ابتسمت بإمتنان للخادمة التي وضعت شاي الزنجبيل فوق المنضدة مع بعض المكسرات.
"الشاي سيساعد في تخفيف التعب الذي تشعرين به"
تردد صوت ميا في أرجاء الغرفة شكرتها لوسيانا بينما تتلدد بطعم الشاي الدافئ الذي خلط بالعسل لتحسين من طعمه، نظرت للأوراق المرتبة أمامها ثم أمسكت بلائحة الخاصة بالخدم بحيث إقترب موعد تلقيهم أجورهم، كانت هذه أحد أعمال لوسيانا التي دونت في قائمة ما يجب القيام به هذا الأسبوع.
"قومي بمناداة كبير الخدم"
غادرت ميا على عجل لتنفيد طلبها وظلت لوسيانا شاردة في الدخان الذي يخرج من كوب الشاي، تحركت يدها تدريجيا لتداعب البطن التي ميزت بإنتفاخ بسيط، أحد أحلامها تحقق أخيرا لكنها لم تكن مصدقة بعد لما يحدث حتى إنتفضت بألم عند شعورها بسخونة الشاي على جلدها الحساس مما وضح شيئا واحدا أن ما تعيشه ليس بحلم، أدركت أنها سعيدة بهذا التحول ولم تكن ولن تكون لها رغبة أبدا بالعودة لكونها داليا وبهذا حسمت أمرها من الأن وصاعدا هي لوسيانا دوغلاس فقط .
مع شعور بألم خفيف ناتج عن حرق كان شعور الإنتماء لديها يزداد، بالرغم من إختلاف التقافات والحياة مقارنة مع العصر الحديث عاهدت نفسها على تكريس جل ما تعلمته فقط لتسهيل حياتها برفقة الطفل الذي سيأتي مستقبلا.
"سأفعل أي شيء تريد حتى لو عنا الأمر تلطيخ يدي بالدم"
لم يكن مجرد وعد عادي بالنسبة لها، فقد أقسمت على أنها ستضحي بكل شيء لسعادتها الخاصة وذلك يشمل الطفل الطاغية الذي تحمله وسط أحشائها، تنهدت برضى موازاة مع وصول كبير الخدم للغرفة، انحنى بأدب لتعطيه لائحة بالأشياء التي يحتاجونها من موارد غذائية وأثاث لتغطية بعض الشوائب داخل القصر وغيرها.
"هل هذا كل ما تحتاجين سيدتي؟"
سأل كبير الخدم بينما ينظر للقائمة التي قدمتها له إضافة بالموعد والمبلغ المحدد لأجور الخدم.
"نعم"
فكرت بإقامة تغييرات داخل القصر وخصوصا بطابق الأول الخاص بالولائم وكان هذا ضمن قائمة لوسيانا السابقة.
"أفكر بتغيير الأثاث الخاص بالطابق الأول "
أومأ بطاعة وهو ينظر لملامحها الهادئة التي كانت في جميع الأوقات تزين وجهها و كانت حاجزا عن ما تخفيه بداخل عقلها.
"سأجهز موعدا مع محل الأثاث قريبا"
غادر ليتركها وحدها رفقة ميا التي عادت لتقف خلفها، نظرت حولها بملل وتعبت من الجلوس هكذا طيلة اليوم لذا قررت الخروج في نزهة الى الحديقة الخلفية، وضعت شالا خفيفا حول كتفيها وتحركت بخطوات هادئة نحو السلالم، كانت لوسيانا إمرأة حذرة ولها مخاوف عديدة في كل وهلة سيتبادر لذهنها أفكار تعرض حياتها للخطر وتضع إحتمالات كثيرة قبل أن تقوم بالشيء حتى، وما حاكه لها عقلها أنها قد تتعثر وتسقط من على الدرج لذا تمهلت وخطت ببطء شديد حتى وصلت لآخر درجة وكل هذا وهي ترفع ثوبها ليصل لأسفل ركبتها بقليل خائفة من أن تتعثر بسببه، وفعلت نفس الشيء حتى وصلت للحديقة إستنشقت الهواء النقي وزفرته بقوة تنظر للمكان من حولها بإفتتان،سرعان ما إتجهت صوب النافورة الكبيرة لمست بيدها المياه التي لسعتها من شدة برودتها، رفعت شفتها بإبتسامة منعشة وهي تنظر للأجواء من حولها وخصوصا الورود الحمراء الذي ذكرها بالعيون التي يتميز بها سيلفستر، شعرت بالفضول حوله هل هو بتلك الوسامة التي ذكرت في الرواية، ضحكت لوسيانا من غبائها بالطبع سيكون شخصا رائعا لدرجة وقوع لوسيانا الحقيقية في حبه من النظرة الأولى.
أنت تقرأ
حامل بالطفل الطاغية
Romanceلم تظن يوما أنها ستصبح ام الطاغية، قربان لا أكثر، شخص لم يكن مقدر له العيش طويلا. "لوسيانا دوغلاس" عرفت بكونها شخصية أنانية ليس لديها أي اهتمام بمعاناة الناس من حولها لكن هذه القاعدة لم تشمل شخصا واحدا كان حبها الأول وزوجها الذي فعلت كل ما بمقدرتها...