أخيرا خرج توماس ووجد جثة أليس الملطخة بالدماء،المليئة بالدفء،تساقطت دموعه بغزارة،وما أن لبث يود مسح دموعه أصابته رصاصة في رأسه،وفارق هو أيضا الحياة..،في الخارج..كانو بأنتظارهم وبحسب إرشادات أليس لهم فقد انتظرو ١٠ ثوانٍ وتحركوا،..لكن في أول خطوة لهم انفجر لغم،....في مكان مجموعة الدفاع الأمامية والخلفية فخسروهم للأسف،..دايفيد والدموع تسابق خطواته:اسرعو وانتبهو لخطواتكم.لم تمر سوى خمس ثوانٍ فقط وبدأ إطلاق نار كثيف..،أصاب الكثيرين.دايفيد:'ياإلهي ساعدنا...'هيا أسرعوا.جوزيف:دايفيد أمسك بسيلفيا،واركض بسرعة وحذر لا تتوقف أبدا إلى أن تصل لمكان آمن،وإياك أن تنظر خلفك أبدا،الوداع دايفيد الوداع.كانت تلك آخر كلمات جوزيف..صديق دايفيد العزيز،..دايفيد:جوووو لاااااا.كان دايفيد سيتوقف لكنه تذكر كلمات صديقه"لا تتوقف"حمل سيلفيا وركض بها مسرعاا..لم يتوقف رغم إصابة رصاصة ليده،ركض بدون توقف،لم يأبه لتمزق نعاله،ولا لتورم قدميه..حتى الألم الذي يسري بجسده لم يحمله على التوقف!!..بعد عدة ساعات وصلا مزرعة واختبئا داخل الحظيرة؛ليرتاحا قليلا..لكنهما لم يتأخرا بالاستراحة،فخرجوا فوراً مارين بشجرة تفاح،قطف ديفيد تفاحتين منها وناول سيلفيا تفاحة وأخذ الاخرى،تابعوا مسيرهم حتى وصلو إلى بلدة ما،لكن دايفيد اغمي عليه من كثرة الارهاق،سيلفيا انطلقت من فورها لأقرب منزل وطرقت بابه،الذي فتحته عجوز.سيلفيا:ديف ساعديه.واشارت إليها أن تتبعها،تبعتها تلك العجوز ووجدت دايفيد مغمىً عليه؛فحملته فورا إلى منزلها ومعها سيلفيا..واحضرت الطبيب ليعالجه،بعد أن حقنه الطبيب بالمصل استيقظ دايفيد،..اعتنت العجوز بهما وسألتهما عن عائلتهما؛-دايفيد'يبدو أنها امرأة طيبة فأخبرها دايفيد بأنهم لا يملكون عائلة وأن عصابة اخطتفتهم وهربوا منها،.كما أنه سألها عن مكان للعمل،فأرشدته..واوصته بالالتحاق بالمدرسة،وافق دايفيد على ذلك.استقر دايفيد وسيلفيا في منزل العجوز،تعلم الكثير والتحقت سيلفيا أيضا بالمدرسة حين إتمامها السادسة،توفيت تلك المرأة العجوز؛فرحل دايفيد وسيلفيا إلى بلدة أخرى وعاشا بهويتين جديدتين.انهى جوزيف حديثه مع صديقه ويليام قائلا:والآن بعد سماعك لهذه القصة اما زلت تفكر في أنك منكوب الحظ ووحيد؛انظر حولك،لديك صديقك جو ووالديك واخوتك الكل يحبك،ازح غشاء الغباء عن عينيك لترى ذلك الحب الموجه نحوك!!.،ويليام:معك حق جو في النهاية البشر لبعضهم،ويجب علي الانتباه من حولي جيدا لأرى حقيقة مشاعركم لي،أتعلم فكرة الانتحار كانت فكرة غبية جداً.جوزيف وهو يضحك:والأغبى من ذلك أنك أخبرتني إنك ستنتحر أيها الغبي!.ويليام:اغرب عن وجهي!.جوزيف:حسنا أنا ذاهب. عاد جوزيف إلى المنزل وهو سعيد..واتجه لغرفة والديه..وجد والده يرتشف من كوب القهوة تارة وتارةً يكتب،ووالدته تقوم بالحياكة بينما تتحدث اخته أليس معها.رفع والده بصره إليه فور دخوله:اوه جو بني كيف الحال؟.جوزيف:بخير أبي..،هيا أليس أود التنزه هلا ترافقينني؟!.أليس:بالطبع سأفعل.انطلقت جريا لتذهب معه.والدة جوزيف:دايفيد عزيزي إنه يشبه كثيرا!.والد جوزيف:أجل سيلفيا إنه طيب القلب مثله..وصديق وفي أيضا!،علمت من والد ويليام أنه كان سينتحر لكن جوزيف اوقفه،وتحدث معه فتخلى عن الفكرة.سيلفيا وضعت يدها على بطنها المتكور محدثة طفلها:هيي توماس اسمعت،يجب أن تقتدي بأخيك.بلسان دايفيد"..هكذا أصبحت حياتي؛تملأُها السعادة،وحل النور من بعد الظلام الذي واجهته،واتت السعادة لتقتل الحزن داخلي،..جوزيف وأليس كانوا مثالاً يحتذى به في الشجاعة،ضحوا بنفسهم في سبيل نجاة الآخرين..،صحيح يا صديقي أنني وسيلفيا الناجيان الوحيدان؛لكننا سنبقي أثركم حياً بالذكريات التي لا تموت"أغلق دايفيد الكتاب،وارتشف آخر رشفة من القهوة ناهضا ليتابع نشاطه اليومي.
'فلتعلموا أعزائي أنه مهما واجهتنا من ظروف نستطيع التغلب عليها،بالتعايش معها،ولنضع ببالنا أنه يوجد من هو أسوأ حالة مننا؛ممن يمرون بمشاكل،أن تكون ابنا غير شرعي ليس عار؛العار أن تتخذ الخطى الخاطئة..وأنت تعلم بالعواقب جيدا،أن تكون يتيما لا يعني أنك وحيد؛لا تنسى أصدقاءك، ومن يموتون يبقون دائما في قلوبنا خالدين،الانتحار ليس حلا،بل إثباتٌ أنك جبان!!،والصداقة النقية أغلى كنز في العالم،السخرية من الآخرين تقلل من شأنك،واجه المشكلات والمصاعب أثبت أنك أقوى من الحياة!'
أنت تقرأ
مصير مجهول
Historia Corta..أين كنا ما زلنا لا نستوعب شيئا،وأين سنذهب، لا نعلم،وأين نحن الآن ما زلنا نجهل ذلك.