كنتُ مترددة من ذهابي إلى الجامعة فلا أرغب برؤية سام فكلامه الليلة الماضية لم يشعرني بالراحة أبداً
حضرتُ دروسي جميعها أي تقريب الست ساعات كان يكاد رأسي ينفجر من ضغط الدراسة الهائل
ذهبتُ لمحطة الحافلة و جلست انتظر قدوم الحافلة..
صعدت إلى الحافلة بعد مضي بعض الوقت و كان الازدحام شديد بالكاد رأيت مكان للجلوس فيه
بدأ تصادمي بالناس و حبسي لأنفاسي بينهم لكي أصل للمقعد ، و بعد مكافحة وصلتُ للمكان و جلست انزلتُ رأسي نحو الأرض و بدأت عملية الشهيق والزفير العميق و مسح قطرات العرق التي تعلو وجهي واذ بيد تقوم بنكزِ ذراعي الايسر : إيمي إيمي
ادرتُ وجهي و ابتسمت بالقوة : اوه سام يا لها من مصادفة
-سام : حقاً كذلك ،كيف حالك؟
- أنا بخير، ماذا عنك؟
- سام : أنا في أحسن حال
- اوه هذا جيد
كان هذا ما تفوهنا بهِ طوال الطريقوصلتُ لمحطة نزولي قلتُ له الوادع و ارتجلتُ من الحافلة و فررتُ هاربة كما لو إني ملاحقة من قبل الشرطة
إيمي هيا يمكنك نسيان سام أنتِ ستكونين مجرد شيء يمكن أن يلهيه عن مشاعره الحقيقة لن تكونين في مكانِ روز على الاطلاق فلقد قامت بالاستيلاء على كيانه..
هيا لا تدعي ضعفكِ يؤذيكِ أكثر من ذلك
كان قراري الأخير أن أمحي ضعفي أن أقضي على استيائي و قد حدث ذلك بالفعل بعد عدة أيام...
لم أشعر بأي إحباط حاولتُ خلق أشياء تجعلني في قمة سعادتي تُنسيني هواجسي
أما بالنسبة لسام لم أره منذ ذلك اليوم و يمكنني القول بأنه لم يراود حلمي منذُ فترة ولا أتذكرهُ أبداً حتى حينما يذكرُ جاي أسمهُ أمامي أو يخبرني عنهُ بطريقة ما لم يشعرني ذلك بشيء أبداً ..
و بعد شهر تقريباً
كان أخي جاي يجلسُ بقربي و حين تصفحه مواقعه الالكترونية قد قال اووه يا لكَ من شخصٍ محترف يا سام
فضولي قد ثار فقلت لهُ :
ما الذي فعله حتى دعوته بالمحترف هل يملك من مواهب؟
"ضحك بصوتٍ عالي " مواهب ماذا؟ لا لا إنه محترف في العثور على حبيبة
فقد قام بوضع اسمها على الموقع الخاص به و قد قام بكتابة بعض الغزل
لقد تفوق على مشاعر الحب التي دامت لخمس سنوات مع حبه السابق
- خمس سنوات؟ يا لهُ من حبٍ قديم
- جاي : أجل و لكنه الآن يخرج من تلك الحفرة التي علقت مشاعره بها و قد تخطى حبه بالفعل
- نعم تلك الغبية روز
- جاي: كيف تعرفينها؟ و لما نعتيها بالغبية؟
- إنها زميلتي في الجامعة و هي غبية لانها تخلت عن شاب ك سام
- "قال ساخراً "لما هل أنتي معجبةُ به ؟
- كلا لا أملك مشاعراً اتجاهه
- هيا هيا اذهبِ لغرفتكِ دعيني اشاهد برنامجي فأنه على وشك البدألم أشعر بشيء كوخزة في قلبي او احتراقٍ في روحي كما توقعت كان خبر عثوره على حبيبة جديدة عادياً بالنسبة لي كما لو إن شخص غريب قد وقع في حبِ شخصٍ ما
ذهبت للجامعة و قد رافقتني سانا و عندما جلسنا في مقاعدنا بدأت بالتكلم فوق رأسي
إيمي!!! هل رأيتي ذلك لقد ذهب سام من يدي و يا لها من فتاةٍ قبيحة التي اختارها لتكون حبيبة شابٍ وسيمٍ
- كفاكِ تذمراً وهل تريدين منهُ أن يبقى أعزب طوال شبابه
- سانا : نحنُ متناسبان أكثر من علاقته الحالية لما لم أكن أنا لما؟
- ستبدأ المحاضرة علينا التحضير.. هيا راجعي ملاحظاتك و توقفي عن التحدث في أمورٍ تافهة
- سانا :ماذا؟ هل أصبحت مشاعري تافهة ؟
- أجل تافهة فمن يسمع كلامك عن سام يظن أنكما تملكان أموراً مشتركة أو جوانب متشابهة في شخصياتكما لتشعري بهذا الاحباط
-سانا : و من قال لكِ إننا لسنا كذلك؟ نحنُ متشابهان و يجي عليه الوقوع في حبي إن شاء أم أبى
