" عينان أم نجوم؟"

15 2 0
                                    

بقيتُ على هذه الحال قرابة عام أي أن اكتئابي بقي على ذات الحال..
وكان عامي متعب بشكلٍ كبير كما إني أتعبتُ عائلتي فلم يجدوا أي تفسيرٍ منطقي لتدهور حالتي بهذا الشكل
ليأتي يوم لم أتخيل قدومهُ أبداً..

اتصلت بي صديقتي في ذلك اليوم و قالت لي : هيا إيمي لنتسكع معاً سأذهب للقاء بعض الأصدقاء، كان ردي بنعم مفاجئ نوعاً ما فأنا كما شرحتُ سابقاً أحب الانعزال و لا أرغب بالتعامل مع أشخاصٍ لم أقابلهم قط
بعد ساعتين أتت لتقلني لنذهب للقائهم وصلنا المكان القينا التحية على بعضنا
جلسوا يحادثون بعضهم و أنا اتكلم بكل هدوء معهم وجملي تقتصر على ثلاث كلمات لا اكثر
بعد نصف ساعة تخبرنا جوي صديقة صديقتي بأن زميلها في الجامعة قادم لمشاركتنا جلستنا و سألتنا عن رأينا و بالطبع لم يمانع أحد
و بعد لحظات يَحضُر ..
- مرحباً كيف الحال؟ انا سام زميل جوي و صديقها سررتُ بلقائكم، لنحظى بوقتٍ جيد
و ألقى كلٌ منا سلامه

كان دخوله راقٍ بحق كما لو أنه ممثل سينمائي او ايدول مشهور لقد اثار اعجابي بمظهره
كان شعوري بالاعجاب غريب فلقد مر وقتٌ طويل على إعجابي بمظهر شخصٍ ما على الرغم من رؤيتي للكثيرين في الجامعة و في طريقي للمنزل.
و لكن لم اكترث للموضوع كُلياً فأنه قد قام بلفت الأنظار فحسب لن أقع في حبه من النظرة الأولى بالطبع..
جلسَ برفقتنا و تحدث عن امور حياته و قد قمنا بلعب لعبة الألغاز و بكل تأكيد لعبة الحقيقة أو الجرأة التي هي اساس الاجتماعات بين اليافعين

كانت عفوية سام ترغبني بمحادثته ولكن شعرت بالقلق و التردد فحتى لو أحببت شخصيته فعلاً لا أمل من التعرف إليه عن قرب فأنا أكبرهُ سناً و لن ينظر لفتاةٍ تعاني من مرضٍ نفسي مثلي و لا تهتم لمنظرها الخارجي..
كنت اراقبهُ و أنا في قمةِ سعادتي نسيتُ تعبي و كآبتي طوال فترة تحديقي به كما لو انه أوقف الزمن أوقف مشاعري المليئة باليأس.
و في جلسة تأملي تقوم صديقتي سانا بنكزي : إيمي إيمي انظري لسام كم هو إنسانٌ رائع يا لهُ من شابٍ مثيرٍ للاهتمام
قلت في نفسي ماذا؟ ما هذا بحق كل شيء؟ هل سانا معجبة بهِ
مهلاً لحظة سانا أجملُ مني و من عمره فأنا أكبرهما بعام أيعقل أن يقع بحبها؟؟ لا لا لا أظن ذلك
إيمي!!! لا تفكري بهذه الطريقة

بعد قولها لي هذا بدأت الاحظ نظراتها إليه كما لو أنها تقول تعال و اطلب مني الخروج في موعد، بكل صدق تلك كانت مرتي الأولى التي الاحظ بها جرأة سانا و سعيها لإيقاعِ شاب في حبها ..
فقدتُ أمل تعرفي إليه نهائياً حينما نظرتُ إلى سام صدفةٍ ورأيته يرمقها بنظراته.
و قلت يا للهول سام ينجذب لهذا النوع من الفتيات أيضاً لم أتوقع ذلك فشخصيته اللطيفة والمرحة اعمت بصيرتي و أنستني فكرة أن جميع الرجال يكترثون للمظهر الخارجي دون شعور الفضول حتى بماهية ما تحملهُ اي فتاةٍ من جمالٍ داخلي أو شيء مميز .

