس كابوسا أو أي شيء، لكنني استيقظت. أنا متأكدة أنه نفس الشاب الذي رأيته من قبل ؛ في منتصف العشرينيات، شعر بني، وما جعلني لا أنسى صورته أبدا هو عيونه الذهبية.

جلست بجانب السرير بينما قلبي يدق، وجهه مرتسم أمام عيني، صورته ظلت تابثة في مخيلتي بينما بعقلي العديد من الأسئلة، لماذا استيقظت بهذا الشكل، أرتجف وقلبي يدق بسرعة جنونية ؛ ولماذا يبدو وجهه مألوفا بعض الشيء.

May|مايحيث تعيش القصص. اكتشف الآن