نظرت لجانبها الأيمن حيت يترأس سيلفستر الطاولة ويتناول شريحة اللحم الطرية والمطهورة جيدا، يقطع بسكينه الشرائح ويتناول القطعة بمهل شديد، نظرت لطبقه بإنبهار بدى أفضل من حساء الخضار الذي تتناوله الآن، شعرت بالتمييز الجنسي هنا، بالرغم من أنها سابقا من رفضت تناول أي شيء مطهو بالثوم إلا أن رائحته الآن بدت شهية.
"عزيزتي"
لم يكن من الصعب على سيلفستر ملاحظة أعين لوسيانا التي تأخد لمحات طويلة بإتجاهه، شعر بإرتباك لم يفهم لما توقفت عن تناول طعامها وباشرت في مباراة تحديق بإتجاهه أو بالأصح بطبقه، عند ملاحظته للسانها الذي يمر ذهابا وإيابا فوق شفتها فهم الوضع برمته، غرس الشوكة بداخل قطعة لحم ومد يده لتصل القطعة لفمها، رفعت لوسيانا شفتيها بإبتسامة جانبية قبل أن تفتح فمها وتتذوق اللحم المتبل بإنبهار ، بدى لها كل ما تأكله وكأنه طعام خرج من الجنة.
"لذيذ؟"
أومأت بإيجاب تنتظر اللقمة الثانية وإستمر الحال هكذا حتى إنتهاء العشاء، سيلفستر يطعمها ولوسيانا تفتح فمها وتتناول ما قدم لها بصدر رحب، شعر سيلفستر بالألفة سابقا مواعد الطعام بينهما كانت عملية حاولت لوسيانا بقدر الإمكان ألا تزعج صفو أفكاره وكانت أسئلتها محدودة كيف مر يومك؟ هل أخبرهم بإعداد الحمام لك؟ ألست متعبا؟
لطالما كانت لوسيانا بنظر سيلفستر زوجة رائعة عملت بجد لإرضائه وبدل هو كذلك مجهودا كي لا يحزنها أو يتصرف بشكل بارد إتجاهها، لكن علاقتهم تميزت بالعملية وبدت عادية فهكذا نشأوا حتى أنهم ظنوا أن العائلات أجمعها بنفس الروتين." سيأتي والداي قريبا لحضور مأدبة عيد الميلاد"
نظرت له لوسيانا بإهتمام وحاولت حفظ كل ما يقوله أو بدى لها مهما، ما تعلم بشأنه حول وضعها وحياتهم أشياء بسيطة ذكرت في الرواية، ليس لها علم بأي شيء يخص الأداب أو كيفية تنظيم الولائم بإختصار كانت إمرأة عصرية جاهلة بما يخص العادات القديمة، شعرت ببعض التوتر كيف لها أن تتعلم الأداب النبيلة، الرقص، أسماء العائلات الأرستقراطية إضافة لأوجه عائلتها أو أصدقاء ربما، أحست بأنها داخل ورطة كبيرة وسيكون من الصعب الهرب منها على هذا لحال، فكرت هل تخبره أنها فاقدة للذاكرة إستيقظت ذات صباح ووجدت نفسها لا تتذكر أي شيء مر في حياتها، لكن من الواضح أنها كذبة بليدة وتأخر وقت تنفيدها لذا قررت تمثيل دور لوسيانا الزوجة المحبة والواقعة لحد النخاع في حب الدوق.
" سيأتيان بعد يومين وأفراد العائلة الباقين ربما قبل أسبوع "
همهمت لوسيانا بفهم وهي تنظر لطبق الحلوى الذي وضعه الخدم أمامها، أمسكت بالشوكة الصغيرة لتتذوق الطعم الحلو الممزوج مع الحموضة، حاولت التمسك بتعبير هادئ لكن لم تستطع وتغلبت عليها المشاعر وهي تضع في فمها قطعة وراء الثانية، ظهر شبه إبتسامة على وجه سيلفستر إتكئ بخده على كفه شارع في مراقبتها ولم تتحرك نظراته من عليها، إستغرب لما هو مفتون بها هكذا كل هذا بسبب تلك الليلة وما خلفته من تغيير، تنهد يخرج كل تلك الأفكار السيئة من عقله، وضع طبق الحلوى الخاص به أمام لوسيانا لم تكن له رغبة حاليا في تناول أي شيء حلو المذاق وفضل تقديمها لزوجته التي بدت مفتونة بما تتناوله ونسيت تماما وجوده.
أنت تقرأ
حامل بالطفل الطاغية
Romanceلم تظن يوما أنها ستصبح ام الطاغية، قربان لا أكثر، شخص لم يكن مقدر له العيش طويلا. "لوسيانا دوغلاس" عرفت بكونها شخصية أنانية ليس لديها أي اهتمام بمعاناة الناس من حولها لكن هذه القاعدة لم تشمل شخصا واحدا كان حبها الأول وزوجها الذي فعلت كل ما بمقدرتها...