طوكيو_اليابان
الأربعاء 6:00pm
فُتِح الباب ببطءٍ ليدخل ذلك الجسد الموشح بالسواد بخطواتٍ ثقيلة وحذائه الجلدي السميك يضرب الأرض الخشبية المهترئة بعنف، خلا المكان من أي إنارة سوى ضوء الشمس المتلاشِ الذي يتسلل عبر الستائر البالية -كما كُل ما يوجد حوله في هذا المكان- الموجودة في الغرفة على يمينه.سار في ممرٍ ضيقٍ نسبيًا -إذ يسمح بمرور شخصٍ واحدٍ فقط- حتى وصل إلى بابٍ خشبيٍ بلونٍ رمادي باهت وقد تقشر بعض الطلاء من عليه بالفعل، دفع الباب بخفة بعد أن فتح القفل الخاص به دالفًا لداخل الغرفة التي كانت -رغم كون أثاثها باليًا كذلك- مرتبةً بشكلٍ متقنٍ جدًا.
تقدم سائرًا بطريقةٍ آلية تجاه أحد الأدراج الموجودةِ في ركن الغرفة بعيدًا عن الباب الذي دخل منه ليقوم بفتحه مخرجًا صندوقًا حديدًا بدا حديثًا بشكلٍ غريب وملفت، ضغط على بضع أزرارٍ متواجدةٍ أعلى الصندوق وكانت ثوانٍ حتى سمع صوت تصفيرٍ ضعيف يدلُ على فتح قفل الصندوق الالكتروني.
مد يمناه بداخل ذلك الشيء الحديدي مخرجًا قطعةً سوداء ثقيلةً ولامعة، لم يكن ذلك الشيء سوى مسدسه حديث الطراز والمصنوع خصيصًا ليناسب قدراته الاستثنائية، مرت في تلك اللحظة بباله ذكرى حاول تناسيها مؤخرًا إلا أنها تلاحقه على الدوام، لطالما لازمه طيفها كأنها طيرٌ مكسور الجناحين، وها هو على وشك رؤية التاريخ يعيد نفسه رغم محاولاته المضنية في الحلول دون حدوثه.
« لأجلكِ، لن أدع هذا يحصلُ مجددًا لشخصٍ آخر، أنا أُقسم. »
تمتم بخفوتٍ وكأنه يهمس بقسمه لنفسه فقط، كي تسمعه روحه الجريحة عميقًا بداخله فيدفعه ذلك لبذل كل ما لديه والاستعداد لما هو آتٍ بروحٍ مشتعلةٍ يحركها الألم والحقد.لاحت لحظاتٌ أُخرى من ذكرياته وكانت هذه الأخيرة قريبةً جدًا، تلك العيون اللامعة والنابضة بالحياة لا يليق بها ما يداهمها الآن من ذبولٍ وانطفاء، هذا فقط يزعجهُ بشكلٍ غريب لا زال يحاول فَهمه، ثوانٍ لينفض تلك الأفكار جميعها مرةً واحدة وعاد ليصب تركيزه على هدفه الحالي، ألا وهو:
المهمة رقم313، استعادةُ ميكاسا أكرمان.في تلك الأثناء،
في أحد المنازل.« إلى ما توصلت، آرمين؟»
قطع بني الشعر الصمت السائد في تلك الغرفة المظلمة التي احتوت ثلاثة أشخاصٍ بضمنهم هو والمدعو آرمين وكان الإثنان جالسين أمام شاشة حاسوبٍ كبيرةٍ نسبيًا، وعلى مقربةٍ منهم كانت تلك الطويلة تسير جيئةً وذهابًا والتوتر قد سيطر عليها بالفعل، اندفعت ناحيتهم حين سمعت كلمات الأشقر الهادئة:
اختراق جهاز المراقبة الحكومي ليس سهلًا كما تعلم، لكنني فعلتها أخيرًا...
![](https://img.wattpad.com/cover/243493419-288-k563046.jpg)