- هل تحبين سام أساساً؟
- سانا : نعم أحبهُ كثيراً
- حقاً إذا أخبريني لما تحبينه؟
- سانا : إنه وسيم طويل القامة و لطيف
- وثري؟ لا تنسي ذلك
- سانا :أجل أجل ثري ، في الحقيقة لا أهتم لذلك و لكنه بالفعل
- أرأيتي ذلك إنكِ لا تحبينه و لا واحد من عشرة حتى
- سانا :كفاكِ سخفاً بمشاعري كيف لا أحبه و أنا حزينة لارتباطه
- حزينة نعم أتفق فقد فوتي شاب وسيم و ثري
- سانا : لا علاقة لكِ بالأمر أنا أحبه و سأحصل عليه و سترين يا إيمي
- سوف نرى
- سانا : فتاةٌ معقدة، غريبة الأطوار إن لم ينظر لي سام هل سينظر لأمثالك؟
- "ابتسمت بسخرية "كل ذلك متوقعٌ منكِ سانا و من فضلك اذهبِ للعثور على مقعدٍ آخر لا أريد أن أفوت المحاضرة
-سانا : و من يرغبُ بالجلوس إلى جانبكِ؟
-هذا جيدأفرغتُ القليل من الكلام الذي أخبأه في داخلي لسانا فتصرفاتها الصبيانية الانانية قد أفقدتني صوابي حقاً
لا أريدُ لامثالها في حياتي المتواضعة عليّ تغيير نفسي و تغيير الأشخاص الذين يعكرون صفو حياتي
عليّ السعي وراء حلمي وراء هدفي لكي أصبحَ شخصاً أفضل..
و ليرى العالم ما تملكهُ إيمي من أشياءٍ جميلة لها رونق لا مثيل لهُ
بدأت بتحسين مقدرتي الصوتية و الاهتمام بالعزف لصنع الاغاني التي تجول مخيلتي بتفاصيلها و لكي أحقق حلمي في صنع موسيقى لن ينساها العالم
مهما مر عليها الدهر
سأجعل من اسم إيمي على كل لسان و ألحان إيمي في أدمغة مهووسي الموسيقى و الغير مبالين بها أيضاً..
كانت إمكانيتي ضعيفة أي لم استطع إيصال جمال ما أملك كما يجب أن يصل
بدأت قبل تعلمي للعزف بنشر مقاطع صوتية لغنائي على مواقع التواصل الاجتماعي و لم تكن النتيجة كما رغبت ولكن على الرغم من عدم استجابة الكثير الا ان أقلة من الناس قد أحبت غنائي و دعمتني لتقديم الأفضل و السعي وراء حلمي..
و بالنسبة لعائلتي كان أخي جاي يحب ما أقوم بنشره و من دون أن يقول لي كنت ألاحظ مدى إعجابه بالموهبة التي أمتلكها
أما والداي فلم يوقفاني أبداً و لكن كانت رغبتهما أن أهتم بدراستي قبل أي شيء و لكي أقول الحقيقة لم يشعرا بأي هالة نحو غنائي أي لم يتأملا بنجاحي في هذا المجال لأنهم على دراية بمشقة الطريق و صعوبة النجاح فيه..بعد مرور فترة أصبحا يحبان ما أقدمه و قد قالا لي بأن أهتم بحياتي و أن أسعى لتحقيق مستقبل أفضل مهما كان الطريق الذي أخترته أن أتعب و أن أخلق الأبداع في اختياري..
أصبحت صحتي أفضل و مزاجيتي تغيرت و أحلامي عن الحب الحقيقي قد بدأت بالتلاشي شيئاً فشيئاً
و بالنسبة لسام لم يشء القدر أن ألتقي بهِ أو أرى أي شيءٍ متعلقٍ بهِ كما لو أنه أختفى نهائياً
و لكن في يومٍ ما كان جاي يبحثُ عن شيء ما في هاتفه وطلب مني مساعدته، أمسكتُ هاتفه و رأيت صورة لسام كان قد أرسلها لهُ ليضعها على حسابه العام الذي أنشأه جاي منذ مدة كحساب لنشر مشاهير جامعته و نشاطات الجامعة أيضاً
شعرتُ كما لو إن الوقت قد توقف فعلاً و لا أرى أمامي سوا صورة سام التي خطفت أنفاسي
سام قد ازداد وسامة و أناقة
كان مظهره قادر على الحصول على قلب أي فتاة يريدها
ربما حبيبته الحالية وضعت سحرها عليه لكي يبدو على عذا النحو الرائع
أنت تقرأ
كن سبب بقائي | Be the reason for me to stay
Romance"كنتُ فاقدةٌ لأمل شفائي و تحرري من سوداوية أفكاري لم أعلم يوماً أن شخصاً غريب رأيته لمرة واحدة فقط قادر على خلق كل تلك المشاعر و إزالة بعض من هواجسي المخيفة "