شعرتُ بنوعٍ من الخيبة و لكن جلستنا لم تنتهي لذا..
قامت جوي بتشغيل قائمة طويلة من اغانيها واغاني اصدقائها المفضلين لكنها لم تناسب ذوقي أبداً
تذمرتُ وقلت بصوتٍ منخفض : ألا يمكنهم تشغيل بعضٍ من موسيقى الجاز على الأقل
التفت نحوي سام وقال لي : ماذا قلتي؟ جاز؟
شعرتِ بالخجل الشديد وجاوبته بتردد : نعم جاز
- سام : كم هذا عظيم! أنا أيضاً أحب موسيقى الجاز، من هو فنانك المفضل؟
- ليس لدي شخصٌ مفضل أحب التنوع كما إني أحب موسيقى الروك و البوب أيضاً
-سام: هذا مثير للاهتمام
سام في تلك اللحظة تغير كلياً، قام بتقريب كرسيه نحوي و بدأ بمشاركتي موسيقاه المفضلة و الأغاني التي يسمعها في أوقاتِ فراغه و الأغاني المخصصها للمساء
تشجعت و تصرفتُ على طبيعتي وتحدثنا بشكلٍ لطيف و شاركته الموسيقى خاصتي و قام بمدح شغفي
في تلك الاثناء كانت سانا تجلسُ إلى جانبي و ترمقني بنظرة حقد و كراهية كيف لي أن أحدث سام لوقتٍ طويل و هي لم تستطع التكلم معه سوا مراتٍ معدودة و بضعُ ثواني
و لكن في ذات الوقت كانت نظراتُ سام مليئة بالحب كانت عيناه تبرقان حقاً لدرجة اثباته بأن بعض العيون تأتي على هيئة نجوم
نظراته لا زالت مرسومة في مخيلتي لا أستطيعُ نسيانها
تحدثنا لوقتٍ شبه طويل و لو لن تقاطعنا جوي لاستمرينا لوقتٍ اطول
و كانت جلستنا قد انتهت و شكرنا بعضنا على هذا الوقت الرائع الذي امضيناه، كان الوقت قد تأخر بالفعل و عدنا لمنازلنا قبل منتصف الليل بقليل
اثناء سيرنا نحو الطريق العام لاخذ سيارة الاجرة و ذهاب البعض لموقف السيارات
كنت اتقدم انا و سانا و الجميع خلفنا و لم تتوقف عن تحدثها عن سام و قالت لي:
يا لي من غبية في المرة القادمة سأبحث عن موسيقى الجاز لكي أتناقش بها مع سام
- اوه جيد، تشجعي!
لم اكترث لكلامها فنظرات سام لي لم تكن عادية كما إني لن استسلم بسهولة بعد عثوري على شخصٍ يشاركني بأشياءٍ جميلة بعيداً عن شخصيته الرائعة و كذلك جماله

تناقش الجميع بشأن عدم عودتنا أنا و سانا وحدنا ف اقترح سام الركوب معنا و إيصالنا لمنازلنا

ركبنا السيارة و في طريقنا طلب سام من السائق تسغيل بعض الموسيقى
كانت ردة فعل سانا مبالغ فيها حيث بقت طوال الطريق تقول لي انظري يا لهُ من شخصٍ مميز لا مثيل له ولكن في لحظة ما التفت سام للوراء وقال لي : إيمي اسمعِ هذه الأغنية ستنال إعجابك
-حسناً أن خيرُ مصغية

قامت سانا بركلي فصرخت : اووه هذا مؤلم
- سانا: ما الخطب هل انتِ متعبة، سام سام لنوصل إيمي أولاً
- سام : هل أنتِ بخير
- نعم أنا بخير ، و الأغنية جميلة جداً
- سام : هذا جيد،  أنتِ على حق، تبدين متعبة سنوصلك أولاً
لم أملك خيار الرفض فقلت : حسناً

قاموا بأيصالي ودخلتُ المنزل، ركضتُ لسرير..
ااه لماذا لم احصل على مزيدٍ من الوقت، سام سام هل سأراك مرة اخرى؟
إيمي انتظري،هل أنتِ بخير، لم تشعري بالاحباط طوال ساعات بقائك مع سام؟
هل تعافيتِ؟ هل زال بؤسك بلمح البصر؟، هل سام ساحرٌ أم ماذا؟
يا للهول هل يعقل ذلك، هل سيكون سام سبب شفائي ؟
كل ما افكر به هو نظراته الساحرة، ابتسامته التي كادت تصل إلى آذنيه،حماسه لحديثي، رغبتهِ في سماع رأي  و الأهم من ذلك انجذابه لغير الجمال ،حادثني بكل حب دون الاكتراث لمظهري و هيئتي الحالية، و ذلك ما جعل قلبي يطير من مكانه محلقٍ لأبعد من حدود السماء لعله يعثرُ على حبٍ حقيقي..

أنت حلمٌ أليس كذلك؟
سأعود لحالتي السابقة في صباح الغد..
لن تحدثَ فرصةٌ للقائنا ..

كن سبب بقائي | Be the reason for me to stayحيث تعيش القصص. اكتشف الآن